منذ إغلاق حدودها في عام 2020 بسبب تفشي فيروس كورونا، تستعد كوريا الشمالية لحدثين تاريخيين عندما تستقبل لأول مرة سائحين روس ومباراة بين منتخبها للسيدات ونظيره الياباني ضمن تصفيات أوليمبياد باريس 2024، وسط توترات غير مسبوقة تشهدها شبه الجزيرة الكورية.
وتُواجه كوريا الشمالية في الآونة الأخيرة العديد من التحديات الداخلية والخارجية، إذ تُعاني بيونج يانج داخليًا من أزمات اقتصادية كبيرة، وصلت إلى حد المجاعة ونقص الغذاء؛ بسبب السياسات المتشددة التي يتبعها زعيم البلاد كيم جونج أون.
تفاصيل الرحلة
وبحسب إعلان صادر عن شركة "فوستوك إنتور" الروسية -وكالة سفر مقرها مدينة فلاديفوستوك- يستعد مجموعة من السياح الروس لزيارة كوريا الشمالية في أوائل فبراير المقبل.
وتقول الوكالة الرسمية لكوريا الشمالية، إن رحلة السياح الروس تستغرق 4 أيام، يتخللها زيارة المعالم السياحية في بيونج يانج والمتاحف والمعابد.
وستكلف الجولة السياحية المسافرين 750 دولارًا (ما يقارب 66 ألف روبل روسي)، شاملة الإقامة وتذاكر الطيران والتنقلات، بما في ذلك الرحلات الجوية المباشرة من فلاديفوستوك.
وأكدت وكالة السفر، أن المسافرين سيرافقهم مرشدون ناطقون بالروسية من وقت وصولهم إلى كوريا الشمالية وحتى وقت مغادرتهم.
ووفقًا لما نشرته وسائل إعلام روسية، جرى الترتيب لهذه الرحلة السياحية عندما زار حاكم منطقة بريمورسكي كراي بيونج يانج في ديسمبر، لإجراء محادثات .
لماذا السياح الروس؟
خلال العام الماضي، شهدت العلاقات الروسية الكورية الشمالية تحولًا كبيرًا، خاصة بعد "الزيارة التاريخية" التي أجراها الزعيم كيم جونج أون إلى موسكو، وعقد خلالها قمة استثنائية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وخلال القمة، اتفق الزعيم الكوري والرئيس الروسي على تعزيز العلاقات الثنائية في مواجهة التحديات العالمية، إذ تعهد "كيم" بمساعدة روسيا عسكريًا عن طريق توفير جميع الأسلحة اللازمة خلال حربها مع أوكرانيا، متحديًا العقوبات الأمريكية.
ومن جهته، أعرب "بوتين" عزمه تزويد بيونج يانج بالتكنولوجية اللازمة لمساعدتها في إطلاق قمر صناعي عسكري للتجسس، بعدما فشلت مرتين خلال العام الماضي.
مباراة كرة قدم
وتقول شبكة "فوربس" الأمريكية، أن كوريا الشمالية تستعد أيضًا لاستضافة مباراة كرة قدم للسيدات ضمن التصفيات المؤهلة لأولمبياد باريس 2024 ضد المنتخب الياباني، على ملعب كيم إيل سونج في بيونج يانج.
وتعد هذه المباراة الحدث الرياضي الدولي المهم الأول الذي تستضيفه البلاد منذ الوباء، والمرة الأولى التي تسمح فيها بيونج يانج للرياضيين الأجانب بدخول البلاد منذ إغلاق حدودها.