بعد 111 يومًا على العداون الغاشم الذي تشنه دولة الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، يدرس جيش الاحتلال الدفع بالمجندات لأول مرة إلى ساحة المعركة، بعد أن تعرضت صفوفه فيها لخسائر ضخمة خاصة على مستوى الجنود والأفراد، وكان آخرها "عملية المغازي"، والتي قتل فيها أكثر من 24 ضابطًا وجنديًا إسرائيليًا، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".
وقبل وقت قليل، من عملية طوفان الأقصى، التي نفذتها الفصائل الفلسطينية في السابع من أكتوبر الماضي، كانت "المسعفة" أو "المراسلات" ضمن المهام النسائية النموذجية في جيش الاحتلال، إلا أنه في الوقت الحالي انضمت المجندات إلى الوحدات القتالية، وبالفعل تم نشر بعضهن في قطاع غزة.
نساء على الجبهة منذ 1948
وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز"، إلى أنه في شمال غزة تقود الضابطة "عميت بوسي" سرية مكونة من 83 جنديًا، نصفهم تقريبًا من الرجال، وهي واحدة من عدة وحدات مختلطة بين الجنسين تقاتل في غزة، حيث تخدم المجندات والضابطات المقاتلات على الخطوط الأمامية لأول مرة منذ نكبة عام 1948.
مدة تجنيدهن عامان
وتُعد إسرائيل اليوم واحدة من الدول القليلة في العالم التي تخضع فيها النساء أيضًا للخدمة العسكرية، وتستمر خدمتهن العسكرية لمدة عامين، ويتعين على الرجال أن يخدموا في الجيش لمدة أطول بثمانية أشهر.
بين عامي 2013 و2017، ارتفع عدد النساء في الوحدات القتالية بنسبة 350%، وفقًا لبيانات معهد الديمقراطية الإسرائيلي، بشكل عام تبلغ حصتهن من القوات القتالية 20% فقط، وفقًا لتقرير صدر عام 2022 عن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي.
غضب رجال الدين
وكان دمج النساء في الوحدات القتالية العسكرية موضوع نقاش طويل في إسرائيل، موطن أحد الجيوش القليلة في العالم التي تجند النساء في سن 18 عامًا للخدمة الإلزامية.
ولسنوات عديدة، أثارت مسألة خدمة النساء في الجبهة الحاخامات المحافظين والجنود الملتزمين دينيًا، ضد النسويات والعلمانيين ومنتقدي الثقافة الذكورية التقليدية في البلاد.
الإخفاقات الاستخباراتية تفتح الباب للمجندات
ساعد إدراج المجندات في تعزيز صورة جيش الاحتلال محليًا بعد الإخفاقات الاستخباراتية والعسكرية في 7 أكتوبر، وبينما تخدم بعض النساء في وحدات مختلطة بين الجنسين، تظل أطقم الدبابات منفصلة حسب الجنس؛ بهدف مراعاة الحساسيات الدينية بشأن بقاء الرجال والنساء معًا لعدة أيام في دبابة.
وأكدت دراسة حديثة أجراها معهد الديمقراطية الإسرائيلي، أنه من بين الجمهور العلماني، أشار حوالي 70% من النساء و67% من الرجال إلى تأييدهم لزيادة عدد النساء في الأدوار القتالية.