تدرس دول ميركوسور في أمريكا الجنوبية عقد قمة رفيعة المستوى، مع كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي في البرازيل، وذلك أواخر يناير أو أوائل فبراير المقبل، في محاولة لإبرام اتفاقهم التجاري الذي طال انتظاره، ويسعون من خلاله لحل العديد من الخلافات حول أساليب التجارة، بجانب منح شركات تجمع أمريكا اللاتينية المزيد من الحماية أمام المنافسة الأوروبية في العديد من المجالات أهمها مجال المشتريات.
"ميركوسور"، هو اسم تجمع للدول الجنوبية بأميركا اللاتينية، في إطار اقتصادي، أو بمعنى أدق تكتل اقتصادي يمثل تلك الدول، وتتألف الرابطة من "الأرجنتين والبرازيل والأوروجواي وباراجواي"، أما "فنزويلا" فليست عضوًا كاملًا، كذلك بوليفيا، ودول كثر في أمريكا اللاتينية، وتضم 250 مليون نسمة مع ناتج محلي إجمالي يبلغ تريليون دولار أمريكي، أو نحو 76 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في أمريكا اللاتينية.
وبحسب ثلاثة دبلوماسيين من تجمع الميركوسور، الذين تحدثوا رافضين الكشف عن هويتهم لصحيفة بوليتيكو، فإن الموعد الدقيق للاجتماع لم يتم تأكيده بعد، لكن من المرجح أن يتم عقده بعد وقت قصير جدًا من الاجتماع الداخلي لدول الميركوسور في 31 يناير الحالي.
تغيير مفاجئ
وكانت الآمال كبيرة في أن يتمكن زعماء الاتحاد الأوروبي ومجموعة ميركوسور، من إنهاء الاتفاق التجاري بينهما خلال قمة دول ميركوسور في أوائل ديسمبر، لكن انتخاب اليميني التحرري خافيير مايلي رئيسًا للأرجنتين تسبب في عقبة في اللحظة الأخيرة، حيث فاجأ الرئيس الأرجنتيني المنتهية ولايته ألبرتو فرنانديز، الجميع بأنه لم يعد بإمكانه التوقيع على الاتفاق، لأنه كان سيئًا للشركات المحلية.
ووفقًا للدبلوماسيين الـ 3، فإن التغيير في قرار فرنانديز، والذي كان مؤيدًا للاتفاق في السابق، قد فاجأ جميع حلفائه السياسيين أيضًا في تجمع ميركوسور والاتحاد الأوروبي معًا، وشعروا جميعًا بالصدمة، وجعل التساؤلات تتزايد حول إمكانية إبرام الاتفاق من الأساس، الذي ظل قيد الإعداد منذ ما يقرب من 24 عامًا.
وكشفت المصادر أنه مع استمرار الخلافات، إلا أنه مازال هناك تفاؤل جديد بإمكانية تحقيق انفراجة قبل انتهاء ولاية المفوضية الأوروبية وإجراء انتخابات البرلمان الأوروبي في يونيو المقبل، وقال "دبلوماسيو ميركوسور" إن الاجتماعات على المستوى الفني التي ستعقد خلال شهر يناير، سيتم خلالها محاولة لحل الخلافات المتبقية بشأن فصل التجارة والاستدامة، ومنح شركات ميركوسور المزيد من الحماية من المنافسة الأوروبية في مجال المشتريات.
أبرز الخلافات
وفي آخر اجتماع قمة لرؤساء دول ميركوسور في ريو دي جانيرو، والتي كان الرئيس البرازيلي يستعد لتسليم رئاستها إلى باراجواي، كشف لولا دا سيلفا، عن بعض تلك المعوقات التي تمنع إجراء الاتفاق بين الجانبين منذ فترة طويلة، كان منها أنهم ورثوا نسخة من بنود الاتفاقية من الحكومات السابقة كانت غير مقبولة، حيث يتم فيها التعامل مع دول ميركوسور، بأنهم كائنات أدنى، بل وفقًا له، فإنهم يتعاملون معهم كما لو كانوا دولًا مُستعمرة، وفي وقت لاحق، قاموا بتغيير تلك النسخة، لكنهم لم يغيروا أي شيء فيما يتعلق بالقضية الصناعية.
وأكد رئيس البرازيل أنه بعبارة أخرى ليس لديهم الحق في أن يكونوا دولًا متقدمة، ولكنه في الوقت نفسه شدد على أنه يمكن التوصل لاتفاق في الاجتماع القادم، لأن نص الاتفاق الموجود الآن أكثر توازنًا مما كان عليه في الحكومات الأخرى، ولكن على الرغم من ذلك، يجد الرئيس البرازيلي أنه غير كاف، ولا تزال هناك مقاومة كبيرة من أوروبا، ولا يملكون المرونة الكافية لفهم أنه لا يزال أمامنا الكثير لننميه، وأننا لا نزال نمتلك الرغبة في التصنيع.