"حفّز العالم وتحلى بالذكاء لقيادة أسلحة العصر، وجعل من قضية الحرب في بلاده حربًا على الديمقراطية".. أسباب وجدتها مجلة "التايم" الأمريكية كافية لتجعل من الرئيس الأوكراني شخصية العام.
اختارت مجلة تايم الأمريكية، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، شخصية عام 2022، وذلك في أعقاب ما وصفته بـ"شجاعة وذكاء" تحلى بهما في مجابهة معركته مع الهجوم العسكري الروسي لبلاده منذ 9 أشهر.
حفّز العالم
كتب رئيس تحرير المجلة إدوارد فيلسنتال "سواء كانت المعركة من أجل أوكرانيا تثير الأمل أو الخوف، فإن فولوديمير زيلينسكي حفّز العالم بشكل لم نشهده منذ عقود".
وثمّن مقال "التايم" ثبات زيلينسكي وقراره المصيري بعدم الفرار من كييف، في أعقاب شن روسيا عملية عسكرية على بلاده في 24 فبراير الماضي، بل قرر "البقاء وحشد الدعم" .
في كل مكان
اعتبر مقال "التايم" خطابات رئيس أوكرانيا عبر الفيديو على "تليجرام" لشعبه منذ اللحظة الأولي، وما تبعها من خطابات للبنك الدولي ومجلس الأمن، وحصوله على جائزة جرامي، تأكيدًا على وجوده في كل مكان، ونجاحه في إطلاق موجة من الإجراءات اجتاحت العالم.
ذكر المقال: "من أول منشور له على إنستجرام مدته 40 ثانية في 25 فبراير يوضح فيه أن مجلس وزرائه والمجتمع المدني كانوا سلميين وفي مكانهما، إلى الخطابات اليومية التي ألقيت عن بُعد إلى مجالس البرلمانات والبنك الدولي وجوائز جرامي، رئيس أوكرانيا كان في كل مكان".
العالم رفع عَلم أوكرانيا
ضربت "التايم" بتوحيد صوت غالبية دول العالم حول قضية أوكرانيا مثالًا على نجاح زيلينسكي واستحقاقه ليكون شخصية العام بالنسبة للمجلة الأمريكية،
أشار المقال إلى إدانة 141 دولة في الأمم المتحدة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، ووصف من صوّت لصالح موسكو بـ"الديكتاتوريات".
ولفتت "التايم" إلى التضامن الغربي والأوروبي مع أوكرانيا، وتدفق الدعم المالي والمادي والإنساني والعسكري لها، إذ انسحبت، وقتها، الشركات الكبرى من روسيا بشكل جماعي، ما سلبها المليارات من الإيرادات، وأطعم أصحاب المطاعم الجياع، وطار الأطباء لمساعدة الجرحى، ورُفع عَلم أوكرانيا عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ وأضاءت ألوانه؛ الأزرق والأصفر، معالم من طوكيو مرورًا بساندوسكي إلى أوهايو.
استراتيجية زيلينسكي: انقذوا أوكرانيا لتنقذوا الديمقراطية
قال مقال "التايم" إن زيلينسكي بفطرته كفنان سابق، أدرك أهمية الاهتمام وأنه العملة الأكثر قيمة على الأرض، وتعمد أن "يركز بالليزر على إبقاء أعين العالم على أوكرانيا"، ورغم علمه بأنه يحاصر السوق العالمية تقريبًا، كرر رسالته بصراحة وسخرية أحيانًا "يجب إنقاذ أوكرانيا لإنقاذ الديمقراطية".
قيادة ناجحة لأسلحة العصر الرقمي
ضرب مقال "التايم" مثالًا بإغلاق 847 فرعًا لشركة ماكدونالدز الأمريكية الشهيرة، في موسكو، والتي تعد رمز " العولمة ما بعد الحرب الباردة"، على نجاح قيادة زيلينسكي لأسلحة العصر الرقمي واضطرار قادة الأعمال والسياسيين في كل مكان إلى" الانتباه واتخاذ موقف، سواء أحبوا ذلك أم لا".
حصل زيلينسكي على نصيبه من النقد. أثار قراره التقليل من شأن خطر الغزو، بما في ذلك عدم مشاركته مع زملائه المواطنين الأمريكيين المخابرات الأمريكية التي كانت وشيكة، غضب الكثيرين في بلاده.
هل يحرر أوكرانيا؟.. زيلينسكي نفسه لا يعرف
أشار مقال "التايم" إلى تساؤلات حول ما إذا كان زيلينسكي ملتزمًا بما يكفي لتحرير بلاده من بطش فلاديمير بوتين دون إشعال الحرب العالمية الثالثة.
ونقلت "التايم" عن زيلينسكي قوله في حوار خاص له أنه من السابق لأوانه القول ما إذا كانت جهوده ستؤدي إلى النجاح، قائلًا: "في وقت لاحق سيتم الحكم علينا".