سلط تحقيق صحفي مُثير، الضوء على ثغرة أمنية خطيرة يواجهها جيش الاحتلال الإسرائيلي أثناء عملياته في قطاع غزة، تكشف عن إمكانية رصد وتحديد حركة الأفراد في القطاع من خلال المعلومات المتاحة على الإنترنت. كما أظهر التحقيق أن الجيش وجنوده يفصحون عن مواقعهم وتحركاتهم عبر الإنترنت، مما يُشكل تهديدًا أمنيًا ويعكس فشلًا في الأمن العملياتي. ورغم وجود إجراءات أمنية لمنع تسرب المعلومات، إلا أن التحقيق يظهر صعوبة فرضها؛ بسبب التكنولوجيا المعقدة والعدد الهائل من الجنود.
كشف التحقيق الذي نشرته صحيفة "هآرتس"، أنه يمكنُ رصد وتحديد مسارات تحرك مواقع انتشار جيش الاحتلال في قطاع غزة، بالاستناد إلى المعطيات المنشورة على شبكة الإنترنت.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في أعقاب الكشف عن معلومات حساسة في الماضي، أصدر جيش الاحتلال تعليمات أمنية عملياتية واضحة بخصوص هذا الموضوع، إلا أن تحقيق الصحيفة العبرية وجد أن هذه التعليمات لم تنفَّذ، و"يُفصح الجنود أنفسهم عن موقعهم وتحركاتهم أثناء القتال في غزة".
وهذه المعلومات يسهل الوصول إليها من قِبل أي مستخدم على شبكة الإنترنت، ولا تحتاج إلى معرفة تقنية خاصة لاستخراجها.
وأشارت "هآرتس" إلى أن تسريب المعلومات المستمر من جانب جيش الاحتلال الإسرائيلي والجنود الذين يُقاتلون في غزة، يُفصح عبر شبكة الإنترنت عن مواقعهم داخل القطاع، وهذه المعلومات مُتاحة بسهولة لأي مستخدم على شبكة الإنترنت، ولا تحتاج إلى معرفة تقنية خاصة لاستخراجها، في حين يحدث التسريب بالرغم من إرشادات أمن المعلومات في الجيش الإسرائيلي التي من المفترض أن تمنع ذلك.
أفصح تحقيق "هآرتس" عن الطرق الجديدة التي فتحها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، وأظهر أن هذه الطرق مرئية للجميع عبر الإنترنت. وأضاف التحقيق أن "هذا يمثل فشلًا في الأمن العملياتي، حيث إن هذه المشكلة معروفة للأجهزة الأمنية منذ سنوات، وكان من الضروري التعامل معها بعد استغلالها، وبعد تناول العديد من وسائل الإعلام لهذا الموضوع".
وبالرغم من وجود إجراءات أمنية ميدانية لمنع تسرب مثل هذه المعلومات، بحسب "هآرتس"، يواجه الجيش الإسرائيلي صعوبة في فرضها على العدد الهائل من الجنود الذين يعملون في القطاع؛ بسبب التكنولوجيا المعقدة.
وتواصلت "هآرتس" مع الجيش الإسرائيلي منذ ثلاثة أسابيع، وكشفت المعلومات الحساسة المتاحة للعموم عبر الإنترنت، وما زالت هذه المعلومات متوفرة، ومنذ تقديم الطلب إلى الجيش الإسرائيلي، يتواصل تسريب المعلومات.
وأوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن الجيش على علم بالتهديدات في الوسط السيبراني، ويتخذ إجراءات للحفاظ على أمن القوات والمعلومات، مضيفًا أنه من أجل الحفاظ على أمن القوات والبيانات، يتم إرسال التعليمات إلى مستوى القادة والجنود إلى جانب المراقبة الحثيثة، وتوضح هذه الحالة مدى تعقيد تطبيق إجراءات الأمن الميداني في العصر الحالي.
في السنوات الأخيرة، كشفت التحقيقات التي أجرتها "هآرتس" عن سلسلة من أدوات المراقبة التي تقوم بجمع معلومات استخباراتية عبر الإنترنت، وتتضمن هذه المعلومات ملايين البيانات العادية المتراكمة على الشبكات والهواتف الذكية، والتي تُستخدم بواسطة أجهزة المخابرات الإسرائيلية.
ووفقًا للتقرير، فإن هناك عشرات الآلاف من الجنود النظاميين والاحتياطيين يمتلكون وسائل تكنولوجية مدنية يستخدمونها لجمع المعلومات، والتي يمكن لأي شخص الوصول إليها عبر الشبكة بعد ذلك.