على ما يبدو أدرك جيش الاحتلال الإسرائيلي فشله في هزيمة "حماس"، حتى اللحظة، مُعلنًا بعد ما يزيد على 80 يومًا، تغيير تكتيكات الحرب، حيث يعتقد أن فوزه سيتحقق عبر حرب استنزاف طويلة.
خطة جديدة
وأفاد تقرير للقناة 12 العبرية، يوم الثلاثاء، بأن جيش الاحتلال يستعد لتغيير استراتيجيته القتالية عبر اعتماده خطة جديدة، وذلك بعد نحو شهرين من عمليات برية شهدت قتالًا عنيفًا في شمال وجنوب القطاع.
وحتى أحدث إحصاء، قتل 158 جنديًا إسرائيليًا ممن شاركوا ضمن فرق قتالية في التوغل البري على قطاع غزة.
وأسندّ تقرير القناة العبرية، قرار جيش الاحتلال، إلى إدراكه أن "هزيمة حماس لن تتحقق إلا بحرب استنزاف طويلة، قد تستغرق شهرًا، وربما حتى سنوات".
وفي أعقاب عودته من رحلة إلى القطاع، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في جلسة خاصة أمام البرلمان، أمس الاثنين، إن الحرب الإسرائيلية في غزة "ستكون معركة طويلة". وأن القوات بحاجة إلى مزيد من الوقت لإنجاز عملياتها.
سحب تدريجي للقوات
أشار تقرير القناة العبرية إلى أن المرحلة المقبلة، للخطة المرتقبة، ستركز على "خفض عدد القوات الموجودة في قطاع غزة بشكل تدريجي"، ومن المُقرر أن تعتمد بشكل أساسي على النظاميين من الجنود.
وفي إشارة لعمليات تسريح قد تكون قريبة، أوضح التقرير موقف جنود الاحتياط، والذين "قد يتم استدعاؤهم إلى الخدمة في غضون بضعة أشهر، إذا احتاج الجيش الإسرائيلي لهم" بحسب التقرير.
حرب متعددة الجبهات
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، إن إسرائيل تعرضت للهجوم من 7 ساحات ردت في 6 منها، مُشيرًا إلى أنها تخوض حربًا متعددة الجبهات، بحسب ما نقلت صحيفة "إسرائيل 24".
وحدد "جالانت" الجبهات السبع في "غزة، لبنان، سوريا، الضفة الغربية (المحتلة)، العراق، اليمن وإيران".
وحذّر وزير الدفاع الإسرائيلي من حرب طويلة وصعبة ومرتفعة التكلفة في مواجهة كل من يتصرف ضد إسرائيل.
منطقة عازلة
وأشار تقرير القناة 12 إلى واقع جديد في غزة، يخطط له جيش الاحتلال، عبر حملة سياسية وأخرى اقتصادية تستدعي الضرورة أن تنضما للحملة العسكرية التي يشنها حاليًا على القطاع.
وفي حديث عن الخطوة التالية، أوضح تقرير القناة العبرية خطوة قريبة، ستشمل إنشاء منطقة عازلة على بعد كيلومتر واحد من السياج الممتد على طول عشرات الكيلومترات للحدود مع القطاع.
وتجنبًا لأن يشكل عناصر المقاومة أو المدنيون تهديدًا في المستقبل لإسرائيل، تعتزم قوات الاحتلال مراقبة الحركة على طول المنطقة العازلة، بحسب التقرير.
ومنذ هجمات 7 أكتوبر المباغتة للفصائل الفلسطينية من غزة، صوب إسرائيل، ويواصل الاحتلال حربًا عنوانها العدوان على المدنيين في شتى بقاع القطاع، شملت غارات جوية مُتواصلة وتبعها بعمليات برية بدأت منذ نحو شهرين دون تحقيق النتائج المُعلن عنها بالقضاء على حماس، بينما أعداد الشهداء من المدنيين في تزايد لما يتخطى 20 ألف شخص، أغلبهم نساء وأطفال وسط انتقادات دولية وأممية.