يبدو أن موسكو وكييف تأبيان إنهاء عام 2023 دون هجمات دامية، تخلّف المزيد من القتلى والجرحى، قبل يوم واحد من توديع العام الحالي، بأكبر هجوم جوي من قِبل موسكو، وهجوم دامٍ من قِبل كييف، ليسقط عشرات القتلى والجرحى.
فقد شنّت موسكو أكبر هجوم جوي لها منذ بداية الحرب، باستخدام 158 طائرة مسيّرة وصاروخ، فيما أعلنت أوكرانيا أن دفاعاتها الجوية أسقطت 27 طائرة مسيّرة و87 صاروخ كروز، لتسفر تلك الهجمات عن مقتل 39 شخصًا وإصابة العشرات، بحسب السلطات الأوكرانية.
وأعلن الجيش الروسي أنه أصاب جميع أهدافه في عشرات الهجمات، التي شنّها على أوكرانيا في الفترة من 23 إلى 29 ديسمبر، ردًا على استهداف أوكرانيا لسفينة حربية روسية في مرفأ فيودوسيا بشبه جزيرة القرم.
هجوم دامٍ لكييف
كذلك أبت أوكرانيا هي الأخرى، توديع 2023 دون هجوم تتذكره موسكو جيدًا، وشنّت هجومًا أدى إلى مقتل 14 شخصًا بينهم طفلان، وإصابة 108 آخرين، اليوم السبت، في مدينة بيلجورود الروسية المتاخمة للحدود مع أوكرانيا.
وقالت موسكو في تعليقها على الهجوم الأوكراني، إنه لن يمر "دون عقاب"، وطلبت عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة بعد تلك الضربة، محملة الجيش الأوكراني المسؤولية.
وعقّبت وزارة الخارجية الروسية، اليوم السبت، بأن مستشارين أمريكيين وبريطانيين شاركوا بصورة مباشرة فيما وصفته بـ"العمل الإرهابي" الذي نفذه الجيش الأوكراني في بيلجورود.
ايضًا كتب دميتري بوليانسكي، نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، على حسابه في تطبيق "تليجرام": "طلبنا عقد اجتماع لمجلس الأمن بشأن بيلجورود".
ولم ترد كييف بعد على الاتهامات الروسية، بعد أن قالت وزارة الدفاع الروسية إنها تمكنت من اعتراض صاروخين ومعظم القذائف التي أطلقت على المدينة، ما جنّب وقوع عدد أكبر بكثير من الضحايا.
انتشال جثث الضحايا
في المقابل تواصل أوكرانيا إحصاء خسائرها جراء هجوم روسيا الدامي أمس الجمعة، الذي استهدف مباني وجناحًا للولادة ومركزًا للتسوق وبنى تحتية صناعية وعسكرية، في هجوم أُعتبر الأعنف منذ بداية الحرب.
وفي تعليقه على ذلك الهجوم، قال الرئيس الأوكراني، اليوم السبت، لدينا 39 قتيلًأ وأكثر من مئة مصاب، في الهجوم الذي تأثرت به 120 بلدة وقرية، مؤكدًا أن عمليات البحث عن الضحايا مستمرة.
وفي كييف وحدها أسفرت هجمات أمس عن مقتل 16 شخصًا، بحسب السلطات المحلية، وأوضح رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو السبت، أن هذا الهجوم هو الأكثر حصدًا لأرواح المدنيين.
وأكد يوري إيجنات، المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية، أنه "الهجوم الصاروخي الأكبر" في إطار هذا النزاع، باستثناء أيام الحرب الأولى.
ووجّه زيلينسكي، اليوم السبت، نداء جديدًا لحلفائه، لتسليح أوكرانيا، مؤكدًا أن التسليح وسيلة لحماية الأرواح، مشيرًا إلى أن "كل ظهور للإرهاب الروسي يثبت أننا لا نستطيع الانتظار لتقديم المساعدة لأولئك الذين يقاتلون".
وردًا على ذلك، دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن، المسؤولين في بلاده للتحرك بدون مزيد من التأخير لمساعدة كييف.
كانت واشنطن قدمت الأربعاء الماضي، لكييف حزمة مساعدات بقيمة 250 مليون دولار، تتضمن ذخائر تحتاج إليها البلاد ومنظومات دفاع جوي، وهي بمثابة الشريحة الأخيرة المتاحة من دون تصويت جديد في الكونجرس الأمريكي الذي يرفض في الوقت الحالي تخصيص المزيد من الأموال لكييف.
ويعرقل رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، مساعدات الاتحاد الأوروبي لكييف، وهي الأزمة التي يأمل الأوروبيون في حلها خلال قمة ستعقد في مطلع فبراير 2024.