تواجه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، انتقادات حادة من الداخل بسبب موقفها تجاه الحرب الدائرة حاليًا في قطاع غزة، وفي الوقت الذي كانت تستعد فيه الإدارة لحفل احتفالي لرفع معنويات موظفيها، تتصاعد الأصوات المُنددة بهذه الخطوة وسط تزايد عدد الشهداء في غزة.
يأتي هذا الحفل بتمويل من جيف زينتس، مدير موظفي البيت الأبيض، الذي تُقدر ثروته بمئات الملايين من الدولارات، في حين دعت مجموعة من موظفي الإدارة إلى مقاطعة الحفل وارتداء شارات خضراء تضامنًا مع الفلسطينيين.
استشهاد طفل كل 8 دقائق
سلطت الدعوة التي نشرتها وسائل إعلام بريطانية الضوء على أن إقامة الحفل في ظل ما يتعرض له الفلسطينيون واستشهاد طفل كل 8 دقائق يعكس لامبالاة الإدارة، مُنتقدة استخدام أموال زينتس الخاصة لتمويل الحفل في ظل عدم تفعيل جهود إيقاف العنف بغزة.
وتضمنت رسالة موظفي البيت الأبيض في رسالة بريد إلكتروني: "بينما يقيم رئيس موظفي البيت الأبيض جيف زينتس حفلة رفع معنوية للموظفين الليلة، يُقتل طفل في غزة كل 8 دقائق، بينما يحتفل الرئيس بايدن بما أنجزته إدارته خلال ثلاث سنوات، تُقتل والدتان كل ساعة في غزة".
وأشارت الرسالة إلى مُقاطعة الحفل أو الحضور مع إبداء الاعتراض "إذا كنت أحد موظفي الإدارة وتتفق معنا على أن لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين الحق في العيش بحقوق متساوية وأمان وسلام وكرامة إنسانية، فابقَ في المنزل ولا تحضر هذا الحفل".
وأضافت الرسالة: "إذا لم يكن من المتاح لك البقاء في المنزل، فنطلب منك ارتداء زي أو شارة باللون الأخضر للتعبير عن تضامنك مع هذه الحركة في الدعوة إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار بغزة، إن تمكين السلام والأمان للناس جميعًا في مختلف أنحاء الشرق الأوسط أمر واجب".
حفل بأموال زينتس
وكتبوا: "في كل يوم طوال الـ110 أيام الماضية، نستيقظ على صور ومقاطع فيديو مروعة لما ألحقته قنابلنا من تدمير بمخيمات لاجئين ومستشفيات ومدارس وأحياء بأكملها"، وإنه "عار علينا جميعًا أن ندع هذا الأمر يستمر".
ويستخدم زينتس، الذي يُعتقد أنه أغنى مساعدي الرئيس، أمواله الخاصة لإقامة الحفل، وفقًا لأكسيوس، إذ تشير نماذج إقرار الذمة المالية إلى أن صافي ثروة زينتس يتراوح بين 89.3 مليون دولار و442.8 مليون دولار.
وكتب زينتس في دعوته لموظفي البيت الأبيض: "لضمان قدرتنا على ضم أكبر عدد ممكن من الموظفين، فإن هذه الدعوة غير قابلة للتحويل ولا تشمل ضيفًا".
احتفال رفع المعنويات
كان موقع أكسيوس الإخباري الأمريكي أورد في وقت سابق من هذا الشهر، أن رئيس موظفي البيت الأبيض، أعلن إقامة حفل لـ"تعزيز المعنويات" خارج البيت الأبيض، على أن يستضيف الحفل مئات من الموظفين العاملين في إدارة بايدن، "احتفالًا بالخدمة في الإدارة خلال السنوات الثلاث الماضية، ورفعًا لمعنويات الموظفين في سياق الاستعداد للشوط الأخير قبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، نوفمبر 2024".
وكتب الموظفون: "يحتفل الرئيس بايدن بما أنجزته إدارته خلال 3 سنوات، بينما تُقتل والدتان في غزة كل ساعة"، و"يتطلع من هم في السلطة إلى المضي قدمًا في هذه الحرب، بينما نحن نتفجَّع لمقتل 250 شخصًا في غزة اليوم".
وجاء في رسالة البريد الإلكتروني للموظفين: "إننا نعرب عن اشمئزازنا لهذه اللامبالاة التي لا حدَّ لها تجاه الأرواح التي أُزهقت في المنطقة خلال الأشهر الثلاثة الماضية".
انخفاض شعبية بايدن
ويأتي الحفل مع دخول بايدن - 81 عامًا - العام الجديد، بمعدل موافقة أقل من أي من أسلافه السبعة في نقطة مماثلة في ولايتهم الأولى، وفقًا لاستطلاع أجرته مؤسسة جالوب.
ووجد الاستطلاع أن 39% فقط من الأمريكيين يوافقون على أداء الرئيس الوظيفي في المكتب البيضاوي.
كما انخفض دعم بايدن بين الناخبين من ذوي البشرة السمراء إلى 63%، التي تعد إحدى الكتل التصويتية الأكثر ولاءً للحزب الديمقراطي، وفقًا لاستطلاع أجرته صحيفة "يو أس أي توداي" وجامعة سوفولك.
ودعم الناخبون ذوي البشرة السمراء بايدن بأغلبية ساحقة على دونالد ترامب في عام 2020، بهامش 92% -8%، وفقًا لمركز بيو للأبحاث.
يذكر أنه منذ 7 أكتوبر 2023 يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربًا مدمرة على قطاع غزة، خلفت حتى اليوم الجمعة، 26 ألفًا و83 شهيدًا و64 ألفًا و487 مصابًا، معظمهم أطفال ونساء"، وفق السلطات.