تكافح السلطات البريطانية، للحد من تأثير العاصفة "هينك"، التي ضربت البلاد أمس، وتسببت في فيضانات واسعة، عقب الأمطار الغزيرة، وارتفاع منسوب المياه في نهري "ترينت" و"سيفيرن"، والذي بدوره أدى إلى انقلاب القوارب وعزل مناطق كاملة وغمر المنازل بالمياه، ما دفع السلطات إلى إجراء عمليات إخلاء واسعة للمنازل خوفًا على حياة المواطنين.
فيضانات واسعة
صباح اليوم، أطلقت وكالة البيئة البريطانية 300 تحذير جديد ليصل إجمالي التحذيرات إلى 800 خلال أقل من 24 ساعة، من احتمالية وقوع فيضانات جديدة، مشيرين إلى أن منسوب مياه الأنهار قد يستغرق عدة أيام حتى يتراجع، وهو الأمر الذي وصفته مديرة الفيضانات في وكالة البيئة، لصحيفة تليجراف البريطانية أنه غير معتاد.
وأكدت مديرة الفيضانات كارولين دوجلاس، أن ما يحدث يعود إلى أنه خلال شهري نوفمبر وديسمبر تسببت العاصفتان "بابت" و"سياران" إلى تشبع الأرض تمامًا بشكل لا يصدق بالمياه، ومع غزارة المياه في العاصفة "هينك"، لم تجد المياه مكانًا للذهاب إليه سوى المناطق السكنية ومحطات القطارات والشوارع والمحلات.
وحول مسار هطول الأمطار، كشفت مديرة الفيضانات أنه غير مؤكد للغاية، ولكن هناك احتمال سقوط ما بين 20 إلى 30 ملم خلال ست إلى تسع ساعات عبر جزء من منطقة التحذير، مع احتمال رؤية 40 إلى 50 ملم في بعض الأماكن، اليوم الجمعة، مشيرة إلى أن أكثر من 1000 عقار في جميع أنحاء إنجلترا غمرتها المياه، ومن المرجح أن ترتفع الأعداد.
المياه تحاصر المدن
وسلطت الصحيفة الضوء، على مدينة توكيسسبيري التي غمرتها الفيضانات بعد العاصفة "هينك"، وتم عزلها بالكامل عن محيطها، بعدما غمرت المياه مئات المنازل وعدة قرى، مما اضطر المجالس المحلية إلى إعلان حالة الطوارئ القصوى، بعدما فاضت الأنهار على ضفافها، ووصلت إلى أعلى مستوياتها منذ 20 عامًا في بعض المناطق.
ولم يتبق أمام تلك المدينة التجارية التي تعود للقرون الوسطى، سوى طريق واحد للدخول والخروج، حيث أغلقت الطرق الرئيسية أو غمرتها المياه بسبب الفيضانات، كما غمرت المياه أجزاء من مدينة جلوستر القريبة، بجانب منطقة كواري بارك، وكانت مدينة نوتنجهامشاير من بين المناطق الأكثر تضررا، حيث غمرت المياه ما لا يقل عن 100 عقار في 16 منطقة، وتم إخلاء 500 منزل آخر.
حركة السفن والقطارات
وتأثرت شركات القطارات أيضًا بطوفان المياه، حيث حذرت الشركات من أن العديد من الخطوط لا تزال مغلقة بسبب الفيضانات، ومن المرجح وفقًا للصحيفة أن يستمر هذا الإغلاق لفترات طويلة، وهو ما دفع مقدمي الخدمات لتحذير الناس من التحقق قبل السفر إلى أي مكان، والبقاء في المنزل مع توقع هطول الأمطار الغزيرة على جنوب إنجلترا.
وتأثرت أيضًا حركة السفن، حيث غرقت سفينة تستخدم كمطعم ومكان لإقامة الحفلات في نهر التايمز، ونقلت الصحيفة عن متحدث خفر السواحل قوله، بأن السفينة غرقت بسبب العاصفة "هينك" وما تسببت فيه من الظروف الجوية السيئة، لافتًا إلى أن هيئة ميناء لندن، نصحت السفن بالمرور عبر رصيف تيمبل بحذر شديد.
حصن الحرب الأهلية
"رب ضارة نافعة".. هذا بالضبط ما تسببت فيه العاصفة "هينك"، فبخلاف الكوارث التي تسببت فيها، إلا أنها وفقًا لتليجراف البريطانية، فقد كشفت عن حصن قلعة الحرب الأهلية الإنجليزية التي يبلغ عمرها 400 عامًا، بعد أن ملأت الأمطار الغزيرة والفيضانات منطقة "كامبريدجشير فينس".
الحصن الذي يتم الكشف عنه، يعتبر كما تقول الصحيفة نادرًا جدًا، ويعتبر من بين التحصينات الأكثر تفصيلاً عن الحرب الأهلية (1642-1651)، ويغطي حوالي 60 مترًا مربعًا، والذي تم بناؤه حوالي عام 1643 من قبل قوات أوليفر كرومويل لحماية نقاط العبور على الأنهار المحلية، بما في ذلك نهر جريت أوس.