تشهد الأحزاب اليمينية صعودًا في العديد من دول الاتحاد الأوروبي، وتتزايد المخاوف بشأن التحول إلى اليمين في الانتخابات الأوروبية عام 2024، التي وصفها الخبراء بأنها انتخابات مصيرية.
وتترقب أحزاب اليمين، الانتخابات الأوروبية، يونيو 2024، في ظل توقعات بتحقيقها مكاسب كبيرة في الانتخابات الأوروبية، وفقًا لاستطلاعات الرأي، وبدأت رياح اليمين في الهبوب، نوفمبر 2023، بعد أن فاز ممثل اليمين خيرت فيلدرز، بشكل مفاجئ بالانتخابات البرلمانية في هولندا، بحسبة موقع "إم دي أر" الألماني.
وتجرى الانتخابات الأوروبية كل خمس سنوات منذ عام 1979، بإجمالي 720 نائبًا، في الانتخابات المقرر إجراؤها يونيو 2024.
بداية اليمين من هولندا
ومن هولندا إلى النمسا، أصبح "حزب الحرية" حاليًا أقوى حزب بالنمسا، وفي المجر ظل فيكتور أوربان، رئيس الوزراء الشعبوي اليميني والمعارض الصريح للاتحاد الأوروبي، في السلطة منذ عام 2010.
وتحكم الأحزاب اليمينية أيضًا في إيطاليا والسويد وفنلندا، أما ألمانيا فظلت شعبية حزب البديل من أجل ألمانيا في صعود مستمر.
الانتخابات في بولندا.. حائط صد اليمين
وتعد الانتخابات في بولندا بمثابة طوق النجاة من صعود اليمين، بعد أن فازت المعارضة المؤيدة لأوروبا، أكتوبر الماضي، بالانتخابات التشريعية التي جرت، التي أنهت 8 سنوات من حكم حزب القانون والعدالة القومي الشعبوي.
ويقود دونالد تاسك، الآن ائتلافًا ليبراليًا محافظًا كرئيس للوزراء، وأكد التزام بلاده الواضح تجاه الاتحاد الأوروبي عندما أدى اليمين الدستورية.
وقال عالم السياسة توبياس سبوري، إن الانتخابات في بولندا تقوي الاتحاد الأوروبي بشكل كبير، باعتبارها خامس أكبر دولة، إذ تلعب بولندا دورًا مهمًا في الاتحاد سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا بشكل متزايد.
محاولات البديل من أجل ألمانيا
ومع تزايد شعبية اليمين في ألمانيا، قد يقلب عام 2024 المشهد السياسي بالبلاد، في ظل محاولات حزب البديل لألمانيا اقتناص الفوز في انتخابات الولايات، وتحقيقه نجاحًا انتخابيًا ما يضع حزب "إشارة المرور" في موقف بالغ الصعوبة.
من ناحية أخرى؛ قال حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتشدد، إنه سيدخل حملة الانتخابات الأوروبية لعام 2024، تحت قيادة عضو البرلمان الأوروبي الحالي ماكسيميليان كراه.
وطالب حزب البديل اليميني في ألمانيا بمغادرة بلادهم للاتحاد الأوروبي، وإنشاء رابطة جديدة تعرف بـ"اتحاد الدول الأوروبية"، خلال مؤتمر للحزب في مدينة ماجديبورج بشرق ألمانيا، في ظل فشل تام للاتحاد الأوروبي في قضايا مثل المناخ والهجرة، بحسب بيانهم الأخير، وفقًا لـ"دويتش فيله".
وصنفت وكالة الاستخبارات الداخلية الألمانية حزب "البديل من أجل ألمانيا" في ولاية ساكسونيا على أنه منظمة متطرفة.
شولتس يقلل من حظوظ اليمين
من جانبه؛ قلل المستشار الألماني أولاف شولتس، خلال المؤتمر الصحفي الصيفي، يوليو الماضي، من حظوظ اليمين في الانتخابات، قائلًا: "أنا واثق جدًا من أن أداء حزب البديل من أجل ألمانيا لن يكون مُختلفًا كثيرًا في الانتخابات الفيدرالية المقبلة عما كان عليه في الانتخابات الأخيرة، كان ذلك في خريف 2021، وكانت النسبة في ذلك الوقت 10.3%".
ووفقًا لأحدث استطلاع انخفضت نسبة شعبية المستشار الألماني في ألمانيا، بعشر نقاط لتصل 26% مُقارنة باستطلاع العام الماضي، وهو ما يضعه في المركز الـ12 بالترتيب، خلف زعيمة حزب البديل من أجل ألمانيا، أليس فايدل، التي احتلت المركز الثالث العام الماضي، بحسب صحيفة "تاجز شبيجل".