الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

إعادة هيكلة.. رئيس الأرجنتين يسعى لإنقاذ الاقتصاد المتدهور بـ"الكرة المدمرة"

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي متحدثا في منتدى دافوس

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

يسعى الرئيس الأرجنتيني "خافيير ميلي" إلى اتخاذ إجراءات لإعادة تشكيل اقتصاد البلاد، التي دخلت في دوامة كبيرة من التضخم، مع انخفاض كبير في قيمة العملة المحلية.

في الوقت نفسه، يواجه "ميلي"، الاقتصادي الليبرالي الذي تولى منصبه في ديسمبر الماضي، معارضة قوية من نواب في الكونجرس الأرجنتيني، وقيادات عمالية، جراء قراراته التي أطاحت بالكثير من القيود والضوابط الحالية.

ووصف موقع "أكسيوس" الأمريكي، الرئيس "ميلي" -الذي أعلن عن نيته لتحرير اقتصاد الأرجنتين المتعثر- بأنه "كان بمثابة نجم الشباك" للنخبة الجالسة في منتدى دافوس هذا الأسبوع، على الرغم من أنه وصف تغير المناخ بأنه "كذبة اشتراكية".

إنقاذ الاقتصاد

في نهاية ديسمبر، أعلن "ميلي" إنه وقّع مرسومًا رئاسيًا لتحرير الاقتصاد الوطني المتعثّر، من خلال تعديل أو إلغاء أكثر من 300 من القيود واللوائح والضوابط المعمول بها حاليًا، بما في ذلك المتعلقة بالإيجارات وقوانين العمل.

وقال "ميلي" في خطاب بثّه التلفزيون الرسمي للبلاد: "الهدف هو بدء المسار نحو إعادة إعمار البلاد، وإعادة الحرية والاستقلالية للأفراد، والبدء في نزع سلاح الكم الهائل من اللوائح التي عرقلت وأعاقت ومنعت النمو الاقتصادي في بلدنا".

وأوضح الرئيس، الذي انتُخب في نوفمبر الماضي، أنّه من بين الإجراءات التي سيشتمل عليها المرسوم إلغاء قانون الإيجارات لكي يبدأ سوق العقارات في العمل بسلاسة من جديد "وحتى لا يكون الإيجار معضلة".

وأضاف أنّه سيتمّ أيضاً إلغاء القوانين التي تمنع خصخصة الشركات العامّة، مشيرًا إلى أنّ هذه الشركات سيتمّ تحويلها بأسرها إلى شركات محدودة المسؤولية تمهيدًا لخصخصتها.

كما أعلن "ميلي" عزمه على تحديث قانون العمل لتسهيل عملية خلق فرص عمل حقيقية، وتعديل قانون الشركات حتى تتمكن أندية كرة القدم من التحول إلى شركات محدودة المسؤولية.

واشتمل المرسوم على تعديل وإلغاء سلسلة طويلة من القيود التنظيمية الأخرى في قطاعات شتّى تتراوح من السياحة والإنترنت عبر الأقمار الصناعية والصيدلة والزراعة والتجارة الدولية.

أيضًا، أعلنت إدارة الرئيس الأرجنتيني أن حكومته لن تجدد عقود أكثر من خمسة آلاف موظف تم تعيينهم قبل توليه منصبه.

متظاهرة تحمل لافتة "الأرجنتين تريد العدالة" خلال احتجاجات مناهضة للحكومة – أرشيفية
كرة مدمرة

وصف تقرير "أكسيوس" قرارات الرئيس الأرجنتيني بأنه أشبه بـ"كرة مدمرة"، في وقت هبطت فيه القيمة الرسمية للعملة "بيزو" إلى النصف.

ونقل عن أليخاندرو فيرنر، الرئيس السابق لنصف الكرة الغربي في صندوق النقد الدولي، قوله إن هذا المسار من "العلاج بالصدمة" يحمل مخاطر هائلة، سواء على الجانب الإيجابي أو السلبي.

وأوضح أن انخفاض قيمة العملة، على الأقل خلال الأشهر القليلة المقبلة، سيؤدي إلى زيادة معدل التضخم في الأرجنتين، الذي تجاوز بالفعل 200٪ في عام 2023.

كما ستؤدي تخفيضات الميزانية التي يسعى إليها "ميلي"، أيضًا، إلى انخفاض دخل الأسرة، فضلاً عن الركود العميق في الأسواق.

وحذّر التقرير من أن الألم الاقتصادي الناتج عن القرارات من شأنه أن يشجع المعارضة الأرجنتينية على التحرك، بما في ذلك في المحاكم، التي علقت بالفعل العديد من مراسيمه المبكرة.

فقد أصدرت إحدى محاكم الاستئناف العمالية، في نهاية ديسمبر، قرارا مؤقتا بتعليق إصلاحات الرئيس لسوق العمل. وبالتالي تعليق جزء مهم من مرسوم الطوارئ الذي أصدره، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام محلية.

كما أقامت أكبر نقابة عمالية في الأرجنتين في وقت سابق دعوى قضائية ضد إصلاحات الرئيس لقوانين العمل.

وقالت المحكمة إن الكثير من الإجراءات في سوق العمل لا يمكن تفعيلها بمرسوم رئاسي يتجاوز البرلمان.

خطة إنعاش

في مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، على هامش فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي في سويسرا، وصفت رئيسة صندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجييفا، الاقتصاد الأرجنتيني بأنه "في حالة سيئة للغاية لدرجة أنه يجب تحريكه".

وأشارت إلى أن "الرئيس ميلي وفريقه يفعلون ذلك بالضبط".

كما استأنف صندوق النقد الدولي برنامجه في البلاد، ما يعني أنه تم فتح 4.7 مليار دولار من الأموال الدولية، وأن التخلف عن السداد ليس وشيكًا. حسب التقرير.

ومع ذلك، لا تزال سندات الأرجنتين يتم تداولها عند نفس مستوى سندات شركة Spirit Airlines الأمريكية، التي انهارت بنسبة 30% إلى أدنى مستوى في تاريخها الخميس الماضي، بعد تقرير لصحيفة وول ستريت يفيد بأن الشركة تستكشف خيارات إعادة هيكلتها.

ويلفت التقرير إلى أنه "يظل نوع ما من التخلف عن السداد أكثر احتمالا من عدمه. حيث يتم طرح الأمر فقط كجزء من خطة إنعاش جريئة، بدلا من تغطيته بالخطاب المناهض للدائنين".

لذلك، يأمل فيرنر أن يكون الكونجرس الأرجنتيني "متعاونًا على الأقل" مع الرئيس الجديد، وأن يساعد الحصاد الزراعي الجيد في تجديد الاحتياطيات الأجنبية للبلاد.

كما أعرب عن أمله في أن ينخفض التضخم إلى معدل سنوي قدره 50٪ بحلول نهاية العام.

ويشير فيرنر إلى أنه من الممكن أن يقوم معارضو "ميلي" في الكونجرس بعرقلة معظم سياساته "وسينتج عن ذلك تضخم مفرط ومدمر".