يتكبد جيش الاحتلال الإسرائيلي خسائر بشرية واقتصادية باهظة؛ جراء العدوان على غزة، إذ ارتفعت حصيلة قتلاه إلى 487 منذ بدء العدوان على القطاع، في 7 أكتوبر الماضي، وإلى 158 منذ بدء الهجوم البري على غزة أواخر أكتوبر، وذلك بعد مقتل جنديين جنوب القطاع، في وقت أعلن مقاتلو الفصائل الفلسطينية تكبيد الاحتلال خسائر جديدة في صفوف قواته.
كمائن الفصائل
وفى حين أعلن جيش الاحتلال عن مقتل جنديين جنوب غزة، أعلن مقاتلو الفصائل في غزة، استهداف قوة خاصة من جيش الاحتلال مكونة من 40 جنديًا مُتحصنة في أحد المنازل بمنطقة جباليا البلد شمال قطاع غزة.
وأوضح مقاتلو الفصائل، في بيانٍ نشر على تيليجرام، أنهم استهدفوا جنود الاحتلال بقذائف الـ"تي بي جي" المضادة للتحصينات؛ ما أدى إلى إيقاع جميع أفرادها بين قتيل وجريح.
وفي بيانٍ آخر، أعلنت الفصائل الفلسطينية قنص جندي شرق حي التفاح بمدينة غزة، وقالوا إنهم تمكنوا من تفجير عبوة مضادة للأفراد في قوة راجلة للاحتلال، وأوقعوها بين قتيل وجريح في منطقة جبل الريس شرق مدينة غزة.
وأعلن المقاتلون كذلك تدمير 9 آليات صهيونية متوغلة في منطقتي التفاح والدرج بمدينة غزة بقذائف "الياسين 105"، إضافة إلى تدمير 4 آليات صهيونية مُتوغلة في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة بقذائف "الياسين 105".
وفي وقت سابق أمس الاثنين، نشرت فصائل المقاومة الفلسطينية مشاهد جديدة لاستهداف قوة إسرائيلية خاصة، مكونة من 10 جنود، كانوا متحصنين في أحد المنازل بمنطقة جُحر الديك وسط قطاع غزة، بقذيفة "تي بي جي" المُضادة للتحصينات، كما نشرت مشاهدًا من تفجير حقل ألغام في كمين محكم لـ4 جيبات لقيادة الاحتلال بمنطقة جُحر الديك وسط قطاع غزة، واستهداف قوات النجدة التي وصلت إلى المكان لإجلاء القتلى.
خسائر الاحتلال الاقتصادية
ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن الحرب على غزة كلفت دولة الاحتلال حوالي 50 مليار شيكل (ما يقارب 13 مليار دولار).
ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن نفقات المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية بلغت 30 مليار شيكل، أساسها ميزانية جنود الاحتياط والذخائر، و14.3 مليار دولار مساعدات أمريكية، مشيرة إلى أن الأضرار التي وقعت في 24 مستوطنة من مستوطنات غلاف غزة تقدر بنحو 10 مليارات شيكل، فضلا عن 5 مليارات شيكل تكلفة الأضرار الناتجة عن قصف الصواريخ في سائر أنحاء "إسرائيل"، وملياري شيكل ميزانية تتعلق بالمستوطنات.
وفيما يخص ميزانية ما يسمى بـ"مساعدة دعم" لأعمال لشهري أكتوبر ونوفمبر، قدرت بـ12 مليار شيكل، و15 مليار شيكل، وفقًا للصحيفة، قيمة الضرر المقدر للنمو الاقتصادي الإسرائيلي من بين جملة أمور التراجع في مدفوعات الضرائب.
وأكدت الصحيفة أن 29 مستوطنة في الغلاف و22 في الشمال أُخليت من المستوطنين، مضيفة أن أكثر من 94 ألفًا تم إجلاؤهم ويقيمون بفنادق في مختلف أنحاء "إسرائيل"، من بين الذين تم إجلاؤهم فقط حوالي 35 ألفًا منهم يستحقون الإجلاء، وفقًا للصحيفة.
وأوضحت أن هناك من أجلوا بصورة مستقلة وبلغ عددهم حوالي 115 ألف إسرائيلي، وهم أجلوا من مستوطناتهم بناءً على قرار ذاتي. وفي المجموع، وفقًا للصحيفة، أكثر من 224 ألف إسرائيلي من المستوطنين يقيمون في هذه الأيام خارج مستوطناتهم.
وقالت الصحيفة العبرية إن آلاف الأعمال الصغيرة على عتبة الإفلاس، ومئات آلاف العمال يمكن أن يوضعوا في إجازة غير مدفوعة.
انخفاض حاد في الاحتياطات الأجنبية
وبالتزامن، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن بنك "إسرائيل" أعلن انخفاضًا حادًا في أرصدة الاحتلال من العملات الأجنبية. وقالت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، إن هناك انخفاضًا في الاحتياطات الأجنبية لـ"إسرائيل" بأكثر من 7 مليارات دولار منذ شهر.
وفي وقت سابق، تحدث تقرير نشرته صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، عن فداحة الخسائر التي يلحقها العدوان على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي باقتصاد دولة الاحتلال الإسرائيلي، وأوضح التقرير أنّ الطلب انخفض بشكل عام في "إسرائيل"، وأغلقت الشركات أبوابها، ولا سيما بعد أن تم تجنيد المستهلكين والعمال في احتياط جيش الاحتلال.