تتزايد الآمال في أن يمهد اللقاء المُرتقب بين رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش، الفريق أول عبدالفتاح البرهان، وقائد ميليشيا الدعم السريع، محمد حمدان دقلو "حميدتي"، لإنهاء التمرد في السودان، ووضع حد للمعارك الدائرة هناك منذ منتصف أبريل الماضي، وأدت إلى أزمة إنسانية مُتفاقمة في البلاد.
وأفادت تقارير بأن اللقاء المرتقب بين "البرهان وحميدتي"، سيكون في العاصمة الأوغندية عنتيبي، ويأتي تنفيذًا لمخرجات قمة دول الهيئة الحكومية المعنية بالتنمية في إفريقيا "إيجاد"، التي انعقدت في جيبوتي مطلع ديسمبر الجاري.
وذكرت التقارير أن اللقاء المحتمل سيبحث إنهاء الحرب، مُشيرة إلى أن البرهان وافق على لقاء "حميدتي" بشرط وقف إطلاق النار، والخروج من المناطق السكنية وفقًا لـ"اتفاق جدة".
احتدام المواجهات
ويأتي اللقاء المرتقب في ظل احتدام المواجهات بين الطرفين في ولاية الجزيرة، وتحديدًا في مدينة ود مدني، في حين تشهد العاصمة السودانية الخرطوم تحليقًا مكثفًا للطيران العسكري، حسب وسائل إعلام سودانية، خوفًا من تسلل عناصر قوات الدعم السريع إلى العاصمة.
وأضافت وسائل الإعلام السودانية، أن ميليشيا الدعم السريع منعت السودانيين من الخروج من مدينة ود مدني؛ هربًا من الحرب الضروس التي تشهدها المدينة طيلة الأيام الماضية، في ظل استمرار عناصرها لممارسة عمليات النهب والتخريب بمنازل المدنيين، في ظل نقص بالمستلزمات الطبية.
أما على صعيد المعارك بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع في الحدود الفاصلة ما بين ولايتي الجزيرة وسنار وسط السودان، فتشهد اشتباكات متقطعة بين الطرفين مع تحليق مستمر لطائرات الجيش السودانية الاستطلاعية، بحسب شهود عيان، إذ يضع الجيش دفاعاته خارج مدينة سنار في منطقة "أم دلكة" الحدودية مع ولاية الجزيرة للعمل على صد هجمات الدعم السريع، بينما تحاول ميليشيا الدعم التقدم من منطقة "ود الحداد" التي تتمركز في محيطها.
استمرار النزوح من ود مدني
وأدت المعارك في ولايتي الجزيرة وسنار إلى غياب كامل لمظاهر الحياة وإغلاق الأسواق والمرافق الصحية وبطء حركة المواطنين في الشوارع، وأفادت تقارير باستمرار حركة نزوح سكان مدينتي "ود مدني" وسنار، إلى المناطق الطرفية منها، وإلى ولايات أخرى آمنة.
وأجبر القتال في ود مدني العديد من منظمات الإغاثة، بما فيها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، على إجلاء موظفيها من المدينة التي كانت مركزًا للعمليات الإنسانية في البلاد.
وأكد رئيس بعثة اللجنة الدولية في السودان، بيير دورب، الخميس الماضي، في بيان صحفي، قائلًا "نخشى أن تتحول مدينة ود مدني، التي كانت تعتبر ملاذًا آمنًا للأشخاص الفارين من العنف الشديد في الخرطوم، إلى فخ آخر للموت".
ودفع اجتياح ميليشيا الدعم السريع لود مدني، الأسبوع الماضي، الآلاف إلى النزوح من المدنية، التي يقدر عدد سكانها بنحو 700 ألف شخص. وقالت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة، إيمي بوب، في بيان، إن ما يصل إلى 300 ألف شخص فروا من مدينة ود مدني في السودان في موجة جديدة من النزوح واسع النطاق.
وقصف الجيش السوداني بالمسيرات، اليوم الثلاثاء، مواقع لميليشيا لدعم السريع في وسط الخرطوم وحي "جبرة" في محيط سلاح المدرعات، والمناطق المتاخمة لـ"مدينة الرياضية"، و"أرض المعسكرات" جنوبي الخرطوم، كما استهدفت مُسيرات الجيش السوداني مواقع لميليشيا الدعم السريع في شرق الخرطوم.
وأفادت تقارير بأن ميليشيا الدعم السريع، شنت هجومًا بالمدفعية، هو الأعنف من نوعه على مقر سلاح المهندسين جنوب مدينة أم درمان، وسلاح الإشارة في بحري ووادي سيدنا شمال أم درمان.
وأعلنت الأمم المتحدة، قبل أيام، أن الحرب السودانية التي اندلعت في أبريل الماضي في السودان بين الجيش وميليشيا الدعم السريع، أدت إلى نزوح 7.1 مليون شخص، واصفة إياها بـ"أكبر أزمة نزوح في العالم".
وأسفرت الحرب في السودان عن سقوط أكثر من 12 ألف قتيل حتى مطلع ديسمبر، وفق حصيلة بالغة التحفظ لمنظمة "أكلد" المُتخصصة في إحصاء ضحايا النزاعات.