الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أحلامهم خيمة ولقمة عيش.. الفارون إلى رفح يرون معاناتهم

  • مشاركة :
post-title
خيام النازحين في غزة

القاهرة الإخبارية - محمد سالم

قبل نحو شهر نزحت هند أحمد وزوجها وأطفالها الثلاثة إلى إحدى المدارس جنوب غرب مدينة رفح الفلسطينية، رفقة خمسين شخصًا آخرين، ومكثت العائلة داخل فصل دراسي ضيق.

"الوضع أصبح كارثيًا، لذا قررنا الرحيل والعيش في خيمة رغم البرد"، تحكي "هند" التي وقفت أمام المدرسة تنتظر سيارة أجرة تنقلها إلى الخيمة التي وفرها زوجها بعد عناء، بحسب فرانس برس.

بعد أسبوعين من الحرب على شمال غزة، قررت العائلة النزوح، تنقلوا بين مناطق القطاع، قبل أن يستقروا في مدينة رفح، التي يقطنها الآن نحول مليون ونصف المليون نازح.

"لا يوجد مدارس ولا أي من مقومات الحياة، فقدنا منازلنا وأعمالنا وكل شيء"، تضيف هند التي لا يختلف حالها عن الكثيرين ممن لا يجدون الطعام، ويعيشون في الخيام رغم البرد القارس، كل ما تحمله معها "فرشة اسفنجية مربوطة بحبل"، وكيس من القماش فيه بعض الملابس.

شوارع مكتظة بآلاف النازحين، الباعة الجائلون يفترشون جانبي الطريق، يبيعون المساعدات التي تصل للقطاع بأسعار مرتفعة، المعلبات والفرش والأغطية والخيم، كلها تباع مع الباعة الجائلين بأسعار مرتفعة.

القمامة تملأ أرجاء المدينة، أمام المدارس والخيام، يتنقل الناس بعربات يجرها الحيوانات، بعد ارتفاع أسعار الوقود عشرة أضعاف.

خيام غزة

حتى قضاء الحاجة لم يعد أمرًا يسيرًا، أقام النازحون حمامات غير متصلة بشبكات الصرف الصحي التي دمرها القصف، تصب في حفر ترابية أو براميل بلاستيكية تفيض على الأرض كلما تجاوزت سعتها.

على بُعد أمتار من هند، تجلس إيمان حجي (36 عامًا) على عربة يجرها حمار ينقل عليها زوجها الأشخاص لكسب لقمة العيش، ما يعينهما على إطعام أطفالهما الخمسة.

لم تأخذ الأسرة قرار النزوح والهرب، إلا بعد شهر من الحرب: "خاف أطفالي فاضطررنا للنزوح نحو خان يونس، قبل أن ننتقل إلى رفح منذ أيام، نيعش الآن في خيمة تبرع لنا بها أحدهم، بعد أن رآنا ننام في الشارع".

لا يرغب أهل غزة في تركها، حلمهم جميعًا العودة لبيوتهم التي تركوها تحت تهديد السلاح.

فيما يعاني أهالي الخيام من البرد القارس، يحلم آخرون بمجرد امتلاك خيمة ينامون فيها، منهم عبد الله حلس، "24 عامًا"، الذي جلس في سيارته التي كدس داخلها أغطية وفرشًا أسفنيجة انتظارًا للحصول على خيمة تأويه هو وعائلته التي نزحت جراء العدوان.

مع اندلاع الحرب، نزح الشاب مع عشرات من عائلته، نحو مقر لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، في مدينة خان يونس، قبل أن يضطروا لمغادرته إثر محاصرة جنود الاحتلال له، والأمر بإخلائه.

يحاول "حلس" حبس دموعه، ويقول: "لا أعرف أين سنذهب أو سننام، أطفال ونساء ومسنون من العائلة في الشارع، نبحث عن مكان أو خيمة".

لم يختلف حال ياسر الأستاذ كثيرًا، وهو طالب بكلية الهندسة جامعة الأزهر بغزة، في سنته الرابعة، الذي هرب من أقصى شمال قطاع غزة رفقة نحو 100 شخص من عائلته، حتى قادتهم الأيام إلى أقصى الجنوب، حيث لم يبق أمامهم مكان يلجأون إليه، بحسب تعبيره.

الشاب الذي كان يفكر في السفر لاستكمال تعليمه، يؤكد أنه لن يغادر غزة "مجبرًا" خلال الحرب حتى إذا قتله جنود جيش الاحتلال، مؤكدًا أن قرار المغادرة سيكون باختياره.