نشرت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية مقطع فيديو باللغة الروسية في محاولة لإقناع العاملين في أجهزة الاستخبارات الروسية بتغيير مواقفهم، والعمل كعملاء مزدوجين لواشنطن.
ويحاول الفيديو، الذي تم نشره على منصات التواصل الاجتماعي الرسمية لجهاز الاستخبارات الأمريكي، جذب من يوحي بأنهم "روس وطنيون يعملون في وكالات الاستخبارات"، الذين قد يشعرون بالخيانة بسبب ما أسموه بـ"الفساد في دوائر النخبة، والطريقة السيئة التي يتم بها تجهيز القوات المسلحة الروسية وتزويدها بالإمدادات".
ويُعّد الفيديو الأحدث في سلسلة مقاطع فيديو للتجنيد تستهدف روسيا، ويضم طرق الاتصال بالاستخبارات الأمريكية، وفق تقرير لـ"رويترز".
وجاء في الفيديو: "قد لا يرغب من حولك في سماع الحقيقة. لكننا نريد ذلك. أنت لست عاجزًا".
دعوة للخيانة
قامت وكالة المخابرات المركزية بتوزيع الفيديو على منصات التواصل الاجتماعي Facebook وإكس وTelegram.
مصحوبًا بموسيقى كلاسيكية حزينة، جاءت الشخصية الخيالية الرئيسية في الفيديو لموظف لم يذكر اسمه، يبلغ من العمر 35 عامًا، ويعمل في وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية، الذي يصوّر نفسه على أنه "وطني يحب روسيا"، وخدم في وقت سابق كجندي مظلي.
وقال الموظف: "هل لديَّ الشجاعة الكافية لمواجهة هذه الخيانة؟"، مشيرًا إلى أنه "أدرك أن العدو الحقيقي موجود داخل روسيا في شكل قيادة ونخبة فاسدة".
وقال: "لقد باعت القيادة العليا البلاد مقابل القصور واليخوت، في الوقت الذي يمضغ فيه جنودنا البطاطس الفاسدة، ويطلقون النار من أسلحة ما قبل التاريخ. شعبنا مجبر على تقديم الرشاوى لمجرد العثور على عمل".
وفي مقاطع الفيديو يتخلل الشتاء الروسي القاسي صور سيارات الليموزين الرسمية، وروس أثرياء يتبادلون الأنخاب.
وأكد المتحدث الخيالي أن "وطنيته" هي ما دفعته إلى العمل لصالح الاستخبارات الأمريكية.
وتُظهر اللقطة الأخيرة للفيديو رجلاً يرتدي ملابس أنيقة ويتصل بوكالة المخابرات المركزية عبر الهاتف المحمول من فناء مغطى بالثلوج.
الكرملين يتجاهل
كان مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز، قد قال في يوليو الماضي، إن السخط بين بعض الروس بشأن الحرب في أوكرانيا يخلق فرصة نادرة لتجنيد جواسيس، وإن "وكالة المخابرات المركزية لن تسمح بمرور هذه الفرصة".
وحسب "رويترز"، قال مسؤول في وكالة المخابرات المركزية طلب عدم الكشف عن هويته: "إننا نشهد المزيد من التواصل من جانب الروس نتيجة لمقاطع الفيديو هذه".
في المقابل، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ضابط الاستخبارات السوفيتية السابق الذي خدم في ألمانيا الشرقية، جهاز الأمن الداخلي الروسي (FSB) إلى تكثيف نشاطه لمواجهة ما قال إنه "تجسس متزايد من قبل الغرب".
ويقول الكرملين إن كل شيء يتم القيام به لضمان حصول الجيش الروسي على المعدات التي يحتاجها لتحقيق النجاح فيما تسميه موسكو "عمليتها العسكرية الخاصة" في أوكرانيا.
ورفضت روسيا العديد من مزاعم الفساد باعتبارها كاذبة، وتجاهلت مقطع الفيديو الذي نشرته الاستخبارات الأمريكية.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، اليوم الثلاثاء: "هذه الممارسة شائعة جدًا، فوكالات المخابرات في جميع أنحاء العالم تستخدم في كثير من الأحيان وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية لتجنيد موظفين جددا. وهم يفعلون ذلك طوال الوقت، كما تفعل وكالة المخابرات المركزية كل عام".
وأشار بيسكوف إلى أن الاستخبارات الأمريكية "تضيع وقتها بمحاولة الوصول إلى الروس عبر إكس، المحظورة في روسيا".
وأشار إلى أن تطبيق التواصل الاجتماعي الشهير "لا يمكن الوصول إليه إلا باستخدام شبكة افتراضية خاصة، والعديد منها محظور أيضًا في روسيا".
وأضاف: "على شخص ما أن يخبر وكالة المخابرات المركزية أن "فكونتاكتي" في بلدنا (الشبكة الاجتماعية الروسية) أكثر شعبية من إكس المحظورة، وأن جمهور فكونتاكتي أكبر بكثير".