الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

شفيق جلال.. رحلة "موال بطعم الصبر "

  • مشاركة :
post-title
شفيق جلال

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

صوت شعبي أصيل، صاحب أداء وشكل مميز، ساعد المطرب الراحل شفيق جلال في الوصول للمصريين، فكان أبرز من تغنوا بفن الموال وأسهم في انتشاره، فنسج بصوته أغانٍ لخصت الكثير من مواقف الحياة. 

أثرت نشأة شفيق جلال - الذي ولد في مثل هذا اليوم 15 يناير 1929 - في بيئة شعبية على انتمائه وإخلاصه لهذه الطبقة وتعبيره عنها، حتى أنه ظل يرتدي الجلباب الشعبي حتى بعد شهرته، فهو ابن منطقة الدرب الأحمر بالقاهرة، وله أصول صعيدية، عاش ظروفًا مادية صعبة بين أشقائه الأربعة، وهو ما أسهم في إحساسه بغيره، إذ يقول في لقاء تلفزيوني سابق عن ذلك: "كان عندي 4 أشقاء، وتعلمت العطاء منذ الصغر، وكنت أنتظر والدي حتى ينتهي من طعامه لأتناول ما تبقى منه من لقيمات صغيرة، ولذلك بعد شهرتي حافظت على مظهري الشعبي".

صدفة النجومية

لعبت الصدفة دورًا في تغيير مجرى حياة شفيق بأن يخطو أولى خطوات الشهرة، فتحول من مطرب مغمور يقدم فقرات صغيرة في نهاية الحفلات لأشهر من تغنى بفن الموال الشعبي، إذ أعطى المطرب عبدالحليم حافظ الفرصة له للغناء بدلًا منه في إحدى حفلاته، ويقول شفيق عن ذلك في لقاء تلفزيوني سابق: "لم يكن عبدالحليم حافظ من المطربين الذين يحقدون على أحد، وفضّل أن يسمع مني موال الصبر بدلًا من الصعود لحفلته، وأعطى لي الفرصة للغناء مكانه بدلًا من غنائي بنهاية الحفل في الخامسة صباحًا".

الفن عطاء

رغم ما تمتع به شفيق جلال من موهبة كبيرة، لكن لم يكن يُفضل تحقيق مكاسب مادية، إذ إنه كان يعتبر الفن عطاءً، وقال في لقاء تلفزيوني سابق: "أنظر للفن على أنه عطاء، وجنيت ثمرة هذا العطاء بحب الناس، فعندما ظهرت مع الفنان الراحل علي الكسار في روض الفرج، كنت أتقاضى أربعين قرشًا، وغنيت لكبار الملحنين، وأعتبر نفسي هاوٍ في طريق الفن، ولذلك كانت الناس تشم رائحة الشارع المصري في أغانيي".

لم يهب شفيق جلال عطائه للفن فحسب بل لنجله الوحيد جلال شفيق، وقال عن ذلك: "لدي ولد واحد وهو جلال، اختلفت مع والدته في عمر شهرين، فأعطيت له عمري وحياتي وتكفلت بتربيته لوحدي وضحيت من أجله".

الصبر أسلوب حياة

"الصبر" لم يكن مجرد موال تغنى به شفيق جلال لجمهور، بل أسلوب حياة عاشه وتربى عليه، فيقول عن ذلك: "صبرت كثيرًا وكافحت من أجل الوصول لما أصبحت عليه بعد ذلك، وأشعر أن الطبقة الشعبية تعتز بوجودي، والطبقة الأرستقراطية تحب سماع مواويلي، وتغنيت للصبر كثيرًا، ورغم أن موال الصبر تغنى به أستاذي محمد الكحلاوي قبل 10 سنوات من غنائي له ومن بعدي قدمه عبدالحليم حافظ، لكن كل فنان له طريقة، فغنيت موال الصبر لكي أُصبر نفسي".

قدم شفيق جلال الكثير من المواويل والأغاني مثل "أمونة بعتلها جواب، شيخ البلد، موال الصبر، الأصيل، أم الخلخال، كحل العين، عمران وبهانه، بنت بحري، ويا حسرة عليها"، وغيرها الكثير ليسجل اسمه في قائمة أشهر المطربين في تاريخ الأغنية الشعبية المصرية.

اتجه للعمل في التمثيل خلال الأربعينيات، من خلال فيلم "سر طاقية الإخفاء"، ثم قدم الكثير من الأعمال مثل "خلي بالك من زوزو، حكايتي مع الزمان، وأميرة حبي أنا"، وغيرها الكثير، إذ قدم نحو 59 عملًا سواء شارك بالغناء أو التمثيل، ليرحل بعد مسيرة فنية حافلة منتصف مارس عام 2000، تاركًا إرثًا فنيًا كبيرًا.