يُعد المؤلف المصري الراحل أسامة أنور عكاشة، أحد أهم كتّاب الدراما في مصر والوطن العربي، حيث قدّم العديد من الأعمال الدرامية المهمة التي أثرت في وجدان الأجيال على مستوى الوطن العربي، واستطاع أن يحقق تنوعًا وتغييرًا ملحوظا في شكل الدراما التلفزيونية.
لم يلحق المؤلف المصري الكبير عصر المنصات الإلكترونية التي غيّرت في شكل الدراما الآونة الأخيرة، لكنه، ورغم وفاته منذ 12 عامًا، بات قريبًا من عرض فيلمه الجديد "الباب الأخضر" على منصة "واتش إت" بعد عرضه لأول مرة في المدينة التي أحبها (الإسكندرية) من خلال مهرجان الإسكندرية لدول البحر المتوسط، لتحييه شخصياته من جديد ويتعرف عليه أبناء جيل لم يروه، لكنهم سمعوا عن قصصه وحكاياته، وعاشوا مع أغلبها، جيل جديد يصل إليه رسالة هذا العملاق الذي ذاع صيته في العالم العربي بأكمله.
حدث مهم
كان يحلم أسامة أنور عكاشة أن يرى فيلمه "الباب الأخضر" في دور العرض السينمائي، لكن لم ينصفه الوقت، ورحل قبل أن يشاهد عمله على الشاشة الكبيرة، وتؤكد ابنته نسرين أنور عكاشة قائلة: "عانى والدي كثيرًا من أجل خروج فيلمين إلى النور، هما "الباب الأخضر" و"الإسكندراني"، ورغم قلة أعماله السينمائية إلا أنه كان يحب أن يذهب إليها من حين لآخر، وعزائي الوحيد أن الفيلم خرج اليوم إلى النور، وسيشاهده أجيال مختلفة، وهذا حدث مهم جدًا بالنسبة لي، خاصة أنه كان مهتمًا أن يصل بأعماله إلى الناس".
عرض أول
تؤكد "نسرين" أنها شعرت بسعادة كبيرة عند عرض الفيلم لأول مرة في الإسكندرية من خلال مهرجان الإسكندرية لدول البحر المتوسط، تلك المدينة التي عشقها والدها، إذ تقول: " كنت حريصة على وجودي بين الجمهور الذي يحبه والدي لأشاهد ردود فعلهم حول العمل من أرض الواقع، ووجدت الجمهور مندمجًا مع الشخصيات يضحك ويبكي، وخرجوا من القاعة متأثرين بالعمل".
عن الفيلم
شارك في بطولة الفيلم عدد من النجوم المصريين والعرب منهم: الفنان الأردني إياد نصار، والفنانون المصريون سهر الصايغ، خالد الصاوي، محمود عبد المغني، بيومي فؤاد، أحمد فؤاد سليم، حمزة العيلي، وإخراج رءوف عبد العزيز، ويدور العمل حول فتاه تقع في غرام شاب يتركها ويرحل بعد أن تحمل منه، وتضطر لأن تذهب إلى القاهرة بحثًا عنه، لكنها تواجه هناك أمورًا لم تكن تتخيلها وتضعها المصاعب في مواقف غريبة.
أعمال لم تكتمل
تشير نسرين عكاشة إلى أنه مازال لديها روايات لوالدها لم تخرج للنور، وأعمال درامية لم تكتمل، وعلى مستوى السينما هناك أكثر من فيلم، وأعمال أخرى قابلة لأن تعرض وأخرى لا، حيث تقول: "لدينا حلم أن نعيد أعمال قديمة بمعالجات جديدة مرة أخرى، ومن أحلامي أن أنشر له مؤلفاته في كتب".