الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

اتهامات بالخيانة.. التمرد ضد سياسة بايدن في غزة "يعصف" بأركان البيت الأبيض

  • مشاركة :
post-title
بايدن وخلفه نتنياهو خلال تواجده في إسرائيل

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

تسبب الدعم المطلق من جانب إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، للإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة، إلى حدوث حالة من التمرد، ليس داخل الحزب الديمقراطي فحسب، بل طال أركان البيت الأبيض من الموظفين والمتدربين.

وأدت الحرب الإسرائيلية الهمجية على قطاع غزة، منذ 3 أشهر تقريبًا إلى استشهاد أكثر من 22 ألف مدني، أكثرهم من الأطفال والنساء، بجانب عشرات الآلاف من الجرحى، بخلاف المدفونين أسفل أنقاض منازلهم في الشمال، وتهجير نحو 85% من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وأجبروا على العيش في خيام بجنوب القطاع، الذي لم يسلم من القصف المتواصل أيضًا.

الخلاف الكبير

وقوبل دعم بايدن الثابت للحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، بانشقاق متزايد بين أركان الحزب الديمقراطي، خاصة بسبب تجاهل البيت الأبيض دعوات الديمقراطيين في الكونجرس لوضع شروط على المساعدات العسكرية لإسرائيل كوسيلة للضغط على الحكومة الإسرائيلية لتغيير مسارها.

وأشارت الصحيفة، إلى أنه أصبح هناك خلاف كبير، ليس داخل إدارة الحكومة الأمريكية فحسب، بل طالت الاعتراضات سياسة أمريكا تجاه إسرائيل من العاملين والموظفين وحتى المتدربين في البيت الأبيض، الذي وصفته صحيفة "ذي جارديان" البريطانية بـ" التمرد" ضد عدم إجبار إسرائيل على وقف إطلاق النار.

خيانة الوعد

كما تلقى الرئيس الأمريكي جو بايدن، المترشح مرة أخرى لولاية ثانية في انتخابات 2024، تهديدات أخرى من التقدميين والأمريكيين العرب والشباب، بالتخلي عنه في الانتخابات الرئاسية، التي انحصرت بينه وبين ترامب، ويتهم الموقعون، ومن بينهم متدربون عملوا في البيت الأبيض والمكتب التنفيذي للرئيس خلال عام 2022، وصيف عام 2023، الرئيس الأمريكي بأنه "خان" وعده بالسعي لتحقيق المساواة والعدالة من خلال دعم القصف الإسرائيلي على غزة.

وتعكس الرسالة - كما تقول الصحيفة- تمردًا داخليًا بين الموظفين والمساعدين في البيت الأبيض، وعبر الإدارة، وبين اللجنة الوطنية الديمقراطية، الذين سعوا إلى ممارسة الضغط على بايدن لدعم وقف إطلاق النار من خلال سلسلة من الرسائل المفتوحة وبرقيات المعارضة، بجانب استقالات للبعض.

لقاء بين بايدن ونتنياهو

وفي الرسالة وصف الموقعون عدم رضاهم عن أفعال بايدن،التي تعكس مشاعر الشباب في جميع أنحاء الولايات المتحدة، الذين كانوا فاعلين في تأمين فوزه عام 2020، وحثوه على اتخاذ خطوات ملموسة لإنهاء ظروف الفصل العنصري والاحتلال والتطهير العرقي في غزة.

وطالب الموقعون على الرسالة التي نشرت صحيفة "ذي جارديان" نصها، بالوقوف مع حلفاء أمريكا في جميع أنحاء العالم، الذين يطالبون بوقف دائم لإطلاق النار، وإنهاء المساعدات العسكرية غير المشروطة لإسرائيل، وتأمين السلام الشامل، كما طالبوه بالعمل على إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، ووصف تصرفات إسرائيل الأخيرة بأنها جرائم حرب، مشددين على أن أي شيء أقل من هذه الإجراءات يقوّض العدالة التي يطمحون إلى تحقيقها بشكل جماعي.

استطلاعات مفاجئة واستقالات

وتظهر استطلاعات الرأي أن الأمريكيين غير راضين على نطاق واسع عن رد فعل بايدن على الحرب، بما في ذلك التآكل الملحوظ في الدعم بين الأجزاء الرئيسية في التحالف الديمقراطي، وخاصة الشباب، ورغم تصعيد بايدن وإدارته لانتقادهم الاحتلال في الأسابيع الأخيرة، إلا أن المنتقدين يرون أن ذلك لم يترجم على الأرض.

وأكد المتدربون أن بايدن الذي طالما يدعو الشباب إلى الاستمرار في القيادة خلال التحديات الأكثر إلحاحًا في العالم، إلا أنه يتجاهل أصوات الشباب الأمريكيين، ما يسلط الضوء من وجهة نظرهم على التناقض الواضح بين القيم التي اعتنقوها والأفعال التي يشاهدونها الآن في غزة.

يذكر أنه في الأسبوع الماضي، استقال طارق حبش، أحد كبار مستشاري وزارة التعليم والمعيّن السياسي الفلسطيني الأمريكي الوحيد، احتجاجًا على طريقة تعامل الإدارة مع الحرب، وفي رسالته إلى وزير التعليم ميجيل كاردونا، أكد أنه لم يعد بإمكانه خدمة الإدارة التي "عرّضت حياة الملايين من الأبرياء للخطر".