يبدو أن فشل جميع الأجهزة الأمنية الذي تعرضت له دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر، كانت حلقة كبيرة في سلسلة من الاختراقات الأمنية التي باتت في ما يبدو أمرًا عاديًا، إذ بعد انتشار قصة الجندي المزيف الذي خدع الجيش الإسرائيلي وسرق ذخائر ومعدات عسكرية، اليوم هناك محتال آخر وصل إلى معلومات سرية خطيرة.
صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية نشرت تقريرًا كشفت فيه قضية أمنية خطيرة، تدور حول مواطن إسرائيلي تظاهر بأنه عسكري برتبة نقيب، وانضم خلال أحداث 7 أكتوبر إلى أنشطة الجيش، وتمكن من الحصول على معلومات سرية، شاركها مع مدنيين وعسكريين.
نقيب مزيف
الضابط المزيف بدأت قصته، كما ترويها الصحيفة العبرية، في ساعات الصباح الأولى من يوم 7 أكتوبر الماضي، حيث قرر الانضمام إلى نشاط الجيش خلال القتال في قطاع غزة، رغم أنه لم يتم استدعاؤه إلى الاحتياط، وقدم نفسه على غير الحقيقة أنه ضابط برتبة نقيب لمسؤولي الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك ضباط في القيادة الجنوبية.
وعند اكتشاف الأمر، تم اعتقال المتهم في نهاية تحقيق مشترك أجراه جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" والشرطة الإسرائيلية، وقدمت النيابة العامة في المنطقة الجنوبية بدولة الاحتلال لائحة اتهام ضده، وأوضحت أنه تمكن من الوصول إلى معلومات سرية على مستوى عالٍ من التصنيف، ووثقها بطرق مختلفة.
الضابط المحتال تمكن من العمل في مقر القيادة الجنوبية العسكرية التابعة لجيش الاحتلال، ووصل إلى معلومات سرية على مستوى عالٍ من التصنيف، ومعلومات سرية موثقة بطرق مختلفة وفي عدة مناسبات، كما تبادل هذه المعلومات مع السلطات المدنية والعسكرية التي لا يحق لها بذلك.
لائحة الاتهام
ويواجه الضابط المزيف، الذي ينفي ما نُسِب إليه ويدعي براءته، عدة تهم، منها الاحتيال، وإفشاء وحيازة معلومات سرية بدون سلطة، ودخول موقع عسكري، فيما قال محاميه: "إن التحقيق أظهر أن المتهم لم يتصرف لصالح عناصر معادية ولم يقم بإعطاء معلومات سرية تلقاها لهذه العناصر".
وهذه ليست المرة الأولى الذي يتم فيها اختراق الجيش الإسرائيلي، إذ تعرضت دولة الاحتلال لفشل وخرق أمني كان حديث وسائل الإعلام المختلفة منذ أسابيع، بعد أن تنكر مواطن يدعى "روي يافارح" (35 عامًا) في صور ضابط شرطة، ومقاتل في الجيش، وعضو في الشاباك، وعضو في حدة "اليمام" الوحدة الوطنية لمكافحة الإرهاب، وبقي في غلاف غزة عدة أسابيع بهوية مزورة، واستطاع الوصول إلى مكان انعقاد مؤتمر عقده بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء ووزير الدفاع يوآف جالانت مع المقاتلين في غزة، والتقط صورة مع نتنياهو دون أن يعلم أحد أنه "محتال".
صحيفة "يديعوت أحرنوت" وصفت حينها الواقعة بـ"الفشل الأمني الخطير"، مشيرة إلى أنه دخل غزة والتقط صورة مع أحد كبار الشخصيات وسرق أسلحة وذخيرة، وأن لائحة الاتهام الموجهة ضده من النيابة العامة في تل أبيب تتساءل حول كيفية وصوله إلى جنوب قطاع غزة بعد اندلاع القتال، وتقديم نفسه كمقاتل في الجيش وعضو في الشاباك، وانغماسه في القتال لفترة تصل لنحو 45 يومًا.
وتجول الجندي المزيف في غلاف غزة لعدة أسابيع، وسرق بندقية تابور مملوكة لجندي في الجيش الإسرائيلي، وقنبلتي دخان، و14 قنبلة صوت، وعمود إنارة، ومسدسًا لضابط شرطة، وعشرات الخراطيش، وآليات لتفجير العبوات الناسفة، وغيرها، وجميع الأسلحة التي سرقها خبأها في منزله، وفق "ماكو" العبرية.