الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تطورات الحرب في السودان.. 288 يوما تخلّف أكبر أزمة نزوح بالعالم

  • مشاركة :
post-title
الصراع السوداني يخلف أكبر أزمة نزوح في العال

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

288 يومًا على الصراع الدائر في السودان الذي مزّقه الحرب بين قوات الجيش وميليشيا الدعم السريع، في صراع خلّف ولا يزال مشاهد دمار واسعة ألقت بظلاها على الشعب بأكمله، ما خلق أكبر أزمة نزوح في العالم بنحو 11 مليون شخص، وفق المنظمة الدولية للهجرة.

وقالت وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة، إن ما لا يقل عن 10.7 مليون شخص شُرِّدوا بسبب الصراع في السودان، ويحتاج معظمهم إلى المساعدة، مشيرة إلى أنها تعد أكبر أزمة نزوح في العالم، بسبب الاحتياجات الساحقة التي يحتاجها المواطنون مع نقص حاد في الغذاء والمأوى والرعاية الصحية والصرف الصحي.

6 ملايين داخل البلاد

وأدت الاشتباكات المسلحة بين الجيشين المتنافسين الرئيسيين في السودان، التي بدأت في أبريل الماضي، إلى نزوح ما لا يقل عن ستة ملايين داخل البلاد، إضافة إلى ثلاثة ملايين كانوا يتنقلون بالفعل، وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة.

وأشارت وكالة الأمم المتحدة إلى أن الصراع المستمر لا يزال له تأثير مدمر على الناس العاديين، بسبب تدمير البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك الرعاية الصحية والمدارس والطرق والمرافق.

288 يوما على حرب السودان
احتياجات هائلة

وقالت إيمي بوب، المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة: "حتى اليوم، يوجد سوداني واحد من كل ثمانية نازحين في العالم، كما أن احتياجاتهم هائلة، والنقص حاد في الغذاء والمأوى والرعاية الصحية والصرف الصحي، كلها عوامل مجتمعة تعرضهم لخطر متزايد للإصابة بالأمراض وسوء التغذية والعنف".

مع ذلك، فإن الاستجابة الإنسانية حتى الآن غير كافية لتلبية الاحتياجات المأساوية، حيث وصلت المنظمة الدولية للهجرة إلى ما يقرب من 1.2 مليون شخص في السودان والدول المجاورة بالمساعدات المنقذة للحياة؛ وهناك حاجة إلى ما مجموعه 168 مليون دولار هذا العام لخطة الوكالة للاستجابة للأزمات.

الصراع الدائر في السودان تسبب في نقص حاد بالغذاء والماء لدى المواطنين، وبحسب تقرير للأمم المتحدة، فإن أكثر من 15 مليون شخص في السودان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، منهم 7 ملايين يعانون انعدام الأمن الغذائي.

وتشير منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) إلى أن أكثر من 10 ملايين شخص في السودان معرضون لخطر المجاعة، بينما ترجع أسباب نقص الغذاء والماء في السودان إلى عدة عوامل، منها تعطيل الزراعة بسبب الحرب، وتضرر المحاصيل والماشية، ما أدى إلى انخفاض الإنتاج.

تفاقم أزمة الغذاء

وحذّرت الأمم المتحدة من أن استمرار الحرب في السودان سيؤدي إلى تفاقم أزمة الغذاء والماء، ما قد يؤدي إلى وقوع مجاعة واسعة النطاق، وطالبت الأمم المتحدة المجتمع الدولي بتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية للسودان، لمساعدة المواطنين على مواجهة هذه الأزمة.

ونشرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين شريط فيديو لعائلات سودانية فرت إلى تشاد هربًا من الصراع في وطنهم، وأظهر مقطع الفيديو نازحين سودانيين مع أطفالهم الصغار وهم يحتمون تحت الأشجار.

تقول هاليم إسسخ عمر (امرأة نازحة من السودان): "لا يوجد أمن في السودان، جئنا بلا شيء، نحن بحاجة إلى أشياء كثيرة للبقاء على قيد الحياة، تعبنا جدًا، جئنا في رمضان بلا طعام ولا ماء، دعواتكم لنا.. لايوجد نقود ولا طعام ولا بنزين".

