يواصل جيش الاحتلال مجازره الوحشية في قطاع سكان غزة، منذ 117 يومًا على اندلاع الحرب العدوانية، في أعقاب عملية "طوفان الأقصى"، من بينها إغراق أنفاق غزة بمياه البحر، الذي يهدد مستقبل قطاع الشرب في غزة.
وأكد جيش الاحتلال الإسرائيلي للمرة الأولى، أنه أغرق أنفاق حماس في قطاع غزة، وتم توجيه كميات كبيرة من المياه إليها.
عواقب على البيئة
وأغرق جيش الاحتلال الأنفاق بمياه البحر، ويخشى الخبراء عواقب وخيمة على البيئة والسكان، ويمكن أن تكون العواقب البيئية بعيدة المدى، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.
الاحتلال يغسل يديه من جرائمه
وحاول جيش الاحتلال، غسل يديه من جريمة تهديد البيئة والسكان في القطاع، بعد أن أعلن إجراء تحليلات للتربة للتأكد من عدم تأثر المياه الجوفية بالفيضانات.
وقال جيش الاحتلال إن حصول السكان المدنيين على مياه الشرب ليس في خطر، الأمر الذي ينفيه الخبراء، ويعتبرونها إضرارًا شديدًا بالحياة في غزة.
"الأنفاق".. معضلة جيش الاحتلال
ويعتبر نظام الأنفاق تحت قطاع غزة أحد أكبر التحديات التي يواجهها جيش الاحتلال، وفي بداية ديسمبر قال إنه اكتشف أكثر من 800 مدخل للأنفاق، تم تدمير 500 منها.
ووفقًا لدراسة أجرتها الأكاديمية العسكرية الأمريكية و"يست بوينت"، هناك نحو 1300 نفق تحت قطاع غزة، وبحسب وسائل إعلام أمريكية، فإن طول شبكة الأنفاق يتراوح بين 480 و720 كيلومترًا، ويطلق جيش الاحتلال أيضًا على نظام الأنفاق اسم "مترو غزة".
إغراق الأنفاق.. جريمة إبادة جماعية
بدوره؛ قال خبير هيدرولوجي كبير، إن خطة إسرائيل لإغراق شبكة أنفاق حماس بمياه البحر قد تؤدي إلى تدمير الظروف الأساسية للحياة في غزة، وهو أحد عناصر جريمة الإبادة الجماعية، بحسب صحيفة الجارديان البريطانية.
وحذر خبراء البيئة من أن هذه الاستراتيجية قد تؤدي إلى كارثة بيئية تترك غزة دون مياه صالحة للشرب وتُدمر ما هو ضئيل من الزراعة الممكنة في المنطقة التي تبلغ مساحتها 141 ميلًا مربعًا.
كارثة ضد البيئة والإنسان
من جانبه؛ شبه بيدرو أروجو أجودو، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في المياه، الأمر بأسطورة تمليح الرومان لحقول قرطاج لجعل أراضي منافسهم القديم غير صالحة للسكن.
وقال ديفيد بويد، مقرر حقوق الإنسان والبيئة، إن الإضرار بمصدر المياه الوحيد في غزة سيكون كارثيًا على البيئة وحقوق الإنسان.
أكثر من مليون متر مكعب من المياه
أظهرت صور الأقمار الصناعية إلى أن جيش الاحتلال ركب مضخات في مخيم الشاطئ للاجئين على الساحل الشرقي لقطاع غزة، التي يمكن استخدامها لضخ ملايين الجالونات من مياه البحر إلى الأنفاق التي يستخدمها الفلسطينيون.
وتشير التقديرات إلى أن الأمر سيستغرق 1.5 مليون متر مكعب من المياه لملئها بالكامل.
إهلاك المياه الجوفية
وقال مارك زيتون، مدير مركز جنيف للمياه والأستاذ في معهد جنيف للدراسات العليا، إن مياه البحر التي يتم ضخها في مئات الكيلومترات من الأنفاق التي تتقاطع مع التربة الرملية المسامية في غزة ستتسرب حتمًا إلى طبقة المياه الجوفية، التي يعتمد عليها سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة في عيشهم نحو 20 سنة، 85% من مياههم.
وقال زيتون، الذي عمل كمهندس مياه لدى الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إن طبقة المياه الجوفية ملوثة بالفعل بشدة بسبب مياه الصرف الصحي ومن تسرب مياه البحر الناجم عن سنوات من التلوث.
وأضاف: "سيؤدي ذلك إلى تدمير الظروف المعيشية للجميع في غزة لأن أحد عناصر الإبادة الجماعية ضمن اتفاقية الأمم المتحدة، أي التدمير المادي الجزئي أو الكامل للظروف الضرورية لحياة أي شعب".
غمر الأنفاق يؤدي لسقوط المباني
وحذر ويم زويننبرج، الباحث في منظمة "باكس من أجل السلام" الهولندية غير الحكومية أن غمر الأنفاق من شأنه أن يشكل أيضًا مخاطر على سلامة الأرض التي بنيت عليها مجتمعات غزة، المنطقة الأكثر كثافة سكانية في العالم، وإذا انهارت تحت المناطق المبنية، فقد يؤدي ذلك إلى سقوط المباني المتبقية فوقها أيضًا.