في الوقت الذي ترفض فيه إسرائيل وقف إطلاق النار، كثف جيش الاحتلال أمس الجمعة غاراته الجوية على قطاع غزة، حيث استهدف المستشفيات التي تأوي آلاف الأطفال والمرضي، ما تسبب في خروج العديد من المستشفيات عن الخدمة، وعرض حياة الآلاف للخطر، فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد أكثر من 4500 طفل.
كارثة صحية
وقال تيدروس أدهانوم جيبريسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، أمس الجمعة، أمام مجلس الأمن، إن طفلًا يقتل في المتوسط كل 10 دقائق في قطاع غزة، محذرًا: "لا مكان ولا أحد آمن". و
قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن نظام الرعاية الصحية في غزة "وصل إلى نقطة اللاعودة" في ظل تصاعد العنف الذي أثر "بشدة" على المستشفيات والإسعافات العاملة في الأراضي الفلسطينية المحاصرة. حسبما ذكرت وكالة "رويترز".
وأضاف البيان أن الهجمات على المنشآت والموظفين الطبيين وجهت "ضربة قوية" لنظام الرعاية الصحية في غزة - الذي كان "ضعيفًا للغاية" بعد أكثر من شهر من القتال الشديد- ويدفع المدنيون والمرضى والموظفون الصحيون "ثمنًا باهظًا" لذلك.
وفي سياق متصل، قال وليام شومبورج، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة: "الدمار الذي يؤثر على المستشفيات في غزة أصبح لا يطاق ويجب أن يتوقف.. حياة آلاف المدنيين والمرضى والموظفين الطبيين في خطر".
المستشفيات الخاصة بالأطفال لم تسلم من العنف
ولم تسلم المستشفيات الخاصة بالأطفال من العنف، حسبما تقول المنظمة، بما في ذلك مستشفى الناصر "المتضرر بشدة" ومستشفى الرنتيسي، اللذين اضطرا إلى وقف عملياتهما، حسبما ذكرت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية.
وقال "جيبريسوس" لمجلس الأمن: "ممرات المستشفيات مزدحمة بالجرحى والمرضى والموتى.. زيادة في عدد الجثث.. جراحة بدون تخدير.. عشرات الآلاف من النازحين يلجأون إلى المستشفيات".
وأضاف أن منظمة الصحة العالمية سجلت أكثر من 250 هجومًا على الرعاية الصحية في غزة والضفة الغربية منذ 7 أكتوبر، بينما كان هناك 25 هجومًا على الرعاية الصحية في إسرائيل. في حين تدعي إسرائيل إن حماس تخفي الأسلحة في أنفاق تحت المستشفيات، تبريرًا للهجوم على المستشفيات.
الأطفال على حافة الهاوية
ويهدد الانهيار شبه الكامل الخدمات الطبية وخدمات الرعاية الصحية في جميع أنحاء قطاع غزة، ولا سيما المناطق الشمالية، حياة كل طفل في القطاع. إذ توقفت الرعاية الصحية في مستشفى الرنتيسي والنصر للأطفال تقريبًا، ولم يكن هناك سوى مولد صغير يزود وحدات العناية المركزة. حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
وذكرت التقارير، أن مستشفى النصر للأطفال تعرضت لأضرار إثر عدوان عنيف شنّه جيش الاحتلال، أمس الجمعة، بالإضافة إلى خروج العديد من المستشفيات من الخدمة بسبب نقص الوقود.
وفي هذا الصدد، قالت أديل خضر، المديرة الإقليمية لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: "الأطفال يتعرضون للحرمان من حقهم في الحياة والصحة"، مؤكدة أن "الأطفال في غزة على شفير الهاوية، وخاصة في الشمال.. بينما يشتد العدوان الإسرائيلي على القطاع، ليس لديهم مكان يلجأون إليه".
مقبرة جماعية
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، في وقت سابق، إن غزة تحولت إلى "مقبرة للأطفال"، كما حذر من أن الوضع في القطاع "أكثر من أزمة إنسانية"، مؤكدًا أن الحاجة إلى وقف إطلاق النار الإنساني يصبح "أكثر إلحاحًا مع كل ساعة تمر"، حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
وأضاف أن "الأطراف المتحاربة، وبالفعل المجتمع الدولي، يواجهون مسؤولية فورية وأساسية، وهي إيقاف هذا المعاناة الجماعية غير الإنسانية وتوسيع المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل كبير".
وأشار جوتيريش، إلى أن الأمم المتحدة تحتاج إلى 1.2 مليار دولار لمساعدة 2.7 مليون شخص في غزة والضفة الغربية.
وأضاف أن عمليات الأرض التي تقوم بها إسرائيل والقصف المستمر يصيب المدنيين والمستشفيات ومخيمات اللاجئين والمساجد والكنائس والمرافق التابعة للأمم المتحدة بما في ذلك الملاجئ، "لا مكان آمن"، حسبما ذكرت شبكة "بي بي سي" البريطانية.