تكهنات وادعاءات كثيرة تناقلتها وسائل الإعلام الأوكرانية المختلفة على مدى الشهرين الماضيين حول تطورات علاقة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع أكبر جنرالاته فاليري زالوزني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، في وقت تدخل فيه الحرب الروسية مع أوكرانيا عامها الثالث.
ورفض المكتب الرئاسي الأوكراني التقارير التي تفيد بأن فولوديمير زيلينسكي أقال كبير جنرالاته فاليري زالوزني، بعد تكهنات استمرت شهورًا بوجود شقاق بين الاثنين، وفق "ذي كييف إندبندنت" الأوكراينة.
شائعات حول الخلافات
ويشغل زالوزني منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة الأوكرانية منذ يوليو 2021، لكن هناك شائعات ظهرت لأول مرة في نوفمبر 2023، حول تزايد الخلافات بينه وبين زيلينسكي.
وفي تعليقات لمجلة "الإيكونوميست" أشارت إلى أن علاقة الرجلين المتوترة خرجت إلى العلن في نوفمبر من العام الماضي بعد أن فشل الهجوم المضاد الذي شنته أوكرانيا في تحقيق أهدافه الطموحة المتمثلة في استعادة الأراضي المفقودة وقطع الجسر البري الروسي إلى شبه جزيرة القرم، ثم قال "زالوزني" إن الحرب وصلت إلى طريق مسدود"، وعلى الفور، انتقده مكتب الرئيس لاستخدامه هذا المصطلح، ثم قال زيلينسكي في مؤتمر صحفي "إنه لا يتفق مع تقييم قائده".
زيلينسكي يتجاوز "زالوزني"
ونقلًا عن مصادر مجهولة، فقد ذكرت وسائل إعلام أوكرانية في 4 ديسمبر الماضي، أن زيلينسكي كان يتجاوز "زالوزني" في اتصالاته مع بعض القادة العسكريين، وبعد ثلاثة أشهر من الشائعات حول الانفصال بين الاثنين، ذكرت وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام أوكرانية أمس الاثنين أنه تم إقالة زالوزني، وفق "ذي كييف إندبندنت".
وعندما سُئل المتحدث باسم زيلينسكي، سيرجي نيكيفوروف، عما إذا كان هذا صحيحًا، أجاب "بالتأكيد لا الرئيس لم يقيل القائد الأعلى"، حسبما ذكرت صحيفة "أوكرينسكا برافدا".
ونشرت وزارة الدفاع الأوكرانية عبر قناتها على موقع التواصل الاجتماعي تيليجرام، "أيها الصحفيون الأعزاء، نجيب فورًا على الجميع، لا، هذا غير صحيح"، فيما تواصلت مجلة "نيوزويك" مع مكتب الرئاسة الأوكرانية لكن رفضت أي تعليق آخر.
قصة مثيرة للقلق
وقالت أوريسيا لوتسيفيتش، مديرة المنتدى الأوكراني في مركز تشاتام هاوس البحثي ومقره لندن، لمجلة "نيوزويك": "إن القصة الكاملة لمشاركة المعلومات حول إقالة زالوزني في قنوات تيليجرام مجهولة ومثيرة للقلق للغاية، وإنه من المحتمل أن يكون هناك معسكر في الدائرة الداخلية لزيلينسكي يريد إقالة القائد".
وأضافت: "من المرجح أن تكون هذه الخطوة بمثابة اختبار لرد الفعل العام على إقالته، وقد أرسل المجتمع إشارة واضحة بأنهم لا يحبون ذلك"، مشيرة إلى أن الأوكرانيين على استعداد للاحتجاج علنًا على مثل هذه الخطوة.
وكتب النائب الأوكراني أوليكسي هونتشارينكو أن القائد "أعلن استقالته، لكن لا يوجد مرسوم بعد". وقال عضو البرلمان السابق بوريسلاف بيريزا إن زالوزني "أُقيل" نقلًا عن مصادر رئاسية.
ردود متناقضة
والتقطت وسائل الإعلام الأوكرانية والأجنبية هذين الادعاءين وذكرت صحيفة "كييف إندبندنت" أن مصادرها المجهولة كانت تقدم "ردودًا متناقضة" حول هذه الادعاءات، وذكرت الصحيفة أمس الاثنين أن مصدرًا في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية أكد إقالة زالوزني، لكن خطاب زيلينسكي المسائي لم يتطرق أيضًا إلى التقارير المتعلقة بإقالة زالوزني.
استطلاع رأي
وأظهر استطلاع للرأي أجري في ديسمبر 2023 أن 43% من الأوكرانيين يعتقدون أنه قد تكون هناك بعض الخلافات بين زيلينسكي وزالوزني، ويعتقد 8% من المشاركين أن الوضع خطير للغاية.
كما أظهر استطلاع أجراه معهد كييف الدولي لعلم الاجتماع (KMIS) أيضًا أن زالوزني حصل على نسبة ثقة بلغت 92%، وأن ما يقرب من ثلاثة أرباع (72%) من الأوكرانيين لم يوافقوا على استبداله.
وأضاف الاستطلاع أنه بينما يدعم المجتمع الأوكراني بأغلبية ساحقة قيادة البلاد وجيشها، انخفض دعم زيلينسكي من 84% في نهاية عام 2022 إلى 62% في نهاية عام 2023.
وقال خبير في شؤون أوكرانيا لمجلة "نيوزويك" إن موقف المصادر المجهولة التي تقول إن زالوزني قد تمت إقالته كان "مزعجًا للغاية" ويمكن أن يصب في مصلحة روسيا.