مع بداية العام الجديد، ألقت مجلة "نيوز ويك" الأمريكية الضوء على مسار العمليات الروسية في أوكرانيا، التي بدا أنها لن تنتهي قريبًا، وفق ما بدا من خطاب العام الجديد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عندما قال: "روسيا دولة كبيرة وعائلة واحدة كبيرة"؛ أو كما صرّح كوستي سالم، سكرتير وزارة الدفاع الإستونية، الذي وصف العام الجديد بأنه "سيكون صعبًا على أوكرانيا وحلفائها في الغرب".
لكن، في الوقت نفسه، أشار تقرير لمعهد دراسات الحرب الأمريكي، إلى أن موسكو واجهت "خسائر ثقيلة" على الجبهة الأوكرانية خلال عملياتها المكثفة، خاصة بين القوات المحمولة جوًا.
4 جبهات
حتى الآن، يدور القتال في أربع جبهات متفرقة غربًا وجنوبًا، هي لوهانسك، دونيتسك، زاباروجيا، وخيرسون. وهي المناطق التي كان بوتين قد أعلن ضمها إلى روسيا في أكتوبر 2022.
يشير التقرير إلى أن التقدم الروسي البطيء في لوهانسك يتم بـ"تكلفة عالية"، واصفًا أهميته بأنها دعائية، من أجل إبعاد الأنظار عن الهجوم الأوكراني المضاد في جنوب شرق البلاد.
أمّا في دونيتسك، فيتركز القتال في المدن والمناطق المحيطة بكوبيانسك وسفاتوف وكريمينا. حيث وصف المتحدث باسم قيادة القوات البرية الأوكرانية، فولوديمير فيتيو، الأحد الماضي، الموقف الأوكراني بأنه "دفاع نشط".
كما يستمر القتال حول مدينة باخموت، التي أصبحت الآن مرادفة للهجمات الهادفة إلى استنزاف القوات الروسية. وفق تقرير معهد دراسات الحرب.
وإلى الجنوب، يبدو أن القوات الروسية تتبع النهج نفسه تجاه مدينة أفدييفكا المحصنة، حيث تسعى إلى تطويق المعقل الدفاعي الأوكراني، رغم التقارير عن وقوع خسائر فادحة، حيث حققت القوات الروسية، أخيرًا، نجاحًا في مارينكا التي أخلتها القوات الأوكرانية في أواخر ديسمبر الماضي بعد عامين تقريبًا من القتال.
كانت المنطقة بين زاباروجيا ودونيتسك محور الهجوم المضاد الفاشل لأوكرانيا في عام 2023، حيث كانت قوات كييف تأمل في اختراق الخطوط الدفاعية الروسية؛ التي تحمي ما يسمى "الجسر البري" للأراضي التي تربط جنوب أوكرانيا وشبه جزيرة القرم بالحدود الروسية الغربية.
عثرات أوكرانية
خلال العام الماضي، تعثر التقدم الأوكراني بعد أن حقق نجاحات صغيرة حول مدينتي روبوتني وأوروزين. ومع بداية العام الجديد توقف تمامًا. الآن، تسعى القوات الروسية لاستعادة الأراضي التي خسرتها منذ بدء الهجوم المضاد الذي شنته كييف في أوائل يونيو الماضي.
وتصف "نيوزويك" نجاحات كييف بأنها "صغيرة لكنها رمزية" على طول ضفاف نهر دنيبرو؛ ليصير بمثابة خط ترسيم عسكري بين القوات الأوكرانية والروسية منذ تحرير خيرسون في نوفمبر 2022.
لكن في النصف الثاني من العام المنصرم، بدأت القوات الأوكرانية في توسيع نطاق غاراتها عبر النهر، لتشمل وجودًا مستدامًا في بعض المدن على طول الضفة الشرقية التي تحتلها روسيا.
وبينما لم تخرج القوات الأوكرانية من مواقعها الصغيرة على ضفاف النهر، لكن قوات موسكو بدورها لم تستطع طردها.