ضمن محور شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب لأدب الطفل، أُقيمت اليوم ندوة لمناقشة رواية "الفتيان عند يعقوب الشاروني"، بحضور الناقد أحمد طوسون، وكاتب أدب الطفل أحمد قرني، والكاتبة السورية لينا الكيلاني، وأدارها الكاتب الصحفي أحمد عبد المنعم، بحضور ابنة الراحل الكاتبة هالة الشاروني.
"نحيي ذكرى واحد من رواد أدب الأطفال في عالمنا العربي".. هكذا بدأت الكاتبة السورية لينا الكيلاني حديثها بالندوة وقالت: "رحيل الشاروني كان مفاجئًا ومحزنًا لنا جميعًا، وكنا نأمل أن يوجد بيننا ونحن نحتفي به في معرض الكتاب هذا العام، ولكنه غادرنا".
ومن جانبه قال الكاتب أحمد قرني ": نحن نستمد الندرة العميقة في كتابات اليافعين من هؤلاء الرواد مثل الكبير الراحل يعقوب الشاروني، ففي كتابات الراحل وجدنا نقلة نوعية كسرت مفهوم البطل الخارق الذي اعتدنا عليه، وأصبحوا الأبطال بسطاء يمكن أن نراهم في الشارع والمدرسة، واستطاع بحبكة درامية رائعة أن يقدم الأبطال عن طريق السؤال والدهشة، بالإضافة إلى استعراضه الأبطال في البيئة الفقيرة وقدراتهم وطاقاتهم الكبيرة ونظرته البعيدة التي تغلبت على الواقع بمشكلاته وصعوباته".
وأضاف: "الشاروني ينحاز إلى الحلول المنطقية والواقعية، واستطاع أن يتنقل من تجربة لأخرى دون أن يفقد توازنه وطرح الواقعية الشديدة في رواية ليلة النار، وانتقل للمغامرة المحفوفة بالمخاطر في كتابته عن الخيال العلمي في رواية سفن الأشياء الممنوعة، والتي تتحدث عن زمن بعيد وكيف سيتغير العالم ويتحول إلى شاشات وسفن فضاء، فيجعلك أمام المعرفة في مواجهة الخيال، كما وضع العلم في مواجهة الخرافة في رواية عفاريت منتصف الليل التي استعرضت مخاوف أهل الريف من الجن".
أما الكاتب أحمد طوسون فقد تحدث عن الراحل قائلًا: "الرقمنة تعد أحدث الموضوعات التي تناولتها روايات اليافعين، على مستوى الشكل والمضمون، وبحكم أن طفل اليوم اختلفت اهتماماته وتطلعاته وألعابه عن طفل ما قبل التطور التكنولوجي الرقمي أصبح مضمونًا مهمًا في أحدث رواياته وتطويعها بما يتناسب مع المرحلة العمرية التي يخاطبها".