بدأ قائد الجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان زيارة رسمية تستغرق يومين إلى الجزائر لإجراء محادثات مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، حسبما ذكرت وسائل إعلام محلية، اليوم الأحد.
وتأتي زيارة "البرهان" في مسعى منه لضمان مشاركة الجزائر الواقعة في شمال إفريقيا في أي عملية تهدف إلى إنهاء الأزمة المستمرة بالسودان، وفق صحيفة "سودان تريبيون" في باريس.
والتقى البرهان بالرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وناقش معه مجموعة من القضايا والمصالح الحاسمة ذات الاهتمام المشترك لكلا البلدين، كما أعرب عن تهانيه للرئيس تبون على انتخاب الجزائر أخيرًا لعضوية مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
مؤامرة إقليمية
وأكد البرهان، في مؤتمر صحفي مشترك عقب المباحثات، أن السودان يواجه حاليًا مؤامرة إقليمية ودولية يشارك فيها بعض السودانيين "المتآمرين على شعبهم". ومع ذلك، أعرب عن ثقته الراسخة في قدرة بلاده على التغلب على هذه التحديات وشعبها والوطنيين من الأمتين العربية والإسلامية.
وأعرب "البرهان" عن حرصه على مشاركة الجزائر في أي مبادرات تستهدف معالجة الأزمة السودانية، قائلًا: "يسعدنا أن تكون الجزائر حاضرة على أي طاولة للنقاش والحوار، سواء كانت إفريقية أو عربية، الجزائريون أبطال الحق، ونحن نسعى إلى إيجاد حلول سلمية تمكننا من تجاوز هذه المحنة".
كان انتخاب الجزائر عضوًا غير دائم في مجلس الأمن لمدة عامين ضمن المجموعة الإفريقية، إلى جانب سيراليون، بمثابة تطور مهم، وتحل هذه الانتخابات محل المرشحين السابقين من الجابون وغانا.
السودان يواجه قوى الشر
من جانبه، أكد الرئيس الجزائري تبون تضامن الجزائر الثابت مع السودان وهو يمر بأوقات عصيبة ويواجه قوى الشر الساعية لزعزعة استقراره.
وأكد تفضيل الجزائر حل أي صراعات داخلية من خلال مقاربة داخلية فقط، بعيدًا عن التدخلات الخارجية، بما يضمن أن يكون للشعب السوداني الكلمة الفصل في شؤونه الخاصة.
وأشاد تبون بالعلاقات العميقة الجذور بين الجزائر والسودان، وأشاد بدعم السودان لعضوية الجزائر في مجلس الأمن الدولي، وأبرز وجهات النظر المشتركة بين البلدين بشأن العديد من القضايا الإقليمية والدولية.
مجلس الأمن
وتعهد تبون بأن الجزائر ستعمل، من خلال عضويتها في مجلس الأمن، على التخفيف من تأثير الصراعات والتوترات التي تشكل تهديدًا وشيكًا للسلم والاستقرار العالميين.
منذ منتصف أبريل الماضي، دُمّرت السودان بحرب بين الجيش وميليشا الدعم السريع، ما أدى إلى خسارة عدد لا يحصى من أرواح المدنيين وتشريد أكثر من عشرة ملايين شخص داخليًا وخارجيًا.
وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 13 ألف شخص قُتلوا وأصيب 26 ألفًا آخرين ونزح نحو 7.6 مليون شخص منذ اندلاع الحرب السودانية العام الماضي.
وحثت الجهات الفاعلة الدولية والإقليمية كلا الطرفين المتحاربين على العودة إلى طاولة المفاوضات ووضع اللمسات النهائية على اتفاق دائم لوقف إطلاق النار، الأمر الذي من شأنه أن يمهد الطريق لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين من النزاع ويمهد الطريق لعملية سياسية شاملة.