تسببت عاصفة شتوية قارسة ضربت 12 ولاية أمريكية في النصف الشرقي من الولايات المتحدة، أمس الثلاثاء، في أعاصير وتساقط ثلوج بلغ سمكها 15 بوصة في بعض الولايات، وقطعت الكهرباء عن 900 ألف منزل وشركة، وفقًا لصحيفة "التليجراف" البريطانية.
إلغاء رحلات
وبحسب وكالة "رويترز"، تم إلغاء أكثر من 1300 رحلة جوية في جميع أنحاء البلاد، إذ اضطرت المطارات الرئيسية بما في ذلك مطار جون كينيدي في نيويورك إلى إيقاف الطائرات، فيما يرتقب تجميد وحشي من المتوقع أن يغطي المنطقة بدءًا من نهاية هذا الأسبوع.
وتتحرك العاصفة الثلجية الحالية نحو الشمال الشرقي وتغطي بالفعل معظم أنحاء البلاد شرق نهر المسيسيبي، وفقًا لموقع "AccuWeather.com".
الولايات الأكثر تضررًا حتى الآن هي نيويورك وبنسلفانيا، إذ شهدت كل منهما نحو 182 ألف انقطاع للتيار الكهربائي، ونيوجيرسي مع أكثر من 127 ألف انقطاع، وفقًا لبيانات من موقع "PowerOutage.us".
وتأتي العاصفة قبل ما سيكون على الأرجح أبرد طقس في البلاد منذ ديسمبر 2022.
زيادة الطلب على الغاز
وتوقعت بورصة لندن للغاز أن يصل الطلب على الغاز المُستخدم لتدفئة نحو نصف المنازل في البلاد، إلى مستوى قياسي يومي يبلغ 170 مليار قدم مكعب يوميًا، 15 يناير الجاري، و173.7 مليار قدم مكعب يوميًا، 16 يناير 2024.
ووفقًا لـ"رويترز"، قال التجار إنه سيكون من غير المعتاد أن يصل استخدام الغاز إلى مستوى قياسي في 15 يناير، نظرًا لأنه يوافق عطلة يوم مارتن لوثر كينج في الولايات المتحدة، وسيتم إغلاق العديد من الشركات والمكاتب الحكومية لعطلة نهاية أسبوع طويلة.
وإذا حدث ذلك، فإن الطلب على الغاز، بما في ذلك الصادرات، 15 و16 يناير، سيتجاوز الرقم القياسي اليومي الحالي البالغ 162.5 مليار قدم مكعبة يوميًا المُسجل في 23 ديسمبر 2022، وفقًا لبيانات الطاقة الفيدرالية من "S&P Global Commodities Insights".
ويكفي مليار قدم مكعب من الغاز لتزويد نحو 5 ملايين منزل أمريكي بالوقود ليوم واحد، وعلى الرغم من البرد القادم، لم تتفاعل أسعار الطاقة والغاز الفورية كثيرًا مع العاصفة الحالية، لكن العقود الآجلة للغاز ارتفعت بنحو 30%، خلال الأيام الستة الماضية، وتم تداولها عند أعلى مستوى خلال شهرين، عند نحو 3.25 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
عواصف سابقة
شهدت الولايات المتحدة الأمريكية عاصفة الشتوية، ديسمبر 2022، المعروفة باسم "إليوت"، التي كادت أن تتسبب في حدوث كارثة، إذ انهارت أنظمة الكهرباء والغاز الطبيعي في أجزاء من النصف الشرقي من البلاد.
ودفعت عاصفة ديسمبر 2022 بعض شركات الطاقة إلى فرض انقطاعات دورية للحفاظ على الموثوقية الكهربائية بعد فشل العشرات من محطات الطاقة في العمل.
كذلك، شهدت تكساس والولايات الوسطى الأمريكية الأخرى، فبراير 2021، طقسًا شديد البرودة ترك الملايين دون كهرباء ومياه وتدفئة لعدة أيام.