سارع بيت الترفيه في الصين، شنجهاي "ديزني لاند"، بالإعلان عن استقباله الزوار، فور إعلان سلطات البلاد التراجع عن بعض أكثر القيود صرامة لمكافحة كوفيد- 19، في خطوة بدت أنها استجابة لصوت الاحتجاجات التي جابت المدن أخيرًا للتنديد بسياسية "صفر كوفيد" والتي شلت الحياة اليومية، ووجهت ضربة قاسية للاقتصاد.
شنجهاي ديزني لاند يستقبل الزوار
أعلن متنزه شنجهاي ديزني لاند، فور الإعلان الصيني التراجع عن بعض القيود، أن المتنزه الترفيهي سيعاد فتحه للزوار اعتبارًا من الغد الخميس.
وأُغلق المتنزه في 29 نوفمبر الماضي امتثالًا للإجراءات التي اتخذتها الصين للوقاية من كوفيد-19.
لا إغلاق للأحياء السكنية والعزل في المنازل
تضمن إعلان الصين، اليوم الأربعاء، حصر نطاق الإغلاق في الطوابق والمباني السكنية فقط، وليس أحياء ومناطق كاملة، كما كانت تفرض بالسابق ضمن تدابيرها الخاصة لمكافحة الفيروس.
وبموجب الإعلان سيتمكن من تَثبُت إصابتهم بالفيروس من العزل في منازلهم بدلًا من المستشفيات المكتظة بالمصابين، كما ستعود المدارس التي لم يتفش فيها الفيروس إلى التدريس مباشرة في الفصول.
احتجاجات أخذت منحى خطيرًا
اتخذت احتجاجات الشوارع، التي خرجت أخيرًا في العديد من مدن جمهورية الصين الشعبية ضد سياسة "صفر كوفيد" الصارمة، منحى غير متوقع، وخطيرًا، في البلاد التي لم تعرف تعبئة بهذا الحجم الجغرافي سوى في التظاهرات المنادية بالديمقراطية عام 1989.
تصاعد المواجهات التي وقعت بين قوات الأمن والمحتجين خلّفت إصابات من الجانبين، بعد أن قررت السلطات في الصين قمع ما اعتبرته "القوات المعادية" للبلاد.
وبدأ فتيل الاحتجاجات في 25 نوفمبر الماضي عندما شبَّ حريق ضخم بأحد الأحياء السكنية في مدينة أورومتشي، عاصمة إقليم شينجيانج شمال غربي الصين، فيما حالت القيود الصارمة من وصول وحدات الدفاع المدني لإطفائه في الوقت المناسب ما خلّف 10 ضحايا، وعددًا من الجرحى، كما ترددت أنباء عن أن أفراد الأمن العاملين على تنفيذ القيد حالوا دون خروج السكان هربًا من الحريق بالحي، ما أشعل الشارع ضجًا بهذه القيود الصارمة.
"سياسة صفر كوفيد" تدخل عامها الرابع وسط اضطراب الحياة اليومية والاقتصاد
تركت سياسة بكين الصارمة أثرًا بالغًا على الحياة اليومية للشعب الصيني شملت الوظائف والسفر والترفيه، وبدورها أضرت بثاني أكبر اقتصاد في العالم، وأفقدته موثوقيته لدى شركائه التجاريين نتيجة تعطل سلاسل التوريد.
ولم تغير الصين كثيرًا من سياستها الصارمة منذ ظهور الفيروس لأول مرة في نهاية عام 2019 ، رغم احتفاء منظمة الصحة العالمية قبل عامين بنجاحها في التغلب على الفيروس.
تشنجدو أحدث مثال للإغلاق
وباعتبار مدينة تشنجدو، أحدث مدينة يتم إغلاقها، مطلع سبتمبر الماضي، أصدرت الصين أمرًا لنحو 21 مليون شخص بالبقاء في منازلهم، مع السماح لشخص واحد فقط من كل أسرة بالخروج لشراء السلع الأساسية.
وامتثالًا لوضع وصفته السلطات الصحية في البلاد بأنه "معقد وخطير" تم منع الناس من دخول أو مغادرة مدينة تشنجدو مع إمكانية خروج من يُظهر دليلًا على اختبارات خلوه من فيروس كورونا لشراء الضروريات فقط.
وعلّقت السلطات على أثر الإغلاق فصل الخريف الدراسي في المدارس، كما تم وقف الرحلات الجوية.
صندق النقد يخفّض توقعاته لنمو اقتصاد الصين
وخفّض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو الاقتصادي في الصين لعامي 2022 و2023 إلى 3.2 في المئة و4.4 في المئة على التوالي، عازيًا تقديراته إلى عمليات الإغلاق المتكررة في البلاد، والتي أثّرت على اقتصاده بالسلب.
ودخل الاقتصاد الصيني في أسوأ حالاته منذ أوائل عام 2020، مدفوعًا بسياسات الإغلاق.
هل تودع الصين سياسات صارمة وغريبة
شنت الصين حملات معقدة وصارمة وغريبة في بعض الأحيان لمكافحة فيروس كوفيد-19، مقارنة بتدابير دول حالتها الوبائية أسوأ من الصين، حيث رصدت وسائل إعلام محلية إيقاف قطار فائق السرعة وإدخال ركابه إلى مركز عزل بعد ربط أحد الركاب بمجموعة مصابة بالفيروس، والتقاط مشاهد فوضوية في شنجهاي، بينما كان يحاول مسؤولو الصحة إخراج المتسوقين بأحد المحلات التجارية الكبرى، لحجر شخص كان مخالطًا لشخص مصاب، كما انتشرت لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، تُظهر الأسماك وسرطان البحر تخضع لاختبار الإصابة بكوفيد، وفق رصد أورده موقع "بي بي سي" الإخباري.