وسط أزمة نقص الإمدادات وإعاقة الدعم الغربي لتدفق المساعدات تحاول القوات الأوكرانية أن تجعل كل قذيفة ذات أهمية مع انخفاض ذخائرها بشكل خطير، بينما تحاول روسيا تعزيز تفوقها من خلال استهداف الإمدادات والذخائر المتبقية في المخزون الأوكراني.
وفي مواجهة استمرار المشرعين الأمريكيين في الخلاف حول حزمة تمويل جديدة، ظلت أوكرانيا تطلق ما تبقى لديها من القذائف على خطوط الإمداد الروسية ومستودعات الوقود على أمل تجويع القوات الغازية على الخطوط الأمامية.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن الجنرال الألماني المتقاعد هاينريش بروس، إن الاستراتيجية تعمل على فكرة تتمثل في ضرب أهداف بالعمق "وهو ما تريح القوات الموجودة على الجبهة".
وتستهدف أوكرانيا أيضًا القواعد الجوية الروسية في عمق الخطوط الأمامية، على أمل وقف الهجمات الروسية المتواصلة بالطائرات المسيّرة والصواريخ والقذائف التي "تُضايق الجيش الأوكراني المتعطش للذخيرة"، وفقًا للصحيفة.
انخفاض خطير
وأشارت صحيفة "نيويورك بوست" إلى أن الإمدادات الأوكرانية "بدأت في الانخفاض بشكل خطير، مع وصول المفاوضات الأمريكية بشأن مزيد من التمويل لأوكرانيا، التي تم اقتراحها لأول مرة في أكتوبر، إلى أسبوع آخر من الجمود في العاصمة".
وبعد أن بدا وكأن زعماء الكونجرس الأمريكي يقتربون من التوصل إلى قرار بشأن الحزمة البالغة 118 مليار دولار، التي تشمل 60 مليار دولار من المساعدات الأوكرانية إلى جانب مليارات لإسرائيل وغزة وأمن الحدود الأمريكية، وصفها المحافظون في مجلس الشيوخ، الأحد الماضي، بأنها "غير موفقة"، بسبب عدم الرضا عن اتفاق التشريعات الحدودية التي تضمنتها.
ومع عدم وجود تمويل أمريكي يمكن الاعتماد عليه في الأفق، اضطرت أوكرانيا إلى الاستمرار في الحفاظ على الذخيرة المتبقية لديها.
وقال مسؤول أمني أوكراني لـ"وول ستريت جورنال" إنه في الأسابيع القليلة الماضية، أطلقت روسيا 10 قذائف مدفعية، مقابل كل قذيفة تستطيع أوكرانيا إطلاقها.
وعلى أمل استغلال هذه اللحظة، بدأت روسيا في تركيز نيرانها على المركبات والمعدات والمخزونات العسكرية الثمينة لدى أوكرانيا.
معركة ذخيرة
بدأت الدول الأوروبية في تعويض أوكرانيا من خلال توفير ما تستطيع من الذخائر، لكن ينس ستولتنبرج، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، أقر بأن الحرب أصبحت "معركة ذخيرة".
وقال "ستولتنبرج" في بيان صدر يناير الماضي: "لقد قمنا بجمع مخزوننا حتى الآن، لكن مع استهلاك الذخيرة الذي نراه في أوكرانيا، والاحتياجات التي نراها لمواصلة تقديم الدعم لأوكرانيا، فإننا بحاجة إلى زيادة الإنتاج".
وبينما كانت روسيا تنتج نحو 2 مليون قذيفة سنويًا، لجأت أوكرانيا إلى تصنيع طائرات مسلحة دون طيار.
وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة Gazeta Wyborcza البولندية أن خسائر الجيش الأوكراني زادت بشكل حاد، بسبب نقص القذائف بين القوات.
وقبل ذلك، قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن القوات الأوكرانية تعاني نقصًا حادًا في قذائف المدفعية على خط المواجهة، ما يثير المخاوف بشأن المدة التي ستتمكن فيها قوات كييف من الصمود في مواقعها.
وعلى الجبهة، قال رئيس بلدية أفدييفكا في شرق أوكرانيا، اليوم الخميس، إن أعدادًا كبيرة من القوات الروسية تهاجم البلدة من جميع الاتجاهات، وإن الوضع يزداد صعوبة بالنسبة للقوات الأوكرانية التي تدافع عنها، وفقًا لما نقلته "رويترز".
وقال فيتالي باراباش، في تصريحات نقلها التلفزيون: "الجيش الروسي يضغط من كل الاتجاهات ويقتحم بقوات كبيرة للغاية"، واصفًا الوضع بأنه "صعب ومحتدم للغاية".
وفي تقريره اليومي عن الوضع في أفدييفكا، قال الجيش الأوكراني إن قوات كييف تتصدى للقوات الروسية.
وأضاف: "جنودنا يدافعون بتماسك كبير وألحقوا خسائر كبيرة بالجيش الروسي".