هدد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب -والذي يقترب من اقتناص ترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة- بإدراج أي شخص يتبرع لحملة نيكي هيلي الرئاسية، على القائمة السوداء.
وكتب ترامب على منصة "تروث سوشيال"، "إن أي شخص يقدم مساهمة في حملة "هيلي" سيتم منعه من دخول معسكر "ماجا" نهائيًا"، مضيفًا: "لا نريدهم ولن نقبلهم".
وماجا (MAGA)، هي اختصار لشعار دونالد ترامب الانتخابي "لنجعل أمريكا عظيمة من جديد" Make America Great Again، والذي أطلقه خلال حملة ترشحه لمنصب الرئاسة عام 2016، واستخدمه عند تناول موضوع الهجرة للولايات المتحدة.
وسبق وأن هاجم الرئيس الأمريكي جو بايدن، هذا التيار، ووصف مؤيديه بأنهم "متطرفون"، مشيرًا إلى أنه يمثل خطرًا كبيرًا يواجه الولايات المتحدة، بحسب "بي بي سي".
ولم يحدد ترامب ما إذا كان يشير فقط للتبرعات لحملة هيلي، أو ما إذ كان التحذير يمتد إلى أي تبرعات مقدمة للجنة عمل سياسي مؤيدة لهيلي، بحسب "إن بي سي نيوز".
وردت هيلي على تصريحات ترامب بمنشور عبر تطبيق "إكس"، تدعو فيه الناس للتبرع لترشيحها قائلة: "حسنًا في هذه الحالة، تبرع هنا.. فلنذهب"، وأرفقت رابط موقع جمع التبرعات بالمنشور.
قال ترامب، إنه عندما ترشح لمنصب الرئاسة وفاز، لاحظ أن المتبرعين للمرشح الخاسر سيأتون للفائز على الفور ويريدون المساعدة، وأن هذا المعتاد في السياسة لكنه "لم يعد معي".
تصريحات ترامب، تعد هي أحدث مؤشر على أنه غاضب من عدم انسحاب "هيلي" من السباق الرئاسي، وأنه يسعى لممارسة الضغط من خلال محاولة منع التبرعات لحملتها بحسب موقع "أكسيوس".
فوز في نيوهامبشير
تتسارع وتيرة السباق نحو البيت الأبيض، فيما يبدو أن المنافسة تقترب مجددًا بين الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، والسابق دونالد ترامب، الذي فاز في انتخابات تمهيدية لحزبه في ولاية نيوهامبشير، ومع حصول بايدن على تأييد من أكبر نقابة للعاملين في صناعة السيارات.
ورغم أن استطلاعات الرأي، أشارت إلى أن جولة إعادة لانتخابات 2020 هي أمر لا يحبذه معظم الأمريكيين، لكن مع الفوز الساحق لترامب على حساب منافسته الوحيدة نيكي هيلي، الثلاثاء، عزز قبضته على ترشيح الحزب الجمهوري.
فيما أعربت أكبر نقابة للعاملين في قطاع السيارات في الولايات المتحدة الأربعاء عن دعمها لبايدن، ما يمنحه قوة دفع كبيرة في المواجهة مع ترامب، خاصة أن رئيس النقابة شون فين قال أمام حشد خلال مؤتمر بحضور بايدن إن ترامب يسعى لتدمير الطبقة العاملة في أمريكا.
وكان كسب أصوات الناخبين من الطبقة العاملة حاسمًا في تحقيق فوز ترامب في 2016، وفوز بايدن في 2020، لذا يدرك الطرفان أهمية أصوات هذه الطبقة.
فيما قالت نيكي هيلي، إن الديمقراطيين يفضلون وصول ترامب للاقتراع الرئاسي لاستغلال سجله في إثارة "الفوضى"، مضيفة أن ترامب هو الجمهوري الوحيد الذي يستطيع الديمقراطيون هزيمته.
بايدن يحذر
ودائمًا ما يهاجم بايدن وترامب، كلاهما الآخر، في ظل الصراع بينهما، فيما يركز بايدن على القضايا الأكثر جدلية، مثل حق الإجهاض، ويصوّر ترامب على أنه يمثل تهديدًا للديمقراطية في أمريكا، خاصة في ظل التضخم الذي تعاني منه البلاد، والذي يجعل رسالته المُرتبطة بالاقتصاد غير مجدية.
وبعد فوز ترامب في نيوهامبشير، حذر بايدن من أن الديمقراطية والحريات الفردية في الولايات المتّحدة باتت "على المحكّ" بحسب وكالة "فرانس برس".
وقال بايدن إنه من الواضح أن دونالد ترامب سيكون المشرح الجمهوري، مضيفًا: "رسالتي هي أن الأخطار لا يمكن أن تكون أكبر، فديمقراطيتنا وحرياتنا الفردية واقتصادنا كلها على المحك."