الجوع والعطش يفتك بالسودان
الجوع والعطش

وتشهد مدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم، معارك عنيفة بين الجيش السوداني، وميليشيا "الدعم السريع"، بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، ما أدى إلى نقص حاد في الغذاء والمياه.

وفي 3 يناير الجاري، قال منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة مارتن جريفيث، إن ما يقرب من 9 أشهر من الحرب دفعت بالسودان إلى دوامة تزداد تدميرًا يومًا بعد الآخر، وأوضح في بيان له أن المعاناة الإنسانية تتعمق فيما يتقلص وصول المساعدات الإنسانية ويتضاءل الأمل مع توسع النزاع.

ويحتاج ما يقرب من 25 مليون شخص في أنحاء السودان إلى المساعدات الإنسانية في عام 2024، إلا أن تكثيف الأعمال العدائية يمنع الوصول إلى غالبيتهم. وقد توقفت عمليات توصيل المساعدات عبر خطوط النزاع.

وأشار المسؤول الأممي إلى أن العنف المتصاعد في السودان يعرّض أيضًا الاستقرار الإقليمي للخطر، مضيفًا أن الحرب أطلقت العنان لأكبر أزمة نزوح في العالم، إذ شُرد أكثر من 7 ملايين شخص، عَبَر نحو 1.4 مليون منهم إلى دول الجوار التي تستضيف بالفعل أعدادًا كبيرة من اللاجئين.

مخطط للتقسيم

الفريق أحمد العمدة بادي، حاكم إقليم النيل الأزرق رئيس لجنة الأمن بالإقليم، اعتبر أن الحرب التي تشهدها البلاد تجئ في إطار المخطط الرامي لتقسيم البلاد لدويلات توطئةً للسيطرة على الموارد والمقدرات بالبلاد، وذلك خلال كلمة له، أمس الاثنين، بميدان المولد بالدمازين في فعاليات اللقاء الجماهيري الحاشد الذي نظم على شرف تدشين انطلاقة المقاومة الشعبية لدعم القوات المسلحة ودحر ميليشيا الدعم السريع المتمردة المحلولة.

ووجّه قيادة الفرقة الرابعة مشاة واللجنة العليا للاستنفار لتجهيز عدد 5 آلاف مقاتل والزحف نحو ولاية الجزيرة لدحر وحسم التمرد، معلنًا تأييده لقرارات القائد العام للقوات المسلحة السودانية رئيس مجلس السيادة الرافضة للتفاوض مع الميليشيات المتمردة وحاضنتها السياسية، ووجّه جميع المواطنين للتعاون مع الأجهزة النظامية من أجل توقيف المتورطين المتعاونين مع التمرد.

رؤية ما بعد الحرب

وخلال تلك الأحداث، ترأس جبريل ابراهيم محمد، وزير المالية والتخطيط الاقتصادي السوداني، خلال الشهر الجاري، اجتماعًا لإعداد رؤية اقتصادية لفترة ما بعد الحرب وإعادة الإعمار والتعويضات بحضور لجنة من الوزراء والفنيين والخبراء، حيث أطلع الاجتماع على موقف الإعداد عبر محاور اللجنة المختلفة من رؤساء اللجان الفرعية كلٍّ على حدة، والاستماع للتجارب في مجال إعادة الإعمار والتعويضات في بعض الدول المتقدمة والدول الإقليمية التي مرت بحروب ونزاعات شبيهة حيث تم تناول منهجيات العمل.

ويُعد الصراع الدائر في السودان، الذي اندلع في 25 أكتوبر 2022، من أكثر الحروب دموية في التاريخ الحديث للسودان، وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فقد بلغ عدد القتلى في الأزمة السودانية حتى يوم 8 يناير 2024، نحو 12 ألف قتيل، و6 آلاف إلى 12 ألف جريح، و5 ملايين و90 ألف نازح داخليًا.

وسوم :السودان