الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

خوفا من تكرار سيناريو "طوفان الأقصى".. الهند تعزز دفاعاتها الحدودية مع باكستان

  • مشاركة :
post-title
جندي هندي يقف فوق مركبة مدرعة في سريناجار -العاصمة الصيفية لولاية جامو وكشمير- عشية احتفالات "يوم الجمهورية"

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

ضاعفت الهند دفاعاتها على طول حدودها مع باكستان في منطقة كشمير المُتنازع عليها؛ بسبب القلق من هجوم مفاجئ مُحتمل من قبل مسلحين قد يستلهمون التسلل الناجح لحركة حماس الفلسطينية إلى إسرائيل في عملية "طوفان الأقصى".

وقال العقيد سودهير شامولي، المُتحدث باسم الجيش الهندي، لمجلة "نيوزويك" الأمريكية، إن استخدام حماس لوسائل مبتكرة أثناء مهاجمة إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي "أثار قلق الأجهزة الأمنية في جميع أنحاء العالم"، حسب تعبيره.

وأضاف أنه "تم اتخاذ الإجراءات اللازمة على طول خط السيطرة، وقطاع الحدود الدولية، لإحباط أي محاولات مخالفة من هذا القبيل عبر الحدود الغربية".

و"خط السيطرة" هو حدود مترامية الأطراف، يبلغ طولها حوالي 500 ميل، تقسم الهند وباكستان -المنافستين والمسلحتين نوويًا- عبر إقليم كشمير. وقد شهد عدد من الاشتباكات البارزة والحروب الشاملة بين البلدين.

تسوية الوضع

تم تشديد الإجراءات الأمنية في كشمير -الخاضعة لإدارة الهند بشكل كبير- بعد قرار رئيس الوزراء ناريندرا مودي، بإلغاء وضع الحكم شبه الذاتي للمنطقة في أغسطس 2019.

وأثارت هذه الخطوة جدلًا دوليًا، فضلًا عن غضب باكستان التي رأت في هذه الخطوة انتهاكًا أُحاديًا لمحاولات تسوية الوضع السياسي في كشمير.

ومع ذلك، فقد اتهمت نيودلهي إسلام آباد منذ فترة طويلة برعاية ميليشيات مختلفة عبر خط السيطرة، وتنظر الآن بعين الريبة إلى الجهود التي يبذلها المسؤولون الباكستانيون لإقامة روابط بين "النضال الكشميري والفلسطيني"؛ من أجل الاستقلال.

تقول "نيوزويك" إنه مع هجوم حماس الصادم في أكتوبر الماضي، والذي أدى إلى اندلاع العنف الإسرائيلي الأكثر دموية على الإطلاق، حتى يومنا هذا، أوجز "شامولي" بعض الخطوات التي تم اتخاذها لمعالجة التهديدات الناشئة في منطقة كشمير التي تديرها بلاده.

وأوضح شامولي أن الجيش الهندي أنشأ شبكات قوية لمكافحة التسلل والإرهاب في جامو وكشمير، بالتزامن مع الدول أصحاب المصلحة الآخرين.

وقال: "تم نشر قوات كافية جنبًا إلى جنب مع معدات تكنولوجية متخصصة تتمتع بالقدرة على إعادة التعديل ديناميكيًا بناءً على الوضع التشغيلي الناشئ. كما تم إجراء عملية ضخ تكنولوجي لمواجهة التهديدات الناشئة للطائرات بدون طيار".

مع ذلك، أكد أنه، حتى الآن، لم تكن هناك محاولات كبيرة للربط بين القضيتين "إلا أنه لا يمكن استبعاد ذلك مع محاولة باكستان لتسليط الضوء على قضية كشمير في المحافل الدولية"، حسب قوله.

متشابكتان تاريخيًا

في مقابلة أجرتها معه مجلة "نيوزويك" أخيرًا، أكد الممثل الدائم لباكستان لدى الأمم المتحدة، منير أكرم، أن "القضية الفلسطينية وقضية كشمير متشابكتان تاريخيًا، ولكن أيضًا لأنهما تعتمدان على نفس المبدأ المركزي المتمثل في تقرير المصير".

واعتبر الدبلوماسي الباكستاني أن "تطبيق مبدأ تقرير المصير، إذا نجح في فلسطين، سيكون بمثابة دفعة كبيرة لتطبيق المبدأ في جامو وكشمير".

ورفض "أكرم" اتهامات الهند بأن بلاده كانت وراء النشاط المسلح في كشمير، واتهم نيودلهي بشن "حرب هجينة"، خاصة بها من خلال الوسائل التقليدية، فضلًا عن دعم لاعبين غير حكوميين، مثل حركة طالبان الباكستانية، والانفصاليين البلوش.

وتأتي الاتهامات المتبادلة وسط تصاعد التوترات التي أججها تصاعد النشاط المسلح في جميع أنحاء المنطقة. حيث أدى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى نشاط لجماعات أخرى متحالفة مع "محور المقاومة" الإيراني في لبنان والعراق وسوريا واليمن.

وقد أعرب المسؤولون الهنود والباكستانيون عن مخاوفهم بشأن احتمال حدوث تأثيرات من الدرجة الثانية على منطقتهم.

وأكد شامولي للمجلة الأمريكية أن الوضع الأمني في الشرق الأوسط له تأثير على الوضع الأمني الشامل في المنطقة، بما في ذلك الهند.

وأضاف: "الجيش الهندي على علم بالتطورات في ساحة الأمن الدولي، بما في ذلك الشرق الأوسط ويتم وضع ضمانات كافية، إلى جانب نهج يشمل الحكومة بأكملها، لمواجهة التحديات الناشئة".