بينما يُواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على غزة لليوم الـ81، اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بمخطط تهجير سكان القطاع إلى خارجه، بعد نفاد مراحل إجبار المدنيين على النزوح الداخلي.
ونقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" الإسرائيلية عن "نتنياهو" قوله، مساء أمس الاثنين، إنه يعمل على تحقيق "الهجرة الطوعية" لسكان غزة إلى دول أخرى. وأضاف: "مشكلتنا هي الدول المُستعدة لاستيعاب اللاجئين، ونحن نعمل على حلها".
وبحسب الصحيفة، قال النائب من حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو، داني دانون: "العالم يناقش هذا الأمر بالفعل، وزير الهجرة الكندي مارك ميلر، تحدث عن هذه الأمور علنًا، وكذلك فعلت نيكي هيلي، مرشحة جمهورية مُحتملة للرئاسة الأمريكية".
وأضاف "دانون": "يجب علينا تشكيل فريق يعتني بهذه القضية، ويتأكد من أن كل من يريد مغادرة غزة إلى دولة ثالثة، يمكنه القيام بذلك".
وتابع: "يجب أن يكون هذا منظمًا، لما له من أهمية استراتيجية لليوم التالي للحرب".
وحسب الصحيفة الإسرائيلية، رد نتنياهو على دانون قائلا: "نحن نعمل على ذلك". وفي نوفمبر الماضي، اقترح دانون قضية الهجرة الطوعية لسكان قطاع غزة.
وقال نتنياهو، أمس الاثنين، إن الحرب في غزة بعيدة عن النهاية، وأكد لنواب من حزبه الليكود: "لسنا بصدد التوقف، نحن مستمرون في القتال، وسنُكثف القتال في الأيام المقبلة، وسيستغرق القتال وقتًا طويلًا ولم يقترب من النهاية"، بحسب "رويترز".
ومنذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر الماضي، أمر جيش الاحتلال سكان شمال ووسط غزة بالنزوح إلى الجنوب، الذي وصل إليه 1.9 مليون نازح، في أكبر موجة نزوح منذ النكبة عام 1948، وفق أرقام الأمم المتحدة.
ومع تركيز الاحتلال عدوانه على الجنوب، بعد انتهاء الهدنة الإنسانية في بداية ديسمبر الحالي، أمر السكان والنازحين في خان يونس جنوب القطاع بالنزوح إلى رفح الفلسطينية، التي لم تسلم من القصف الإسرائيلي، ولم يعد هناك مكان آمن يلجأ إليه النازحون، وفق تحذيرات وكالات الأمم المتحدة.
وقالت "جيما كونيل"، رئيسة الفريق الإنساني التابع للأمم المتحدة، إن العديد من الفلسطينيين في قطاع غزة اتبعوا أوامر الإخلاء التي أصدرها جيش الاحتلال، وبحثوا عن الأمان في مناطق محددة، ليجدوا أنه لم يعد هناك سوى مساحة صغيرة متبقية في المنطقة المُكتظة بالسكان.
ووصفت "كونيل"، التي ترأس الفريق الإنساني التابع للأمم المتحدة في غزة، ما أسمته "رقعة الشطرنج البشرية" التي يفر فيها آلاف الأشخاص، الذين نزحوا عدة مرات بالفعل، ولا يوجد ضمان بأن الوجهة ستكون آمنة، حسبما ذكرت وكالة "رويترز".
وردًا على اعترافات نتنياهو حول عمله لتحقيق "الهجرة الطوعية" لسكان قطاع غزة إلى الخارج، طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان، المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف هذه الجريمة.
وأضافت الوزارة: "أقوال نتنياهو واعترافاته تستدعي موقفًا دوليًا شجاعًا لوقف الحرب فورًا على قطاع غزة ووقف جريمة التطهير العرقي والتهجير قبل فوات الأوان". واعتبرت الوزارة هذه الاعترافات بمثابة الصفعة للدول الداعمة لنتنياهو.
وأوضحت أن هذه الاعترافات الصريحة والواضحة، تكشف عن حقيقة أهداف حرب الإبادة الجماعية التي يقودها نتنياهو، ضد الشعب الفلسطيني في القطاع.