الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

عقبة أمام صفقة تبادل المحتجزين.. نتنياهو يرفض أي اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة

  • مشاركة :
post-title
جنود الاحتلال يتوغلون في غزة

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

تواجه جهود الوساطة، التي تقودها مصر وقطر والولايات المتحدة، لأجل التوصل لاتفاق حول "صفقة تبادل جديدة" بين إسرائيل وحماس، موقفًا متعنتًا من بنيامين نتنياهو، رئيس حكومة الاحتلال، الذي أعلن رفضه لأي اتفاق لوقف إطلاق النار يتطلب إطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين أو خروج قوات الاحتلال من غزة، وفق ما ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية.

ولفتت الصحيفة إلى مساعى أطراف الوساطة - مصر وقطر والولايات المتحدة - لإقناع الجانبين "إسرائيل وحماس" بقبول وقف لإطلاق النار يستمر لمدة شهر على الأقل، الأمر الذي يوفر الفرصة لإطلاق سراح المحتجزين لدى الفصائل في غزة.

وقالت الصحيفة إن هذا الاقتراح، الذي وصف بأنه إطار عمل، تم التوصل إليه بين مصر وقطر والولايات المتحدة وإسرائيل، الأحد الماضي، خلال محادثات في باريس.

وحسب ما نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، عن مسؤولين مطلعين على المفاوضات، سيتم إطلاق سراح جميع المحتجزين لدى حماس، خلال فترة توقف للقتال مدتها 6 أسابيع اقترحتها مصر وقطر والولايات المتحدة.

تفاصيل "الاقتراح"

ويتضمن الاقتراح إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، بمعدل ثلاثة أسرى لكل محتجز، وإعادة تموضع مؤقت لقوات الاحتلال بعيدًا عن المناطق ذات الكثافة السكانية العالية في غزة وزيادة كبيرة في المساعدات الإنسانية المتدفقة إلى القطاع، وفق "واشنطن بوست".

وينص الاتفاق المقترح على فترات توقف مؤقتة بعد الأسابيع الستة، التي سيتم خلالها إطلاق سراح المحتجزين العسكريين، وجثث الذين ماتوا عند احتجازهم لدى حماس، وسط آمال المفاوضين في أن يؤدي التمديد إلى وقف دائم للقتال الذي يقترب الآن من شهره الرابع.

وبحسب الاحتلال، لا يزال 109 محتجزين، بينهم مسنون وأطفال، إلى جانب جثث 27 شخصًا ماتوا في أثناء احتجازهم بغزة.

وبعد مفاوضات باريس، توجه رئيس الوزراء القطري إلى واشنطن، إذ أجرى محادثات مع أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، ومع جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، على مدار اليومين الماضيين.

وبحسب بيان للبيت الأبيض، فإن سوليفان "حث على بذل كل الجهود الممكنة لمساعدة حماس على تأمين إطلاق سراح المحتجزين دون تأخير"، ويعتقد أن ستة من المحتجزين المتبقين في غزة مواطنون أمريكيون، بحسب "واشنطن بوست".

وأول أمس الإثنين، أعلن رئيس الوزراء القطري، خلال لقاء استضافه مركز "أتلانتيك كاونسل" للبحوث في واشنطن، أنه سيتم عرض مقترح على "حماس" لوقف القتال في غزة وإطلاق سراح المحتجزين.

وأضاف أنه جرى إحراز "تقدم جيد" خلال المحادثات هذا الأسبوع في باريس، حسب ما ذكرته وكالة "فرانس برس"، متابعًا أن الأطراف "تأمل في نقل هذا الاقتراح إلى حماس وإقناعها بالمشاركة في العملية بشكل إيجابي وبناء".

وأشار إلى أن حماس قدمت "مطلبًا واضحًا" بـ"وقف دائم لإطلاق النار قبل المفاوضات"، وأن المقترح الحالي "قد يؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار في المستقبل".

وأعلنت حماس، أمس الثلاثاء، أنها تدرس المقترح، وقالت في بيان إن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، يؤكد أن "الحركة تسلمت المقترح الذي تم تداوله في الاجتماع وأنها بصدد دراسته وتقديم ردها عليه على قاعدة أن الأولوية هي لوقف العدوان الغاشم على غزة وانسحاب قوات الاحتلال كليًا إلى خارج القطاع"، بحسب ما ذكرته "فرانس برس".

تعنت نتنياهو وحكومته المتطرفة

لكن "نتنياهو" - كما ذكرت الجارديان - صب الماء البارد على أي صفقة تتطلب سحب جنود الاحتلال من غزة بشكل دائم دون تحقيق نصر عسكري واضح، وقال خلال ظهوره في أكاديمية عسكرية بالضفة الغربية المحتلة، أمس الثلاثاء: "لن نخرج الجيش من قطاع غزة ولن نطلق سراح آلاف الإرهابيين، على حد زعمه"، مضيفًا "لن يحدث أي من هذا".

وهدد أعضاء اليمين المتطرف في حكومة الاحتلال بالاستقالة إذا تم التوصل إلى أي اتفاق، ما قد يؤدي إلى سقوط حكومة نتنياهو.

محادثات حول غزة بعد العدوان

ويستخدم الوسطاء أيضًا المفاوضات بشأن صفقة التبادل الجديدة، لمناقشة الإطار الأساسي لاتفاق بشأن غزة ما بعد الحرب، ويؤكد دبلوماسيون لـ"واشنطن بوست"، أن تلك المحادثات تجري على مسار مُنفصل وتتقدم بشكل أبطأ بكثير من مناقشات تبادل المحتجزين في غزة والأسرى بسجون الاحتلال.

وبينما ينتظرون الجولة التالية من المفاوضات، قال مسؤول مطلع على المحادثات، إن الوسطاء قدموا حجة للإسرائيليين مفادها أن ما يقرب من أربعة أشهر من العدوان لم يعيدوا جميع المحتجزين في غزة.

وسبق أن توسطت مصر وقطر والولايات المتحدة، في اتفاق هدنة، أواخر نوفمبر الماضي، أُفرج بموجبه عن أكثر من 100 بين نحو 250 مُحتجزًا، في مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من النساء والقصر من السجون الإسرائيلية، كما تم تعليق القتال لأسبوع وأُدخلت مساعدات إلى غزة.

وكان من المأمول أن تؤدي مراحل المتابعة إلى عمليات إطلاق سراح أخرى، لكن واصل جيش الاحتلال العدوان على غزة، الذى أدى مع دخوله يومه الـ117، إلى استشهاد 26751 مواطنًا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة نحو 65636 آخرين، فيما لا يزال أكثر من 8 آلاف مواطن في عداد المفقودين تحت الركام وفي الطرقات، في حصيلة غير نهائية.

ويؤكد موقف نتنياهو المتعنت تجاه اقتراح الوسطاء في "صفقة التبادل الجديدة"، التقارير التي تفيد بأنه يحاول إطالة أمد الحرب في غزة، لضمان بقائه في منصبه.