الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا، ضد الحوثيين في اليمن، تنذر بمعركة طويلة الأمد أمام خصم حازم، يمتلك ترسانة كبيرة من الصواريخ الباليستية والمسيرات، وفق لما ذكرت صحيفة" التليجراف" البريطانية.
وأعلن الحوثيون، اليوم الجمعة، عن استشهاد 5 أشخاص وإصابة 6 آخرين في الضربات الجوية التي شنتها القوات الأمريكية والبريطانية ضد الجماعة في اليمن.
وكشف المتحدث العسكري باسم الحوثيين في اليمن، يحيى سريع، في منشور على منصة "إكس"، عن استهداف 73 غارة، للعاصمة صنعاء ومحافظات الحديدة وتعز وحجة وصعدة، مشيرًا إلى أن "هذا العدوان لن يمر دون رد ودون عقاب".
ونقلت الصحيفة تحذير المعهد الملكي للخدمات المتحدة ومقره لندن، أنه من الصعب على الغرب إضعاف قدرات الحوثيين بشكل فعال.
ولفتت الصحيفة إلى التهديد الصادر من زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، قبل الضربات الأمريكية البريطانية ضدهم، قائلا بأن أي هجوم أمريكي لن يبقى دون رد.
وأوضحت الصحيفة، أن تهديد الحوثي يرتكز على قدرات الحوثيين المتقدمة تقنيًا في مجال الضربات البحرية، والتي تم إطلاقها بالفعل في سلسلة من الهجمات ضد السفن التجارية الدولية في البحر الأحمر، ردًا على العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وقال الجيش الأمريكي إن الحوثيين نفذوا، في وقت سابق أمس الخميس، هجومهم السابع والعشرين على السفن منذ 19 نوفمبر، وتمت الهجمات بالصواريخ الباليستية المضادة للسفن لأول مرة في التاريخ.
وتمتلك جماعة الحوثي في ترسانتها العسكرية، عدة صواريخ بالستية بعيدة المدى، ومن بين أبرزها صواريخ "طوفان"، التي يمتد مداها من 1350 كيلومترًا إلى حوالي 1900 كيلومتر، وفي حال تم إطلاقها من أقصى نقطة في حدود اليمن قبالة البحر الأحمر، قد تصل إلى مدينة إيلات التي تبعد حوالي 1650 كيلومترًا في خط مستقيم، بحسب ما ذكرته شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية.
وتشمل ترسانة جماعة الحوثي صواريخ بالستية مثل "قدس2 وقدس 3 وقدس 4"، وتمتد مداها من 1350 كيلومترًا إلى حوالي 2000 كيلومتر، وبالتالي، فإنها قادرة على الوصول إلى مناطق أبعد من مدينة إيلات وتستهدف العمق الإسرائيلي، قد تصل إلى مدن مثل حيفا التي تبعد حوالي 2000 كيلومتر، أو تل أبيب التي تبعد حوالي 1940 كيلومتر.
والسلاح الأكثر تطورًا بين هذه الترسانة لدى الحوثيين، هو الصاروخ الباليستى "عاصف" الذي يحمل رأسًا حربيًا يبلغ وزنه 1100 رطل (500 كجم) ويبلغ مداه 250 ميلا (400 كم).
كما تشتمل ترسانة أسلحة الحوثيين، الصاروخ الذي يحمل اسم " المندب 2"، ويتم إطلاقه من سطح شاحنة، ويبدو أنه نسخة قريبة من C-802، وهو صاروخ صيني مضاد للسفن تم بيعه لإيران في التسعينيات.
ويمتلك الحوثيون أسطولا من المسيرات التي يمكنها الطيران لمسافة تزيد عن 1500 كيلومتر بحمولة متفجرة، وهو ما يمثل أيضًا تهديدًا حقيقيًا، حسبما ذكر المعهد الملكي للخدمات المتحدة. وتمتلك الجماعة طائرة مسيرة انتحارية تسمى "صماد 3"، ويمتد مداها من 1200 إلى 1500 كيلومتر.
كما يمتلك الحوثيون مجموعة من صواريخ كروز المضادة للسفن المتاحة لهم، فضلا عن القدرات اللازمة لنشر طائرات بدون طيار وقوارب انتحارية غير مأهولة، حسب ما ورد في تحليل المعهد الملكي للخدمات المتحدة.
ولفتت "التليجراف" إلى أن المشكلة الرئيسية التي تواجه التحالف ليست صعوبة اعتراض صواريخ الحوثيين والطائرات بدون طيار في حد ذاتها، بل تكلفة القيام بذلك وعدم التطابق بين الفعالية التكتيكية والاستراتيجية".
ونقلت الصحيفة عن المعهد الملكي للخدمات المتحدة، إن الحوثيين خصم مثابر وحازم، ومن غير المرجح أن يوقفوا ضرباتهم لمجرد أنها غير فعالة.