خسر جوليان أسانج، مؤسس ويكيليكس، آخر محاولة للاستئناف ضد تسليمه للولايات المتحدة، بعد أن رفض قاضي المحكمة العليا في لندن، استئنافًا بشأن أمر تسليمه.
وبرر القاضي جاستيس سويفت، رفض طلب "أسانج"، لعدم وجود أي من الأسس الأربعة للاستئناف، قابل للنقاش بشكل صحيح.
وفي 17 يونيو من العام الماضي، وافقت وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل، على تسليم "أسانج"، إلى الولايات المتحدة، قائلة إن عملية التسليم لا تنتهك حقوق الإنسان، وأنه سيلقى معاملة مناسبة في الولايات المتحدة، فما هي قصة مؤسس ويكيليكس؟
تسريبات ويكيليكس
عُرف "أسانج" بشكل واسع عام 2010، حين سرّب أكثر من 700 ألف وثيقة سرية، تتعلق بنشاطات واشنطن العسكرية وحربي العراق وأفغانستان، بحسب "إندبندنت"، التي أشارت إلى أن هناك 250 ألف برقية دبلوماسية أربكت الولايات المتحدة.
ويواجه "أسانج"، حكمًا بالسجن لفترة تصل إلى 175 عامًا، وتم إلقاء القبض عليه في سفارة الإكوادور في لندن، عام 2019، بعد أن لجأ إلى الإكوادور، تجنبًا لترحيله إلى السويد بشأن قضية اعتداء جنسي تم إسقاطها لاحقًا.
ينظر مؤيدو أسانج إليه، باعتباره أحد الباحثين المناضلين بقوة من أجل الحقيقة، فيما يعتبره معارضوه شخصًا يبحث عن الشهرة، وعرض حياة الكثيرين للخطر، بنشره الوثائق السرية.
تصدر عناوين الصحف
أسس "أسانج" موقع ويكيليكس في عام 2006، قبل أن يتصدر عناوين الصحف في أنحاء العالم، عام 2010، حينما نشر لقطات فيديو تظهر جنودًا أمريكيين وهم يطلقون النار من مروحية على مدنيين عراقيين، ويقتلون 18 منهم في العاصمة العراقية بغداد، بحسب "بي بي سي".
اعتداء جنسي
وفي وقت لاحق من العام نفسه، اُعتقل "أسانج" في بريطانيا، بعد أن أصدرت السويد مذكرة اعتقال بحقه بتهمة الاعتداء الجنسي على امرأتين، إلا إنه قال إن الأمر كان بإرداة كل منهما.
وظل أسانج، قيد الإقامة الجبرية، في بلدة ريفية صغيرة في إنجلترا، وقضى تلك الفترة في معركة قضائية لرفض تسليمه إلى السويد، حتى أقرت محكمة جزئية تسليم أسانج، في فبراير 2011، قبل أن تؤيد الحكمة العليا القرار.
اللجوء إلى سفارة الإكوادور
وفي 14 يونيو 2012، رفضت المحكمة العليا طلبه لإعادة النظر في الطعن المقدم، قبل أن يلجأ إلى سفارة الإكوادور، بعد أن منحته حق اللجوء السياسي في 16 أغسطس 2012.
إشادة ترامب
في لحظة فارقة من الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، نشر موقع "ويكيليكس" آلاف الرسائل الإلكترونية التي تمت قرصنتها من الحزب الديمقراطي وفريق حملة هيلاري كلينتون، ما ساهم في تقويض حظوظ المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية، وعندها أشاد المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالتسريبات، وقال "أحب ويكيليكس".
وظل أسانج، في السفارة إلى أن ألغت الإكوادور الحماية التي وفرتها له، وتم إلقاء القبض عليه في 2019 داخل السفارة، قبل أن تعلن الداخلية البريطانية موافقتها على تسليمه إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وبعد أن خسر أسانج، آخر محاولة للاستئناف ضد تسليمه لواشنطن، يستعد لترحيله تمهيدًا لمحاكمته بتهمة التجسس، بسبب نشر آلاف الوثائق السرية المتعلقة بحربي أفغانستان والعراق، لكنه ينفي ارتكاب أي مخالفة.