بعد مرور 107 أيام على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وصلت أعداد الضحايا ما بين شهيد ومصاب ومفقود إلى 100 ألف فلسطيني، ما يمثل 4% من سكان القطاع، الأمر الذي وصفه أمين سر حركة فتح، الدكتور محمد غريب، خلال حديثه لـ "القاهرة الإخبارية" بالكارثة الإنسانية والعدوان الغاشم.
وفي حوار ضمن برنامج (عن قرب) الذي تقدمه الإعلامية، أمل الحناوي، عبر شاشة "القاهرة الإخبارية"، تحدث أمين سر حركة فتح عن الوضع الحالي في غزة، وتواصل هجمات العدوان الإسرائيلي ومستقبل القطاع، وحجم الدمار الذي لحق بالمنازل بعد استخدام طائرات الاحتلال 65 ألف طن من المتفجرات، وهو ما يعادل 4 قنابل نووية كتلك التي أُلقيت على هيروشيما وناجازاكي في اليابان إبان الحرب العالمية الثانية.
الأدوية مفقودة في غزة
وقال "غريب" إنَّ العدوان تمكن من تدمير أكثر من 350 ألف منزل ووحدة سكنية، فضلًا عن الأمراض التي داهمت الغزيّين؛ إذ أُصيب 500 ألف فلسطيني بالأمراض المعدية دون علاج و100 ألف مريض يعانون من السرطان لا يتلقون أدوية أو متابعة طبية، واستشهاد 340 من الأطقم الطبية و115 صحفيًا.
رغم الدعوات التي أطلقها أغلب دول العالم برفضها القاطع لاستمرار الاعتداء الإسرائيلي على قطاع غزة، ودعوتهم لضرورة وقف إطلاق النار، إلَّا أنّ إسرائيل تواصل عملياتها المكثفة في القطاع ولا تجد الدعوات آذانًا مصغية من قوات جيش الاحتلال، ولفت أمين سر حركة فتح إلى أنَّ هناك توافقًا "أمريكيًا - إسرائيليًا" على إطالة أمد الحرب في غزة؛ رغم الخلافات الظاهرة بينهما في الوقت الحالي.
مستقبل مظلم لـ "نتنياهو"
وأكد أنَّ الولايات المتحدة الأمريكية تحدثت عن منع التهجير القسري للفلسطينيين، وعدم استهداف المدنيين وإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية عبر المعابر، لكنهم لم يتحدثوا عن وقف إطلاق النار، واستشهد بحديث وزير الدفاع الأمريكي خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل وتعليقه على وقف إطلاق النار بأنه "قرار مفتوح"، والسياسة الإسرائيلية التي يتحكم فيها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ترفض وقف الحرب؛ لأنها مرتبطة ببقائه واستمراره، فإيقاف الحرب على غزة يعني مستقبلًا مظلمًا ينتظر "نتنياهو".
العقلية الإسرائيلية الكاذبة
وأوضح أنَّ العالم بدأ يكشف حقيقة العقلية الإسرائيلية الدموية التي تعتبر نفسها واحة للديمقراطية الكاذبة، وتقف مع حقوق الإنسان وترفض العنف وتبحث عن السلام، لأنها ترتكب الآن "إبادة جماعية" في قطاع غزة، فهناك تغيّر كبير في موقف العالم على مستوى الشعوب والدول، كما أنَّ البرلمان الأوروبي في اجتماعه الأخير نادى بضرورة وقف إطلاق النار وحل الدولتين وتبنى مسيرة سلام جديدة.
وأشاد أمين سر حركة فتح بالموقف المصري الصلب، الذي تصدى منذ البداية لفكرة التهجير القسري الذي يُعد حلمًا إسرائيليًا قديمًا وتسعى لإحيائه دائمًا، من خلال تحركات دبلوماسية وسياسية، فالحرب على غزة ثالث أخطر أزمة يواجهها العالم في القرن الحالي.
ازدواجية المعايير الدولية
على وقع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وفشل كل النداءات لفرض هدنة إنسانية، ظهرت ازدواجية المعايير لدى المجتمع الدولي، عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين، وهو واقع عبّر عنه -الدكتور محمد غريب- خصوصًا أنَّ الغرب وأمريكا من صنعوا إسرائيل في المنطقة، وتحقيق الحلم الصهيوني والحرب الأخيرة على غزة أظهرت حماية واشنطن لإسرائيل، وكشفت عن كذب الرواية الإسرائيلية بسعيها للسلام.
وذكر أنّ المصالح الأمريكية بدأت تتضرر في الشرق الأوسط والعالم، وهناك بؤر كثيرة تنذر بالاشتعال كرد فعل لأزمة قطاع غزة، كما أن الحرب على القطاع أظهرت الخلافات الإسرائيلية بصورة أكبر، إذ إنَّ رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، يدرك أنّ الحرب على غزة فرصته الأخيرة للنجاة.
وتوقع "غريب" أنَّ رضوخ الغرب والداخل الإسرائيلي لمطالب نتنياهو لن يستمر طويلًا، مؤكدًا أن حل الدولتين هو المخرج الوحيد للسلام في الشرق الأوسط.