في أحدث موقف لأيرلندا يعكس رفضها لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة ضد الفلسطينيين، شهدت مباراة كرة السلة النسائية بين منتخبي البلدين في بطولة أوروبا، اعتراض لاعبات منتخب أيرلندا على مصافحة نظيراتهن الإسرائيليات قبل المباراة، احتجاجًا على القصف المتواصل على المدنيين في غزة، وسابقة اتهام الجانب الإسرائيلي لهم بـ"معاداة السامية" قبل بدء اللقاء.
معاداة السامية
وقبل دقائق من بدء المباراة، قال منتخب كرة السلة الأيرلندي على وسائل التواصل الاجتماعي، إن لاعباته قررن التخلص من المجاملات المعتادة قبل المباراة، وربطن القرار بالتعليقات السابقة التي أدلت بها اللاعبة الإسرائيلية دور سار.
وفي مقابلة نشرها الاتحاد الإسرائيلي لكرة السلة، يوم الثلاثاء، تحدثت "سار" عن المباراة، وقالت: "من المعروف أنهم معادون للسامية تمامًا وهذا ليس سرًا، وربما لهذا السبب من المتوقع حدوث مباراة قوية". وأضافت: "نحن نتحدث عن ذلك في ما بيننا.. نحن نعلم أنهم لا يحبوننا وسنترك كل شيء في الملعب دائمًا وفي هذه المباراة بشكل خاص".
شكوى أيرلندية
ووصف اتحاد كرة السلة الأيرلندية التعليقات بأنها "تحريضية وغير دقيقة على الإطلاق"، مضيفًا أنه أبلغ بها الهيئة التي تحكم كرة السلة في أوروبا. وقال في بيان له: "أبلغ فريق كرة السلة الأيرلندي الاتحاد الأوروبي لكرة السلة أمس أنه كنتيجة مباشرة للتعليقات الأخيرة التي أدلت بها اللاعبات الإسرائيليات وطاقم التدريب - بما في ذلك الاتهامات التحريضية وغير الدقيقة تمامًا بمعاداة السامية، والتي نُشرت على قنوات الاتحاد الإسرائيلي الرسمية- فإن لاعباتنا لن يشاركن في التدريبات التقليدية المسبقة".
وأضاف أنه يؤيد بشكل كامل قرار اللاعبات بتجنب المجاملات مثل تبادل الهدايا والمصافحة قبل وبعد مباراة الخميس. واصطفت اللاعبات أيضًا لعزف النشيد الوطني على مقاعد البدلاء، وليس في الملعب الرئيسي.
في الأسابيع الأخيرة، واجه الفريق النسائي دعوات لمقاطعة المباراة، التي كان من المقرر أن تقام في إسرائيل في نوفمبر، ولكن تم تأجيلها ونقلها إلى ريجا عاصمة لاتفيا بعد أن طالب اتحاد كرة السلة الأيرلندي إقامة المباراة في مكان محايد.
وأيّدت العديد من الشخصيات الرياضية البارزة هذه الدعوة، مع تزايد الضغط على اللاعبات بعد أن شارك اتحاد كرة السلة الإسرائيلي صورًا من جلسة تدريب تضمنت زيارة جنود من جيش الاحتلال.
محاولات للانسحاب
وفي أواخر الشهر الماضي، قال اتحاد كرة السلة الأيرلندي إنه واجه مخاوف بشأن المباريات مع إسرائيل في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. وذكر أنه تم إخباره بأن قد يواجه غرامات تصل إلى 180 ألف يورو والطرد من "يورو بسكت" هذا العام وفي عام 2027 في حال انسحابه.
وصرح رئيس اتحاد كرة السلة الأيرلندي، جون فيحان، إن العقوبات ستكون بمثابة ضربة مدمرة للفريق. وقال في حديثه إلى إذاعة "أر تي أي" المحلية: "لن نخرج من المنافسة الدولية على مدى السنوات الخمس المقبلة فحسب، بل قد يستغرق الأمر خمس سنوات أخرى للعودة إلى ما نحن عليه الآن، لذلك في الواقع سنخسر جيلًا من اللاعبين". ومع ذلك اختارت العديد من اللاعبات عدم السفر إلى ريجا لخوض المباراة.
وفازت إسرائيل بالمباراة على أيرلندا بنتيجة 87-57. وبعد الخسارة، أشاد مدرب أيرلندا، جيمس ويلدون، بلاعباته ونضجهن المذهل في كيفية تعاملهن مع أسبوع مضغوط للغاية.
وسعى ويلدون إلى تجنب الأسئلة المتعلقة بإجراءات ما قبل المباراة. وقال في بيان: “أفضل أن أتحدث عن كرة السلة وليس هذا، لم نشارك في أنشطة ما قبل المباراة كنتيجة مباشرة لتلك التعليقات غير المبررة وغير المقبولة من المعسكر الإسرائيلي بشأن لاعباتنا".
رفض أيرلندا لإسرائيل
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، صرح رئيس الوزراء الأيرلندي ليو فارادكار للصحافيين في بروكسل، إن دبلن تجري محادثات مع دول أخرى أعضاء بالاتحاد الأوروبي تريد مراجعة اتفاقية الشراكة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي على أساس أن إسرائيل ربما انتهكت بند حقوق الإنسان بالاتفاقية، مضيفًا أن عددًا من الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي تتحدث أيضًا عن احتمال الاعتراف المشترك بدولة فلسطينية بعد انتهاء الصراع الحالي.
ويعرف موقف أيرلندا في حرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة، إذ تدعم القضية الفلسطينية، وتدين العنف الإسرائيلي بحق المدنيين وزادت مطالباتها بضرورة وقف إطلاق النيران على القطاع.