الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"أسوأ أزمة مخدرات".. الـ"فنتانيل" طاقة إيجابية نحو علاقات أمريكية - صينية مستقرة

  • مشاركة :
post-title
مخدر الـ "فنتانيل"

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

أجرى المسؤولون الأمريكيون والصينيون "مناقشات صريحة وصادقة" حول وقف تدفق مخدر الـ"فنتانيل" إلى الولايات المتحدة، لمعرفة ما يمكن لبكين أن تفعله للمساعدة في وقف ما يسمى بـ"أسوأ أزمة مخدرات في تاريخ الولايات المتحدة"، حسبما قالت جين داسكال، نائب مستشار الأمن الداخلي، ورئيس وفد البيت الأبيض.

كانت هذه أول محادثات رسمية رفيعة المستوى تجريها البلدان حول هذه القضية منذ سنوات، مع تدهور علاقاتهما وسط الخلافات حول مجموعة من القضايا، بما في ذلك التجارة والتكنولوجيا ووضع تايوان.

وجاء استئناف التعاون بين الولايات المتحدة والصين في مجال مكافحة المخدرات كإحدى نتائج الاجتماع الذي عُقد في كاليفورنيا، في نوفمبر الماضي، بين الرئيس جو بايدن والرئيس الصيني شي جين بينج، وهو أول لقاء بينهما منذ عام.

وفي حديثه قبل بدء عمل المجموعة في بكين، اليوم الثلاثاء، قال وزير الأمن العام الصيني وانج شياو هونج، وهو أيضًا مدير اللجنة الوطنية الصينية لمكافحة المخدرات، إن الوفدين "توصلا إلى تفاهم مشترك بشأن خطة العمل".

وأعرب "هونج" عن أمله في أن يتمكن الجانبان من "تعزيز وتوسيع التعاون لتوفير المزيد من الطاقة الإيجابية من أجل استقرار وازدهار علاقات سليمة ومستدامة بين الصين والولايات المتحدة"، حسب ما ذكرت وكالة شينخوا.

وقالت الأمريكية جين داسكال، نائب مستشار الأمن الداخلي، في مقابلة حصرية لشبكة NBC News إن اليوم الأول من الاجتماعات مع مجموعة عمل مكافحة المخدرات في بكين كان "خطوة مهمة إلى الأمام في علاقتنا".

خطر الـ"فنتانيل"

يقبع الـ"فنتانيل"، وهو مادة أفيونية اصطناعية قاتلة، على عرش أزمة المخدرات التي تنتشر في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

ومن بين أكثر من 70 ألف حالة وفاة بسبب جرعات زائدة من المواد الأفيونية الاصطناعية في عام 2021، كانت الغالبية العظمى مرتبطة بالفنتانيل، وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).

وفي عام 2019، صنفت الصين بشكل دائم جميع أنواع الـ"فنتانيل" كمواد خاضعة للرقابة، واتخذت تدابير أخرى لوقف تدفقه من الصين إلى الولايات المتحدة، التي لم تصادر أي شحنات منذ ذلك الحين.

لكن بدلاً من ذلك، يقول المسؤولون الأمريكيون، إن الصين أصبحت الآن المصدر الرئيسي للمواد الكيميائية الأولية التي يتم تصنيعها في الـ "فنتانيل" بواسطة عصابات المخدرات في المكسيك، التي تقوم بعد ذلك بتهريب المنتج النهائي إلى الولايات المتحدة.

وترد الصين بأن الولايات المتحدة هي المسؤولة بشكل أساسي عن الأزمة، وأن المسؤولين الأمريكيين لا يبذلون قصارى جهدهم لخفض الطلب على هذه المواد.

ومنذ اجتماع بايدن وشي، نوفمبر الماضي، أصدرت الصين تحذيرًا للشركات المحلية من "المبيعات غير المشروعة للمواد الكيميائية الأولية".

كما عادت بكين لتقديم معلومات عن الشحنات المشبوهة إلى الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات.

ونقلت الشبكة الأمريكية تصريح لـ"يو هايبين"، نائب المدير العام لمكتب مكافحة المخدرات التابع لوزارة الأمن العام، في مقابلة أجريت معه الأسبوع الماضي، أشار فيه إلى أن جذور المشكلة تكمن داخل أمريكا نفسها.

وأضاف أن الصين، رغم ذلك، تتعاطف مع معاناة الأمريكيين المرتبطة بالمخدرات.

وقال: "الشعب الصيني يرغب في المشاركة بنشاط في الجهود العالمية لمكافحة المخدرات ومساعدة الشعب الأمريكي في التغلب على أضرار المخدرات".

عرض وطلب

أشارت "داسكال" إلى إن المسؤولين الأمريكيين ونظرائهم الصينيين ناقشوا حقيقة أن مشكلة الـ"فنتانيل" تتعلق بالعرض والطلب، ولا يمكن معالجة أحدهما دون الآخر".

وقالت: "يختلف الفنتانيل عن أشكال المخدرات الأخرى التي رأيناها من قبل"، مضيفة أن التجار كانوا يخفون الفنتانيل في مخدرات أخرى لإدمان عملائهم "لذا فهم يريدونه أكثر وأكثر".

لكن المشكلة في أن المركبات الكيميائية المتغيرة باستمرار هي ذات استخدام مزدوج، ما يعني أن لها أيضًا أغراضًا قانونية ويصعب تقييدها.

ووفق فاندا براون، وهي زميلة بارزة في معهد "بروكينجز" في واشنطن وباحثته الرئيسة حول أزمة المواد الأفيونية الأمريكية، فإن الصين، مدفوعة جزئياً بالمخاوف بشأن حالة اقتصادها "تسعى إلى وضع حد للسقوط الحر للعلاقة مع الولايات المتحدة"، التي يعد التعاون في مكافحة المخدرات عنصراً مهماً فيها.

لكنها حذّرت من أن أي تعاون من هذا القبيل "لا يزال خاضعًا لتقلبات العلاقة الأوسع بين الولايات المتحدة والصين".

في الوقت نفسه، يتطلب النجاح في معالجة أزمة الـ"فنتانيل" تعاونًا آخر من حكومة المكسيك، التي قالت براون إنها كانت "محدودة للغاية وغير كافية" في عهد الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، الذي سيترك منصبه هذا العام.

وقالت إن السياسة تجاه المكسيك كانت في الأساس مقيدة بشأن قضية الهجرة "ومن المهم إيجاد طرق للخروج من ذلك حتى تتمكن الولايات المتحدة من ممارسة ضغط حقيقي على المكسيك لاستئناف بعض التعاون".