مصر خيرها عليَّ .. وأغني قصيدة لصلاح جاهين سبق أن تغنت بها أم كلثوم
أتعاون مع نجلي وشعراء من الوطن العربي وبلجيكا وأقدم أغنية باللغة الفرنسية
أرى نفسي مشروع فني متجدد.. وأتمنى تقديم عمل عن مسيرتي الفنية وأظهر بشخصيتي
أتطرق لقضية التهجير في "من غير اسم" ورقابة اليوتيوب وراء انتشارها البطيء
السير في طريق صعب بعيدا عن الأغنيات التجارية وراء فوزي بجائزة من بلجيكا
تسافر المطربة التونسية غالية بنعلي، بصوتها القوي عبر الزمن متخطية حدود الأوطان، فتخترق أعماق القلوب، مسطرة ملحمة من التفرد في الغناء والأداء، وساهمت جولاتها حول العالم في حصدها لقب سفيرة الغناء العربي، فهي الباحثة دومًا عن الاختلاف والتجديد، ذات الحس المرهف، التي تؤكد أنها تعتبر نفسها مشروعا فنيًا متجددًا ومتكاملاً.
تعود غالية بنعلي إلى عالم القصائد والأشعار، في ألبومها الجديد الذي يحمل اسم "مقام الغزل"، إذ كشفت في حوارها مع موقع "القاهرة الإخبارية" تفاصيل المشروع الذي تتعاون فيه مع شعراء من الوطن العربي ومن بلجيكا - تلك الدولة التي تعيش فيها حاليًا- وهو يتكون من نحو 50 أغنية متنوعة بأكثر من لهجة، كما تتغنى فيه باللغة الفرنسية، وتتعاون فيه أيضًا مع نجلها، ومن المقرر أن تطرح أغنياته تباعًا على مدار عام كامل.
خلال انغماس "بنعلي" في تجهيز ألبومها الجديد، تفاجأت بفوزها بجائزة من بلجيكا تحمل اسم Belgian Worldwide Music Night 2024، تحدثت خلال الحوار عن كواليس الجائزة، كما تطرقت لسر ارتباطها الوثيق بمصر قائلة "الفن المصري خيره عليا"، وتحدثت عن موقفها من التمثيل وغيرها من التفاصيل في هذا الحوار:
تنشغلين في التجهيز لألبوم جديد يحمل اسم "مقام الغزل" حدثينا أكثر عنه؟
أحضر لهذا الألبوم منذ أكثر من عام، بمعدل أغنيتين أو ثلاثة في الشهر، وهذا العام سيكون لي إنتاج أكبر بكثير من ذي قبل، وهو يحمل اسم "مقام الغزل" لأنه مبني على الأشعار والقصائد الغزلية، وكان من الممكن أن أسميه "مقام الغرام" ولكن وجدت الغزل أنسب لأنه يشير إلى التفنن في ذكر وصف محاسن الحبيب والتغزل به، والمقام يشير إلى المكان الصحيح في الغزل، فكل قصيدة اخترتها في الألبوم تشير إلى الحب والمحبوب سواء أكان حب الإله أو الوطن أو الطفل أو الحبيب وأشخاص نحبهم في حياتنا، فهو يحمل كل معاني الحب وأشكاله، مع تنوع كبير في الألبوم والتغزل في الحبيب أيًا كانت صفته، وأنا أبحث عن هذا المقام، وكنت أبحث كيف ستخدم الموسيقى القصائد، فالقصيدة هي الأولوية والأساس وليس العكس، فعقب كتابة القصيدة كنت أبحث عن الطريقة التي أغنيها بها والموسيقى المناسبة لها.
تعاونت في الألبوم مع شعراء من الوطن العربي ومن بلجيكا وهناك شعراء دفعوني للغناء باللغة الفرنسية، كما أن نجلي يكتب أغنيات جميلة واستعنت بموسيقاه داخل الألبوم، وأيضًا شاعر صديقي أعرفه منذ المدرسة ثم أصبح شاعرًا معروفًا بعد ذلك.
كما ذكرتِ تتعاونين في الألبوم مع شعراء من الوطن العربي، فهل ستغنين بلهجات مختلفة؟
نعم، أقدم بالألبوم عدد كبير من اللهجات إذ أغني باللهجة المصرية والتونسية واللغة العربية الفصحى، وباللغة الفرنسية، فلم أركز على اللهجات بقدر تركيزي على الشعراء الذين يعبرون عن بلادهم، فمثلًا كان هناك شعراء من مصر، تونس، العراق، سوريا، فلسطين، الجزائر، السودان وبلجيكا، فأنا ما يهمني الشعراء وكيف يترجمون لهجتهم ويعبرون عنها.
علمت أنك قمت بتلحين الألبوم كاملًا، فماذا عن هذه الخطوة؟
بالفعل قمت بتلحين كل أغنيات الألبوم واستغرق ذلك عامين تقريبًا، وهو يتكون من خمسين أو ستين أغنية، وهناك أغانٍ قمت بتسجيلها، وأخرى لم أسجلها، وأتوقف عند مرحلة الإنتاج لأنها تحتاج إلى أموال كثيرة، لأنه لا توجد جهات احترافية تدعم هذا الشغل، ولكن حصلت على دعم من بلجيكا وبعض الأصدقاء، وكذلك الموسيقيين ساعدوني كثيرًا بوجودهم وأوجه لهم الشكر.
