بدا زعماء أكبر الاقتصادات في العالم مستعدين، اليوم الثلاثاء، لإيصال رسالة قوية بشأن إدانة الهجوم الروسي على أوكرانيا، حيث حث الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، المجموعة على مواصلة الضغط على موسكو لوقف حربها المستمرة منذ تسعة أشهر، التي دمرت أوكرانيا وعكرت صفو الاقتصاد العالمي.
مسودة إعلان قادة مجموعة الـ20 للاقتصادات الرئيسية التي هي قيد المناقشة، اليوم الثلاثاء، تُكرر إدانة الأمم المتحدة للحرب الروسية على أوكرانيا، مع الاعتراف بوجهات النظر المختلفة بين الأعضاء.
دعوة لعزل روسيا
وتعكس الصياغة الدقيقة للبيان التوترات السائدة في القمة، التي تضم روسيا والصين والتحدي الذي تواجهه الولايات المتحدة وحلفاؤها لعزل حكومة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتسعى بعض الدول إلى تجنب التورط في الصراع بين القوى الكبرى.
البيان الذي اطلعت عليه وكالة "أسوشيتد برس"، اليوم الثلاثاء، يندد بأشد العبارات عدوان روسيا الاتحادية، كما يطالب بانسحابها الكامل وغير المشروط من أراضي أوكرانيا.
النظرة المالية العالمية تزداد قتامة
أشارت مسودة بيان مجموعة العشرين أيضًا إلى أن هناك اختلافًا في وجهات النظر، بشأن الوضع والعقوبات ضد روسيا، معتبرة أن مجموعة العشرين ليست منصة لحل المشكلات الأمنية.
وفي القمة، انضم زيلينسكي إلى بايدن في محاولة لإقناع قادة مجموعة العشرين، بالمزيد من عزل روسيا دبلوماسيًا واقتصاديًا، بالرغم من النظرة المالية العالمية التي تزداد قتامة واختبرت قدرة العديد من الدول.
يُلقي التضخم والاقتصادات المتباطئة بثقلهم على عاتق الدول التي فرضت عقوبات على روسيا لهجومها على أوكرانيا، وزعزع ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء استقرار نشاط الأعمال حول العالم، فيما تستعد معظم دول أوروبا لشتاء دون واردات روسية من الغاز الطبيعي.
الحرب لم تنته بعد
في افتتاح القمة، قال الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، المضيف للحشد: "إن لم تنته الحرب، فسيكون من الصعب على العالم المضي قدمًا".
في خطاب مصور للقادة من كييف، أكد زيلينسكي على 10 شروط، لإنهاء الصراع الذي اندلع في فبراير، منها انسحاب كامل للقوات الروسية واستعادة أوكرانيا كامل السيطرة على أراضيها. وتحدث الرئيس الأوكراني بعد أيام على استعادة أوكرانيا مدينة خيرسون الاستراتيجية من القوات الروسية.
وقال زيلينسكي: "لا يجب أن يُعرض على أوكرانيا التنازل عن ضميرها وسيادتها وأرضها واستقلالها، لقد كانت أوكرانيا دائمًا رائدة في جهود حفظ السلام، وشهد العالم ذلك، وإذا كانت روسيا تقول إنها تريد إنهاء الحرب، فلتثبت ذلك بالأفعال".
تكثيف الضغط على روسيا
من جانبه، حث شارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبي، القوى العالمية على تكثيف الضغط على روسيا، لكن لم يتضح عدد الدول التي قد تتبنى الخطاب الصارم نسبيًا في بيان ختامي.
في القمة، عقد بايدن اجتماعًا ثنائيًا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي لعب دورًا محوريًا هذا الصيف في الوساطة باتفاق لفتح صادرات الحبوب الأوكرانية لتخفيف أزمة نقص الغذاء عالميًا.
والتقى بايدن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الذي يعتبر تعاونهما مهمًا في تأمين حد أقصى تسعى الولايات المتحدة، لفرضه على سعر النفط الروسي لتقليل أرباح موسكو التي تستثمرها في قاعدتها الدفاعية.
لا ينبغي تسليح الاقتصاد العالمي
أما مسؤولو الصين فقد امتنعوا إلى حد كبير عن انتقاد الحرب الروسية علنًا، بالرغم من تجنب بكين دعم الروس علنًا، إذ لم تزودهم بأسلحة على سبيل المثال.
وقال بايدن، إنه خلال اجتماعه أمس الإثنين، مع نظيره الصيني شي جين بينج، ناقشا الحرب "وأعادا تأكيد اعتقادهما المشترك" بأن استخدام أو حتى التلويح باستخدام الأسلحة النووية "غير مقبول على الإطلاق"- في إشارة إلى تهديدات موسكو المبطنة باستخدام أسلحة ذرية مع تراجع غزوها لأوكرانيا.
وأخبر "شي" قادة مجموعة العشرين، أنه لا ينبغي تسليح الاقتصاد العالمي.
وأضاف في تصريحات مترجمة "علينا أن نعارض بالكامل محاولة تسييس قضايا الغذاء والطاقة أو استخدامها كأدوات وأسلحة".
بعد لقاء مع شي، صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنهما دعيا "لاحترام وحدة أراضي وسيادة أوكرانيا".
وفي تغريدة، قال ماكرون: إن فرنسا والصين عازمتان على وضع حد لتصعيد الحرب في أوكرانيا والتعامل مع عواقبها.