الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

جثثهم بالشوارع وتحت الأنقاض.. شهادات "غزة" المؤلمة: لا نستطيع دفن أحبائنا

  • مشاركة :
post-title
ركام المنازل في غزة

القاهرة الإخبارية - محمد سالم

"حتى الموتى لا يسلمون منهم، الجثامين تحللت، ولا نتمكن من دفنها"، هكذا وصف "مُثنى النجار" المأساة التي يعيشها هو وذووه، بعد 30 يومًا مرت وهو ينتظر فرصة لانتشال جثامين 20 من أقاربه من تحت الركام، لا يستطيع أحد الوصول إليهم، بسبب وجود جيش الاحتلال في مناطق قريبة، يستهدف كل من يقترب من تلك المناطق مباشرة.

أقارب "النجار"، تحت الركام بمنطقة "أرميضة"، ببلدة بني سهيلا شرقي خان يونس، حاول البعض الوصول إليهم بجهد فردي لكنهم تعرضوا للاستهداف المباشر، ما جعل الوصول إلى الموتى لمحاولة إعطائهم أبسط الحقوق بـ "دفنهم" أمرًا مستحيلًا. 

يواصل مثنى النجار، الذي يعمل صحفيًا في قطاع غزة، قائلًا: "الداخل مفقود فعلًا وهناك أشخاص مفقودون وعالقون داخل منازل في الشيخ ناصر وحارة الفرا والكتيبة ومعن ومناطق مختلفة في بني سهيلا وحارة الجوامعة قرب دوار شرين ومنطقة الزنة ومناطق القرارة والغوافير والسطر الغربي والشرقي والكتيبة والمحطة، ولا أحد يعرف عنهم أي شيء وأهاليهم كل يوم يسألون السؤال نفسه، يحتاجون لإجابة ولكن للأسف لا توجد إجابات في ظل عجز الجميع ومنع الجيش التحرك في تلك المناطق".

"مأساة كبيرة وكارثية لا يمكن أن تصفها الكلمات، الكل يعيش منتظرًأ دوره القادم، لا نعرف متى دورنا، أهالينا وأحباونا ندفنهم من غير وداع، ناس بتتمكن وناس ما بتقدر تدفن، والجثامين تحللت، جرائم خطيرة للغاية، حتى الموتى لا يتم تكريمهم، لا بحياة ولا بموت سالمين، حتى الموتى لا يسلمون"، كلمات حاول بها "النجار"، وصف ما يجري في ظل عدم القدرة على ذلك إذ إن ما يحدث لا يمكن أن تصفه الكلمات. 

يتلقى "النجار"، مكالمات يومية من أشخاص لديهم أقارب في تلك المناطق، ولا يعرفون عنهم شيئًا، في ظل صعوبة الوصول إلى المعلومات بسبب شُح المصادر ونزوح الناس. 

تحدث الشاب الفلسطيني كذلك عن حملات اعتقالات يقوم بها جيش الاحتلال، وأحيانًا أخرى يقوم بتجميع الناس في أماكن ويستعمل آخرين كدروع بشرية، وكلها حالات لا يمكن الوصول لأصحابها في ظل انقطاع الاتصالات. 

يتحدث "النجار" بحسرة عن مجازر أخرى يرتكبها الاحتلال وإعدامات ميدانية بحق أفراد، بعضهم تم انتشاله دون معرفة أقاربه ولا معرفة هويته، وآخرين لا تزال جثامينهم تحت الأنقاض وفي الشوارع. 

الجثث في الشوارع منذ شهرين

"الجثث ملقاة على الشوارع وفي كل مكان، لا يستطيع الأهالي ولا المسعفون الوصول إليهم، ينزفون حتى الموت، ولا نستطيع دفنهم"، يقول لؤي، أحد أهالي غزة الذين نزحوا إلى محافظة خان يونس، وهو قعيد فقد قدميه في قصف سابق لقوات الاحتلال: "رأيت ذلك بأم عيني"، قوات الاحتلال تقصف أي شخص يقترب، لا يعرفون شيئا عن الإنسانية، فالجثث على الأرض لما يزيد على الشهر والشهرين، وهنا أهالي حتى هذه اللحظة لا يعرفون مصير أبنائهم، فهل هم أحياء أم مصابون؟.. هل استشهدوا أم مساجين لدى العدو؟.. ولا يستطيعون الوصول لأي معلومة.

استهداف سيارات الإسعاف

ويقول العميد رامي العايدي مدير الدفاع المدني بالمحافظة الوسطى بقطاع غزة، إن الاحتلال يسيطر على المحاور الشرقية، التي يوجد بها المقابر، ما يعيق دفن جثامين الشهداء. 

أكد العايدي، في تصريح خاص لـ"القاهرة الإخبارية"، أن جيش الاحتلال يستهدف كل شخص يتحرك تجاه المناطق الشرقية، في مخيم البريج أو المغازي أو جحر الديك وقرية المصدر وجميعها شرق شارع صلاح الدين، تحت طائلة قناصة ودبابات الاحتلال".

"هناك جثامين شهداء في طرقات وشوارع منطقة الزعفران بمخيم المغازي لا نستطيع إحضارها لاستهداف كل شخص يتوجه هناك أو يحاول سحبها". 

وأوضح مدير الدفاع المدني، أن الاحتلال يطلق النار صوب سيارات الإسعاف والدفاع المدني حال ذهابهم إلى هناك، باعتبارها مناطق قتال، مستخدمّا المسيّرات للقنص، أو إطلاق النار والقصف المدفعي على كل من يقترب.