كيف جاءت فكرة تقديم ألبوم كامل يتكون فقط من قصائد وأشعار؟
لم أكن أبحث عن القصائد ولكن جاءت صدفة من خلال معرفة أصحابها من الشعراء والكتاب ومن ثم نصبح أصدقاء، ولدي صديق فاضل من العراق يُدعى يحيي عباس، وهو رجل مسرحي كان يرسل لي القصائد ويطلب مني غنائها وتلحينها، فكل يوم يأتي لي بقصائد جديدة، وإذ نالت إعجابي كنت ألحنها ليلا مستعينة بالآلات والإيقاعات، فربما أنا قدمت 50 أغنية كاملة ولكن لدي 200 أغنية لكن لم أنتهِ بعد منها.
بماذا تصفين علاقتك بالفن المصري وجمهوره؟
الفن المصري "خيره عليا" وتعلمت من الأفلام والأغاني المصرية، والشعراء المصريين أصدقائي وقريبين مني، وأتعاون في هذا الألبوم مع عدد من الأشخاص المصريين مثل رنا صبرة ومنتصر حجازي وأحمد جمعة، وسامح الهريدي الملقب بـ"شاعر الغلابة"، الراحل علاء الدين أغا الذي توفي منذ عام، وأقدم له أغنية تحكي عن الأب، وأيضًا أمين حداد، بجانب قصيدة لصلاح جاهين تحمل اسم "الله معك" والتي سبق أن تغنت بجزء منها أم كلثوم، بينما سأقدمها كاملة كما هي.
سأطرح الألبوم على مدار عام تقريبًا، والألبوم به أغانٍ كثيرة جدًا أقل عدد يمكن طرحه حوالي 20 أغنية وممكن أن أقدم 30 أو 40 أغنية أو أكثر، وهذا يؤكد وجود علاقة جميلة بيني وبين الجمهور.
طرحتِ مؤخرًا أغنية "من غير اسم" فحدثينا عن كواليسها؟
تعاونت في هذه الأغنية مع صديقتي رنا صبرة التي كانت دائمًا تقرأ لي قصائد، وقدمت مع زوجها علاء الكاشف أغاني كثيرة، وتغنى بأغانيها مطربون كُثر مثل دينا الوديدي وأمير عيد وهاني الدقاق، وفي أغنية " من غير اسم" تعاونا كثلاثي حيث كتبت رنا الأغنية بينما قام علاء بالتلحين وعمل الميكساج والموسيقى، في حين تغنيت بها وقدمتها فيديو وشعرت أن هذه الأغنية شخصية، وهي تحكي عن موضوع صعب وهو التهجير والحروب والوجع الذي نعيشه.
فمصر رغم أنها ليست بلدي ولكني أفتقدها وأتغزل فيها دائما، وأحببت أغنية "من غير اسم" وكانت سلسة وبسيطة واستغرقت شهرًا من العمل عليها، والجمهور استمتع بها جدًا، رغم أن انتشار الأغنية كان بطيئًا مع وجود مراقبة على الفيس بوك واليوتيوب حاليًا.
حصلتِ مؤخرًا على جائزة مهمة من الدولة البلجيكية، فحدثينا عن كواليس اختيارك للفوز بها؟
كانت مفاجأة وعلمت بالصدفة بها من صديقي، إذ إن هناك مهرجانًا يهتم بكل الملحنين والفنانين والمنتجين وغيرهم، ويقام كل عام ويقدم كل ما هو جديد على الساحة الفنية في بلجيكا، ولأول مرة يخصص هذا الحدث جائزة مهمة وترشحت لها مع شخصين مهمين في بلجيكا، وحصلت عليها لأنهم رأوا أنني ما زلت أسير في طريق صعب لأنني لا أقدم أغاني تجارية ولكن فنانة وأطوف العالم وأنشر الموسيقى البلجيكية، وشاركت في أكثر من مشروع هناك.
خُضتِ مشروعات تمثيلية بروح الهاوية، فهل لديك طموحات مستقبلية في هذا المجال لتصدر بطولات؟
كثيرون أكدوا لي موهبتي في التمثيل ولكنني أعتبره مشروع شخص آخر، بمعنى أنه تجربة جديدة وأتعلم منه أشياء جديدة، التمثيل يأخذ وقتًا طويلًا وأنا أميل للعمل على الأغنيات والوقت المتبقي أفضل العمل على الكتابة والرسم، واختياري للمشروعات التي تطرح عليَّ يكون بعناية شديدة، وإذا نال إعجابي أقدمه، وبخلاف ذلك أفضل أن أركز في الغناء والرسم، وأتمنى أن أقدم فيلمًا عن مسيرتي الفنية وأقدم شخصيتي الحقيقية في الغناء والرسم وأحب الأعمال الكوميدية، وأنا أرى أنني مشروع متجدد في حد ذاتي، ومؤمنة بالصدفة مثل التقائي الشعراء الكبار الذين أعمل معهم والذين تحولوا إلى أصدقاء وكل واحد له شخصيته ولونه المميز ويحكي عن تجربته وكل واحد له أسلوبه، وهذا أمر شخصي جدًا، وأنا مؤمنة أنني سأقابل كثيرين مثلهم.