مع نهاية عامه الثالث في البيت الأبيض، أعدت مجلة نيوزويك "Newsweek" الأمريكية، كشفًا بتوقعات تحديات العام الجديد للرئيس جو بايدن وإدارته، التي تواجه الكثير من المشكلات - محليًا ودوليًا - ما يجعل استمرارها بعد عام 2024 أمرًا مشكوكًا فيه.
ويلفت التقرير الذي أعدته المجلة إلى أن بايدن يدخل العام الرابع والأخير من فترته الأولى بنسبة تأييد بين الأمريكيين تبلغ 39%، بزيادة قدرها 2% فقط عن أكتوبر ونوفمبر الماضيين، ليتمتع المرشح المحتمل للديمقراطيين في انتخابات 2024 الرئاسية بأقل نسبة من التأييد بين آخر سبعة رؤساء سبقوه إلى البيت الأبيض، أبرزهم باراك أوباما الذي حصد 43% في عام 2011، ودونالد ترامب 45% في عام 2019.
الحملة الانتخابية
في أبريل الماضي، أعلن بايدن أنه قد ينوي الترشح لفترة رئاسية ثانية، طالبًا من الناخبين الأمريكيين أن يسمحوا له بـ"إكمال المهمة"، وبذلك "سينتخبون للمرة الثانية أكبر الرؤساء الأمريكيين سنًا، الذي أتم عامه الـ81 الشهر الماضي، ويتمنى أن يترك الحكم في عمر 86"، وفق تعبير المجلة.
ويواجه بايدن اعتراض عدد من الديمقراطيين، الذين يرغبون في أن يقدم الحزب مرشحًا أصغر سنًا من أجل انتخابات الرئاسة المقبلة؛ وأعلن بعضهم دعمه لمنافس بايدن الرئيس "دين فيليبس"، الذي يُكمل عامه الـ55 الشهر المُقبل، كما أن هناك عددًا من المرشحين المحتملين الآخرين، مثل الكاتبة ماريان ويليامسون، وروبرت كينيدي الابن.
الجمهوريون في الكونجرس
منذ فوزه، وضع الجمهوريون في الكونجرس أعينهم نُصب الرئيس الديمقراطي، الذي لم يستطيعوا مواجهته إلا بعد فوزهم بأغلبية ضئيلة في انتخابات التجديد النصفي هذا العام 2023، إذ صارت لديهم السلطة لإعاقته.
وقضى النواب الجمهوريون الشهور الأخيرة في تحقيقات حول مزاعم تورط هانتر بايدن، نجل الرئيس، في شبهات استغلال منصب والده، وما إذا كان الرئيس قد حقق مكاسب شخصية من وراء هذا الأمر. ورغم عدم الوصول لدليل قوي إلا أن ما حصلوا عليه كان كافيًا لتوضع الرئيس ضمن تحقيق قد يؤدي إلى عزله من المنصب.
أزمة المهاجرين
تأتي أزمة الحدود مع المكسيك والهجرة غير الشرعية القادمة من دول أمريكا اللاتينية عبر الحدود واحدة من أهم القضايا التي تواجه إدارة بايدن منذ اليوم الأول لتوليه السلطة؛ إذ وصل عدد المهاجرين غير الشرعيين في البلاد العام الماضي وحده أكثر من 2.5 مليون مهاجر، وهو "رقم قياسي" وفق تعبير "نيوزويك".
السياسة الخارجية
تلعب الأزمات الدولية الجارية، مثل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والحرب الروسية - الأوكرانية، والعلاقات المتوترة مع الصين، دورًا كبيرًا قد يؤثر بشكل كبير على إدارة بايدن في العام المتبقي لها في السلطة.
وتشير المجلة إلى أن تأييد الإدارة الأمريكية الحالية للمذابح الإسرائيلية للمدنيين في غزة "سيُكلِّف بايدن الكثير من الأصوات في الانتخابات المُقبلة"، إذ يتوقع ألا ينتخبه عدد كبير بسبب دعمه لهذه المجازر.
ولفتت إلى أن كتلة الناخبين الشباب الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا، الذين أعلنوا رفضهم لدعم بلادهم للعدوان على الفلسطينيين، هم أنفسهم من أسهموا في فوز بايدن بانتخابات 2020 "لكن هذه المرة تدير الكتلة الشبابية - التي أرسلت إلى بايدن تطالبه بوقف العدوان - وجهتها نحو منافسه دونالد ترامب".
بالفعل، في استطلاع رأي أجرته نيويورك تايمز بالتعاون مع كلية سيينا، ظهر أن ترامب يتفوق على بايدن بنسبة 49% إلى 43%، وهذه الكتلة نفسها هي التي دعمت بايدن في الانتخابات السابقة بنسبة 24%.