الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

سلام يلوح في الأفق.. الصراع حول "ناجورنو كاراباخ" يقترب من نهايته

  • مشاركة :
post-title
إجلاء أشخاص من إقليم ناجورنو كاراباخ ـ أرشيفية

القاهرة الإخبارية - محمد سالم

في خطوة تشير إلى اقتراب الصراع الممتد منذ تسعينيات القرن الماضي من نهايته، قال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، إن الشروط "تهيأت"، لتوقيع اتفاق سلام مع أرمينيا "عدوتها" الرئيسية، مؤكدًا أنه لا يريد "حربًا جديدة"، بين البلدين، إلا أن الكثير من المراقبين لأزمة البلدين القوقازيين يشيرون إلى أن هناك الكثير من الخلافات ما زالت تباعد بينهما. 

في مقابلة تلفزيونية قال الرئيس الأذربيجاني، إن الأهم هو أن ظروفًا حقيقية لتوقيع معاهدة سلام قد تأمنت، مضيفًا "لهذا السبب علينا أن نعمل بجد على النص". 

الخلاف الرئيسي بين الجارتين، بدأ منذ تسعينيات القرن الماضي، بسبب إقليم "ناجورنو كاراباخ"، الذي استعادته قوات باكو "عاصمة أذربيجان"، في سبتمبر الماضي. 

خاضت الدولتان القوقازيتان حربين، الأولى في تسعينيات القرن الماضي، والثانية في 2020، للسيطرة على الإقليم، الذي نجحت باكو أخيرًا في فرض سيطرتها عليه. 

وأحيت عملية تبادل السجناء، التي أجراها البلدان في ديسمبر الماضي، آمال إبرام اتفاق السلام، إذ اعتبرت بمثابة اختراق دبلوماسي، إلا أن التوترات لا تزال مرتفعة، وتقع الحوادث المسلحة باستمرار على الحدود بين الجارتين، بحسب "فرانس برس". 

كفانا حروبا

ورغم التوترات، أكد الرئيس الأذربيجاني، إنه لن تكون هناك حرب جديدة بين بلاده وأرمينيا، مشددًا على أنه سيبذل كل ما في وسعه لمنع ذلك، مضيفًا "كفانا حروبا". 

واتهم "علييف"، باريس بأنها السبب في "تدهور الوضع في القوقاز"، قائلًا إنها تجهز أرمينيا لحرب جديدة من خلال تزويدها بالسلاح. 

وطالبت أذربيجان التي تأخذ على باريس دعمها لـ "يريفان"، بـ "عدم التدخل"، في شؤونها الداخلية في أعقاب إعلانها توقيف مواطن فرنسي بشبهة التجسس. 

إقليم ناجورنو كاراباخ
قصة ناجورنو كاراباخ

يقع إقليم ناجورنو كاراباخ في منطقة جنوب القوقاز الجبلية بين البحرين الأسود وقزوين، وفي 1923، حصل على وضع منطقة الحكم الذاتي داخل جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفييتية، وفي 1988 مع قرب نهاية الحكم السوفييتي، اندلعت الأزمة عندما بدأت حركة إعادة التوحيد مع أرمينيا في الإقليم، قبل أن يتم إعلان الاستقلال عن أذربيجان في 2 سبتمبر 1991، وتغيير الاسم إلى "جمهورية ناجورنو كاراباخ".

30 ألف شخص

وخلال الفترة منذ عام 1992 وحتى 1994 حاولت أذربيجان السيطرة على الإقليم، في حرب قُتل خلالها 30 ألف شخص، لكنها لم تنجح، واتفق الطرفان على وقف لإطلاق النار، لكنهما فشلا في التوصل لمعاهدة سلام دائم حتى اللحظة.

تجدد القتال

تجدد القتال بين أرمينيا وأذربيجان، بسبب الإقليم، في نهاية سبتمبر 2020، وأسفر عن سقوط قتلى بين العسكريين والمدنيين، ثم أعلنت روسيا في 10 نوفمبر من العام نفسه، التوصل لاتفاق ثلاثي لوقف إطلاق النار بشكل كامل، والبقاء في المواقع الموجودة لدى الطرفين، ونشرت قوات حفظ سلام في المنطقة، بما فيها ممر لاتشين.

معاهدة سلام

عقد البلدان محادثات في 2022، لبحث توقيع معاهدة سلام، بوساطة من روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، قبل أن تقوم "باكو" بعملية خاطفة في سبتمبر 2023، انتهت باستعادة الإقليم في 24 ساعة، بموافقة الانفصاليين على إلقاء أسلحتهم وإجراء محادثات.

وتسببت العملية العسكرية في مقتل 200 شخص على الأقل وإصابة 400 آخرين، بحسب الانفصاليين الأرمن، بينما أشاد رئيس أذربيجان، بعدم تدخل أرمينيا لمساندة الانفصاليين.

وقالت السلطات الانفصالية إنه بوساطة من "فرقة حفظ السلام الروسية"، تم التوصل إلى اتفاق كامل لوقف إطلاق النار، وانسحاب الوحدات والعسكريين من قوات أرمينيا المسلحة، وحل التشكيلات المسلحة لجيش الدفاع عن ناجورنو كاراباخ ونزع سلاحها بالكامل.

وفي سبتمبر الماضي، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن القيادة الأرمينية اعترفت بشكل أساسي بسيادة أذربيجان على كاراباخ، وأشار الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، إلى إمكانية توقيع معاهدة سلام مع أرمينيا قبل نهاية العام "إذا لم تغير يريفان موقفها".

نزوح جماعي

وبعد سيطرة أذربيجان، نزح أكثر من 100 ألف من الإقليم باتجاه أرمينيا، في حين بلغ سكان الإقليم 120 ألف نسمة.