شهدت علاقات الاتحاد الأوروبي مع المجر توترًا متزايدًا أخيرًا بسبب اعتراض بودابست على حزمة مساعدات لأوكرانيا قيمتها 50 مليار يورو، ما دفع بروكسل لتهديد المجر بعقوبات اقتصادية رادعة إذا لم تراجع موقفها، فيما ترفض الحكومة المجرية أي "ابتزاز" من الكتلة الأوروبية مؤكدة حقها في اتخاذ القرارات السيادية.
قال وزير الشؤون الأوروبية المجري، يانوس بوكا، إن بودابست لن تستسلم لـ"ابتزاز" بروكسل في أعقاب تقرير مسرّب زعم أن الاتحاد الأوروبي سيسعى إلى تخريب اقتصاد البلاد إذا لم يتراجع عن عرقلة حزمة المساعدات الأوروبية لأوكرانيا، في الوقت الذي تعهد فيه رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان قبل قمة زعماء الاتحاد الأوروبي الخميس المقبل، بمواصلة منع استخدام الميزانية الجماعية للكتلة الأوروبية لتوجيه 50 مليار يورو كمساعدات لكييف.
وقالت صحيفة "فاينانشال تايمز" نقلًا عن خطط سرية وضعها زعماء أوروبيون اطلعت عليها الصحيفة إنه إذا لم يتراجع أوربان عن رفع حق الفيتو فإن بروكسل قد تسعى إلى تخريب اقتصاد بودابست من خلال سحب التمويل للدولة العضو في الاتحاد الأوروبي نقلا عن خطط سرية وضعها زعماء أوروبيون اطلعت عليها الصحيفة.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن هذه الاستراتيجية يمكن أن تؤثر على العملة المجرية وتؤدي إلى تراجع الاستثمار، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر على "الوظائف والنمو"، إلا أن "بوكا"، قال إن المجر سترفض الانصياع لإملاءات من البيروقراطيين الأوروبيين بسبب عدم رغبتها في التوقيع على مساعدات جديدة لأوكرانيا.
المجر لا تسمح بالابتزاز
وكتب "بوكا" على وسائل التواصل الاجتماعي في وقت متأخر من أمس الأحد: "المجر لا تسمح بالابتزاز، يؤكد الاتفاق ما تقوله الحكومة المجرية منذ فترة طويلة: بروكسل تستخدم الوصول إلى موارد الاتحاد الأوروبي كوسيلة للضغط السياسي".
Hungary does not give in to blackmail!
— Bóka János (@JanosBoka_HU) January 28, 2024
The document, drafted by #Brussels bureaucrats only confirms what the Hungarian Government has been saying for a long time: access to EU funds is used for political blackmailing by Brussels. https://t.co/x5NExCufYm
وأضاف: "لا تربط المجر بين دعم أوكرانيا والوصول إلى موارد الاتحاد الأوروبي وترفض السماح للآخرين بالقيام بذلك، المجر ستواصل حتى الآن المشاركة بشكل بنّاء في المفاوضات، لكنها لا تسمح بالابتزاز".
الوثيقة، التي قالت "فاينانشال تايمز" إن مسؤولًا في مجلس الاتحاد الأوروبي أعدّها، سلطت الضوء على ما تقول إنها نقاط ضعف في الاقتصاد المجري، مشتملة على "العجز العام المرتفع للغاية"، و"التضخم المرتفع للغاية"، والعملة الضعيفة، ومشكلات سداد الديون.
وأضافت الوثيقة التي سربتها الصحيفة البريطانية أن النمو الاقتصادي المجري يعتمد بشكل كبير على الاستثمار الخارجي، الذي بدوره مدفوع بمستويات عالية من تمويل الاتحاد الأوروبي. وقال متحدث باسم مجلس الاتحاد الأوروبي لصحيفة فاينانشال تايمز إن المجلس لديه سياسة عدم التعليق على التسريبات.
شروط أوربان
وفي حديثه الشهر الماضي، أصر أوربان على أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يفي بشروط معينة إذا أرادت بودابست رفع حق النقض، بما في ذلك جعل الحزمة متواضعة في الحجم وتمديدها على مدى عام واحد بدلاً من أربعة. وأضاف رئيس الوزراء أنه يجب أيضًا إعفاء المجر من أي اقتراض مشترك جديد للاتحاد الأوروبي في هذا الشأن.
هناك تكتيك آخر يقال إنه يجري النظر فيه داخل كتلة الاتحاد الأوروبي وهو تفعيل المادة 7 من معاهدة الاتحاد الأوروبي، والتي من شأنها أن تسمح لبروكسل بتجريد بودابست من حقوق التصويت. ولكن هذا يتطلب التوحيد بين الدول الأعضاء الستة والعشرين الأخرى ــ وهي الخطوة التي يبدو أن العديد من الدول الأوروبية غير راغبة في اتخاذها.