أسباب فنية بددت آمال السودانيين في توقف الصراع الدموي الدائر منذ أكثر من ثمانية أشهر في البلاد، بعد أن عزت منظمة الإيجاد تأجيل لقاء طرفا النزاع لتعذر حضور قائد الدعم السريع، فيما اعتبرته رأس الدبلوماسية السودانية مماطلة يتعمدها حميدتي لإيقاف معاناة الشعب ودمار بلاده، مقابل حرص البرهان للقاءه في جيبوتي.
هل فشل اللقاء؟
وقالت الخارجية السودانية إنها تلقت خطابًا من خارجية جيبوتي، رئيس دورة الإيجاد، اليوم الأربعاء، يفيد بعدم تمكن قائد قوات الدعم السريع المتمردة، محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتي، من الوصول إلى جيبوتي، غدًا الخميس، للقاء رئيس الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان، وذلك لأسباب فنية.
وأشار بيان الخارجية السودانية أن "التنسيق سيتم مجددًا لعقد اللقاء خلال يناير 2024".
ولفت البيان إلى أن الفريق البرهان أبدى موافقته على عقد اللقاء، بصفته رئيسًا لمجلس السيادة الانتقالي في البلاد، وقائدًا للقوات المسلحة، وأن ذلك حرصًا منه على إنهاء معاناة السودانيين التي جلبها تمرد ميليشيا حميدتي.
من جانبها، أسفت حكومة السودان لما وصفته بـ"مماطلة" قيادة قوات الدعم السريع في تحكيم صوت العقل، وعدم رغبتها في إيقاف تدمير السودان وشعبه، ودللت على ذلك بما اعتبرته "عدم استجابة" حميدتي لحضور اللقاء.
كانت منظمة "إيجاد" وجهت دعوات رسمية إلى كل من قائد الجيش السوداني وقائد قوات الدعم السريع، لعقد لقاء مباشر بينهما في مقرها الرئيس في جيبوتي، غدًا الخميس، في مسعي منها لوقف الحرب الدموية في السودان. وأعقب دعوتها ترحيب من الطرفين.
خراب على الأرض
وعلى الأرض فإن الوضع في السودان، في حالة خربة، بعد أكثر من ثمانية أشهر على الصراع، إذ أجبر النزاع أكثر من 300 ألف سوداني على النزوح مجددًا عن ولاية الجزيرة، بعد أن لجأوا إليها ونحو 200 آخرين لا يزالوا محاصرين هناك، هربًا من القتال في العاصمة الخرطوم التي ظلت محور القتال لفترة طويلة.
وقبل نحو أسبوعين تقدمت قوات الدعم السريع، بعد أن بسطت سيطرتها بمعظم أنحاء العاصمة السودانية، على الطريق السريع الرابط بين الخرطوم ومدينة ود مدني، وأخذت تسيطر على قرية بعد أخرى.
ورصدت وكالة "فرانس برس"، عن شهود عيان، أعمال سلب ونهب شنتها قوات الدعم السريع تحت تهديد السلاح، بحق المدنيين، في ود مدني، شملت سرقة الممتلكات، ومحاصرة المنازل، إلى جانب الإبلاغ عن انتهاكات جسدية بحق النساء والأطفال.
أكبر موجة نزوح في العالم
وأعرب مجلس الأمن الدولي عن قلقه إزاء انتشار العنف وتدهور الوضع الإنساني في السودان، وأدان بشدة الهجمات المبلغ عنها ضد المدنيين، وتوسيع نطاق القتال في المناطق التي تستضيف أعدادًا كبيرة من النازحين واللاجئين وطالبي اللجوء، لا سيما في ولاية الجزيرة.
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، خلفّت الحرب في السودان أكثر من 12 ألفًا من القتلى، إلى جانب موجة نزوح كارثية بلغت نسبتها 1.7 مليون شخص من بينهم 1.5 مليون شخص لجأوا الى الدول المجاورة، وقدرته على أنها الأكبر في العالم، بحسب الأمم المتحدة.