الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

فادي الغول: "شارع سمسم" تجربة عالمية دفعتني لأكون من القلائل في تحريك الدمى عربيا

  • مشاركة :
post-title
فادي الغول وعدد من الدُمى

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

ارتبط الكثيرون على مستوى الوطن العربي بشخصيات "عالم سمسم"، هذا البرنامج الشهير الذي قدمت منه عدة نسخ في أكثر من دولة بأسماء مختلفة مثل "افتح يا سمسم"، "شارع سمسم"، "حكايات سمسم" وغيرها، فوراء هذا العالم الكبير يقف شخصيات مؤثرة تعمل في تحريك الدمى والعرائس التلفزيونية، فكان الفنان الفلسطيني فادي الغول واحدًا من أبرز العاملين في مهنة تحريك الدمى، إذ يمتلك خبرة لأكثر من ربع قرن في هذا المجال، ومن القلائل المؤثرين فيه. 

مهنة صعبة ونادرة

يقول فادي الغول إن تحريك وتمثيل الدمى التلفزيونية مهنة نادرة جدًا وصعبة ومعقدة في نفس الوقت، إذ يعمل في هذا المجال عدد قليل لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة على مستوى الوطن العربي، وأنا سعيد أنني أعمل في هذا المجال، والذي يتطلب مواهب عديدة مختلفة عن أي مهنة فنية أخرى.

يبدو أن موهبة فادي الغول في مجال التمثيل ساعدته في مجال تحريك العرائس، إذ يقول عن ذلك في حواره مع موقع "القاهرة الإخبارية": "محرك العرائس يجب أن يكون ممثلًا ويمتلك خامة صوت يستطيع أن يقدم تنوعًا صوتيًا وطبقات مختلفة لتجسيد شخصيات مختلفة، كما يجب أن يمتلك لياقة جسدية عالية لأنه يعتمد على التعامل بالعضلات واستخدام اليدين والقدمين، حيث يجلس الممثل في وضعيات صعبة جدا إما نائمًا أو راكعًا على ركبتيه بوضعيه تكاد أن تكون ضيقة جدا للتحريك كما يتصل بجسد الشخص مجموعة أدوات مثل الميكروفون وأجهزة لاسلكية "wireless"، وأمامه شاشة صغيرة لمعرفة المشهد الذي يصوره وما يدور حوله، ويكون أمامه النص الذي يقرأ من خلاله الحوار، فالشخص الذي يحرك دمية تلفزيونية يحتاج تقنيات كثيرة يحاول تعلمها للدمية نفسها فكل دمية تختلف عن الأخرى، إما وحش صغير أو حيوان كبير، وكل دمية منهم لها حركتها ونظرة معينة، فهي عملية معقدة، ولا أستطيع أن أعبر عن هذه العملية بالسرد الشفهي ولكن لابد من رؤية الصورة الكاملة لمعرفة الجهد المبذول فيها".

يضيف الغول، أن هناك الكثير من الأشخاص الذين حاولوا تقديم هذا الفن ولكن لم يستطيعوا استكماله لأنه بحاجة إلى امتلاك الشخص خبرة قوية، فقبل حوالي 25 عامًا سنحت لي الفرصة أن أبدأ في هذا المجال وأصبح من أشهر من يعلمون فيه على مستوى الوطن العربي.

بداية المشروع

يسترجع الغول خطواته الأولى في مجال فن تحريك الدمى التلفزيونية من خلال التجربة الشهيرة على مستوى الوطن العربي "عالم سمسم"، والذي قدمت منه نسخ كثيرة عربيًا بأسماء متقاربة ومتشابهة فيقول عن ذلك: "من حسن حظي أنني بدأت في مشروع عالمي يحمل اسم "شارع سمسم" وهو مشتق عنه مجموعة أجزاء عربية معروفة من بينها "افتح يا سمسم" الذي أنتج في الثمانينيات بالدول العربية، إذ تعلمت على يد خبراء أجانب حول العالم وكان لدي مشاركات دولية بدورات عديدة في نيويورك وبريطانيا، وتنقلت بين الدول العربية لتقديمه مثل الأردن ودول الخليج، ثم عملت كأحد الممثلين الرئيسيين في "شارع سمسم" الفلسطيني، وكنت أحرك فيه شخصية حنين، وحققت هذه الشخصية شهرة كبيرة في الشارع الفلسطيني وكانت قريبة للأطفال وكنت أمثل وأقدم فيها الصوت بشكل خاص، وحظيت بحب الأطفال وتربوا عليها كشخصية معروفة في شارع سمسم".

شهرة عربية ومشاركات دولية

بعد أن حقق الغول شهرة في هذا المجال، تمت دعوته لتقديم الكثير من الأعمال لتحريك العرائس إذ يقول عن ذلك: "سافرت إلى الأردن وقدمت "حكايات سمسم" ولعبت الشخصية الرئيسية بالبرنامج وهو "جلجل" وقدمت عدة أجزاء منها، كما توجهت إلى بريطانيا وقدمت دمى للأطفال من خلال محطة أم بي سي والتي كان مقرها في لندن وحركت الدمية الرئيسية في قناة الأطفال التي كانت تبث من بريطانيا آنذاك، كما قمت بتدريب وتعليم الكثير من الأشخاص على هذا المجال".

"حروف ورسوم"

لا يزال فادي يمتهن هذه المهنة والتي يجمع فيها بين التمثيل والتحريك، بجانب عمله الرئيسي كممثل، فيقول عن ذلك: "لازالت أعمل في محطة براعم العربية، حيث إنني أشارك فيها منذ 10 سنوات، وأعمل على تجسيد أحد الأشخاص الرئيسية من خلال برنامج عربي معروف يسمى "حروف ورسوم"، الدمية نون وهو معروف عند الكثيرين باعتباره برنامج تعليمي يعلم الأطفال ويثقفهم في سن ما قبل المدرسة، وكل الأعمال التي شاركت فيها كممثل دمى متحركة، فكلها أعمال تعليمية هادفة من خلال تعليم الأطفال أساليب عديدة باستخدام الترفيه".

إنتاج مئات الحلقات

يؤكد أن هذه المهنة أعطته وعلمته الكثير، حيث يقول: "أنتجت مئات الحلقات الفنية في مختلف دول الوطن العربي، وأقدم موسمًا جديدًا لـ "حروف ورسوم" وهي مهنة صعبة وغير متوفر الإنتاج بهذا الفن، وهو يحتاج طاقة فنية كبيرة، كما إنني فخور بأنني فنان فلسطيني استطاع أن يتميز بهذا النوع من الفن ويمتلك هذه الموهبة والخبرة التي أعطتني بصمة إضافية لكوني فنانًا متعدد المواهب".