الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"تسريبات ويكيليكس".. القضاء الأمريكي يسدل الستار على أكبر قضية في تاريخ الـ CIA

  • مشاركة :
post-title
شعار وكالة المخابرات المركزية الأمريكية

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

أسدل القضاء الأمريكي الستار، على واحدة من أهم قضايا الأمن القومي، والمتعلقة بأكبر عملية تسريب للبيانات في تاريخ وكالة المخابرات المركزية، وذلك عندما نشر موقع "ويكيليكس" الآلاف من تلك الوثائق الأمنية الخطيرة، والتي كشفت عن عمليات تجسس واسعة النطاق تقوم بها الحكومة الأمريكية، حيث حكم القضاء الأمريكي بسجن جوشوا شولت، وهو مهندس البرمجيات السابق في الوكالة الذي سرب البيانات، لمدة 40 عامًا.

أكبر فضيحة

وفي مارس 2017 تعرضت المخابرات المركزية الأمريكية، لأكبر إحراج علني في تاريخها، عندما بدأت منصة ويكيليكس في نشر تسريبات، تتعلق بكيفية قيامها بمراقبة الحكومات الأجنبية، والمتطرفين المزعومين وغيرهم، من خلال اختراق إلكترونياتهم وشبكات الكمبيوتر الخاصة بهم، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.

الوثائق السرية أوضحت بالتفصيل الأدوات التي تستخدمها وكالة المخابرات المركزية، للتنصت على الهواتف وتطبيقات الاتصالات والأجهزة الإلكترونية الأخرى، حيث ركزت آلاف الوثائق المسربة بشكل أساسي على تقنيات القرصنة، وكشفت عن كيفية تعاون "السي آي إيه"، مع المخابرات البريطانية لتصميم طريقة لاختراق أجهزة التلفزيون الذكية وتحويلها إلى أجهزة مراقبة بدائية الصنع.

قائمة الاتهامات

مهندس البرمجيات السابق في الوكالة المركزية الأمريكية، والبالغ من العمر 35 عامًا جوشوا شولت، قام بتسليم موقع ويكيليكس، مجموعة من أدوات التجسس السيبراني التابعة لـ "سي آي إيه" والمعروفة باسم "فاولت 7"، والتي وصفها المدعون الفيدراليون بأنها واحدة من أفظع الانتهاكات لقانون التجسس في التاريخ الأمريكي.

وأدين المتهم بالتسريبات، وفقًا لشبكة "إي بي سي نيوز" الأمريكية، بأربع تهم تتعلق بالتجسس وقرصنة الكمبيوتر، وازدراء المحكمة، وتهمة واحدة تتعلق الكذب على عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي، كما أُدين أيضًا بحيازة مواد إباحية، حيث عثرت السلطات الأمنية في منزله خلال التحقيقات، على آلاف الصور ومقاطع الفيديو الخاصة بالاعتداء على الأطفال، داخل حاوية مشفرة بثلاث طبقات من حماية كلمة المرور.

المهندس السابق في الوكالة الأمريكية جوشوا
خيانة البلاد

وفي تعليقها على قرار المحكمة، أكدت وكالة المخابرات المركزية، أن المهندس السابق، عرض أفراد "السي آي إيه" وبرامجها وأصولها للخطر بشكل مباشر، كما عرض الأمن القومي الأمريكي للخطر، واصفين ما فعله شولت بأنه أكبر خرق للبيانات في تاريخها، معتبرة أيضًا قيامه بنقل تلك المعلومات المسروقة إلى ويكيليكس، بأكبر عمليات الكشف غير المصرح بها عن معلومات سرية في تاريخ الولايات المتحدة.

مساعد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، جيمس سميث، أكد بحسب الشبكة الأمريكية، أن جوشوا يستحق العقاب، ليس فقط لخيانته البلاد، ولكن لحيازته كمية كبيرة من المواد الإباحية المروعة للأطفال، مشيرة إلى أن خطورة أفعاله واضحة، والعقوبة المفروضة تعكس حجم التهديد المزعج والضار الذي شكله سلوكه الإجرامي.

تأثير كارثي

خلال المحاكمة وصف المدعون الفيدراليون، تأثير تلك التسريبات على وكالة المخابرات المركزية بـ الكارثية، معتبرين إياها "بيرل هاربور الرقمي"، في إشارة لما حدث في الحرب العالمية الثانية، عندما دمرت اليابان الأسطول البحري الأمريكي في ميناء بيرل هاربور، والتي نتج عنها إسقاط الولايات المتحدة للقنابل النووية على مدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين.

وجادل ممثلو الادعاء، كما تشير الجارديان البريطانية، بأن المتهم قام بتسريب تلك البيانات، كإجراء انتقامي ضد رؤسائه الذين قاموا بتعيينه، وألغوا بعض امتيازاته في مجال تكنولوجيا المعلومات، وانتقدوه بسبب سلوكه المتشدد المتزايد، وهو ما جعلهم يطلبون من القاضي بالحكم عليه بالسجن المؤبد، ولكن تخفيف الحكم جاء بسبب عدم تعاونه مع الأعداء بأي شكلٍ.