وسط تصاعد وتيرة الضغط الروسي على مختلف جبهات القتال في أوكرانيا من جانب، ونقص المعدات والأسلحة، وتعطل الإمدادات العسكرية القادمة من أوروبا وأمريكا من جانب آخر، يسعى الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات والقرارات، بهدف المضي قدمًا -من وجهة نظره- في طريق النصر، بينما يراها المعارضون قرارات سياسية محفوفة بالمخاطر، تم اتخاذها على حساب المصلحة العامة للبلاد.
ضغط روسي
يأتي ذلك وسط تصاعد الضغط الروسي على عدة مناطق في أوكرانيا، كان آخرها 36 هجومًا على مدينة خيرسون فقط، بجانب شن هجمات بالمدفعية وقذائف الهاون على حوالي 18 منطقة في إقليم خاركيف، حيث تسببت الهجمات الروسية في تدمير محطة كهرباء، ومتحف ومنازل وواجهات مبانٍ ومخازن، بمناطق سكنية مختلفة، وذلك خلال الـ 24 ساعة الماضية فقط، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.
قرارات النصر
ولأول مرة يعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، علنًا، بحسب صحيفة الجارديان البريطانية، بأنه يسعى لاستبدال القائد العسكري الأعلى في البلاد "فاليري زالوزني"، وذلك بعد موجة من الإشاعات التي تسببت في إثارة قلق كثيرين في الجيش والمجتمع، مشيرًا إلى ذلك ضمن خطته لإعادة استبدال العديد من المسؤولين في جميع القطاعات، حيث وصف إعادة الضبط بأنها بداية جديدة ضرورية.
كما قدم الرئيس الأوكراني، اقتراحًا إلى البرلمان لتمديد الأحكام العرفية والتعبئة العامة لمدة 90 يومًا أخرى، حتى 14 مايو، وبموجب الأحكام العرفية، لا يُسمح للرجال الأوكرانيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عامًا، مع بعض الاستثناءات، بمغادرة البلاد، حيث قد يتم استدعاؤهم للخدمة العسكرية، وهي الخطوة التي اتخذها عندما بدأت روسيا حربها الشاملة على أوكرانيا، وقام بتمديدها أكثر من مرة.
وعلى الجبهة كانت الشائعات قد انتشرت بين الجنود، ونقلت "رويترز" تخوفهم من قرار استبدال القائد العام للقوات المسلحة، وانتشار الحديث عن خليفته، مؤكدين أن قرار طرد الجنرال، لابد أن يكون نابعًا من التأكد من وجود شخص جديد قادر على وضع رؤية لمستقبل الحرب، أما زيلينسكي فيرى أن استبدال سلسلة من قادة الدولة، يهدف للفوز بالحرب، مطالبًا الأوكرانيين بالتحلي بالطاقة الإيجابية والسير معه في نفس الاتجاه.
مصلحة البلاد
ويرى معارضو الرئيس الأوكراني أن الكلام حول التغييرات كانت سببًا في التأثير المباشر على أداء القوات على الجبهات، حيث يعد زالوزني، الذي قاد القوات المسلحة قبل الحرب الروسية واسعة النطاق، شخصية تحظى بشعبية كبيرة بين الجنود والمجتمع ككل، وهو الأمر الذي أزعج الإدارة الرئاسية في أوكرانيا من احتمالية جعله منافسًا سياسيًا في المستقبل، بحسب الجارديان البريطانية.
واعتبر المعارضون أن قرار استبدال القائد العام محفوفًا بالمخاطر من الناحية السياسية، منهم عمدة كييف الذي انتقد تصريحات زيلينسكي، معتبرًا قيادة الجنرال زالوزني هي التي جعلت العديد من الأوكرانيين يثقون حقًا في القوات المسلحة الأوكرانية، في وقت تواجه فيه القوات على الجبهة حالة من الإرهاق، مهاجمًا من وجهة نظره القرارات السياسية التي سادت على المصلحة العامة للبلاد.