تشهد العديد من الولايات في أمريكا فوضى كبيرة بسبب العواصف الشتوية الجليدية القادمة من القطب الشمالي، وأُعلنت حالة الطوارئ، وأغُلقت المدارس، وتم إلغاء آلاف الرحلات بعد تجمد المطارات، كما تم حظر القيادة في العديد من الأماكن بعد وصول الثلوج إلى مستويات قياسية، وانقطعت الكهرباء عن المنازل، وقُتل ما يصل إلى 19 شخصًا في جميع أنحاء الولايات، وعثرت السلطات على بعض المواطنين في حالة تجمد بالشوارع.
حالة الطوارئ
وتضرب العواصف الجليدية شمال غرب المحيط الهادئ، حيث تتساقط الثلوج بكثافة على الجبال والمطارات، ووصلت الثلوج إلى مسافة بوصة كاملة من نهر كولومبيا الضيق على طول الحدود بين أوريجون وواشنطن، وأشارت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، إلى أن مدينة كنتاكي أصبحت مغطاة بالثلوج تمامًا بسبب العاصفة الثلجية الكبيرة.
كما تم إعلان حالة الطوارئ حتى 27 يناير، في جميع أنحاء ولاية تينيسي، وذلك بعد أن تأكدت السلطات من وصول بعض المناطق في الولاية إلى ما يقرب من 10 درجات تحت الصفر، وهو أعلى من متوسط إجمالي الشتاء في المدينة منذ عام 1991 إلى عام 2020 بمعدل 4.7 درجة.
كذلك أعلنت مقاطعة أوريجون بدورها الطوارئ بعدما تعرضت لأضرار جسيمة نتيجة العاصفة، وشددت حاكمة الولاية على أن حالة الطوارئ ستدعم الوصول إلى الموارد الحيوية الفيدرالية للمساعدة في جهود إعادة الإعمار والتعافي.
ترشيد وحظر
وأدت العواصف، اليوم الأربعاء، إلى انقطاع الكهرباء عن أكثر من 75 ألف شخص بولاية أوريجون، بجانب اختفاء الخدمة عن أكثر من 80 ألف عميل بمنطقة بورتلاند، بينما حثت ولاية تينيسي 10 ملايين أمريكي يبحثون عن التدفئة، بضرورة ترشيد الاستهلاك، وخفض استخدام الكهرباء وخفض درجة حرارة الأجهزة إلى 68 درجة أو أقل، عقب الرياح الباردة التي أدت إلى وصول درجات الحرارة إلى تحت الصفر.
كما فرضت السلطات الأمريكية حظرًا على القيادة في محيط 7 مدن رئيسية بالولايات، بما في ذلك جميع القرى المحيطة، بعد تساقط الثلوج بكثافة منذ منتصف الليل حتى اليوم وغطت البحيرات المتجمدة بالفعل، وأكدت الصحيفة إلغاء أكثر من 10500 رحلة طيران بسبب ذلك، وطالبت المواطنين بتجنب الوجود في الخارج قدر الإمكان.
أشخاص متجمدون
ونقلت صحيفة "الإندبندنت" عن العديد من السلطات في الولايات تأكيدهم حدوث وفيات بسبب موجة الطقس الباردة، حيث تبين وفاة ستة أشخاص في ولاية تينيسي في حوادث تتعلق بالطقس، كما تم العثور على ثلاثة رجال مشردين متجمدين في الشوارع الباردة بولاية ويسكونسن.
ويحقق مسؤولو مقاطعة بورتلاند أيضًا في حالتي وفاة عُثر عليهما ميتين داخل منزلهما بسبب انخفاض حرارة الجسم، كما توفي أمريكي آخر في ولاية ميسيسيبي أثناء القيادة على الطريق السريع، في حين أبلغت ولاية تينيسي عن حالة وفاة أخرى بسبب الطقس، بينما يحقق مسؤولو مقاطعة أوريجون في خمس وفيات محتملة بسبب انخفاض حرارة الجسم، مع مقتل شخصين آخرين سقطت الأشجار على منزليهما.
أزمة المناخ
وربطت الصحيفة ما يحدث في الولايات المتحدة الأمريكية بأزمة المناخ والاحتباس الحراري، مشيرين إلى أن الرياح القطبية والثلوج، تكشف الوجه الحقيقي لأزمة المناخ، وهي مسؤولة بصفة مباشرة عن التوترات في ارتفاع درجات الحرارة والجفاف والأمطار الغزيرة والفيضانات التي تجتاح العالم.