تصاعدت الاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع في مناطق عدة، خلال الأيام الماضية، مع عدم وجود نهاية في الأفق للصراع الذي دخل شهره الثامن، ويهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" في بيان لها، إن أكثر من نصف ولايات السودان تشهد نزاعًا نشطًا، وذلك بسبب الاشتباكات المسلحة بين القوات المسلحة السودانية ومليشيات الدعم السريع.
نيالا
ودارت معركة شرسة بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع، أول أمس الثلاثاء، في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، وقال مصدر عسكري لوكالة أنباء العالم العربي، إن الجيش السوداني تمكن من صد هجوم شنته مليشيا الدعم السريع على الفرقة 16 في نيالا، ثاني أكبر المدن السودانية. ولقي العشرات من جنود الدعم السريع حتفهم في المعركة، وفقا للمصدر العسكري.
الخرطوم
وخلال الأيام القليلة الماضية، دارت مواجهات مسلحة بين الجيش السوداني والمليشيا المتمردة، في محيط سلاح الإشارة التابع للجيش السوداني بمدينة بحري شمالي العاصمة الخرطوم، فيما تصاعدت أعمدة دخان كثيفة من مناطق تمركز الدعم السريع بضاحية شرق النيل شرقي الخرطوم. وفي محور جنوب العاصمة، تصاعدت أعمدة دخان من الأحياء الواقعة جنوب سلاح المدرعات التابع للجيش السوداني نتيجة المعارك بين الطرفين.
الجزيرة
وتشهد حاليا ولاية الجزيرة في السودان اشتباكات عنيفة بين القوات المسلحة السودانية ومليشيات الدعم السريع التي اقتحمت الولاية، خاصة عاصمتها ود مدني.
وأعلنت مليشيا الدعم السريع أنها دخلت، الاثنين الماضي، مدينة ود مدني وسط السودان، المدينة التي توصف بسلة غذاء السودان، ودفعت مئات الآلاف للنزوح من المنطقة.
وأجبرت العمليات العسكرية على تخوم ود مدني الكثيرين على خوض رحلة نزوح جديدة نحو مناطق آمنة كمدينتي سنار والقضارف.
ونقلت وكالة "رويترز" عن المواطن أحمد صالح (45 عامًا) قوله عبر الهاتف: "الحرب تبعتنا إلى مدني لذا أبحث عن حافلة حتى أتمكن أنا وعائلتي من الفرار". وأضاف: "نعيش في الجحيم ولا يوجد أحد لمساعدتنا"، مشيرًا إلى أنه يعتزم التوجه جنوبًا إلى ولاية سنار.
نزوح 300 ألف
في غضون ذلك، قالت المنظمة الدولية للهجرة، إن ما لا يقل عن 250 إلى 300 ألف شخص فروا من ولاية الجزيرة السودانية منذ 15 ديسمبر الجاري نتيجة الاشتباكات بين الجيش السوداني والدعم السريع.
وقبل اندلاع المعارك الأخيرة، كانت ولاية الجزيرة تستضيف نحو نصف مليون نازح من الخرطوم ومناطق أخرى، ومن بين هؤلاء نحو 85 ألفًا كانوا في ود مدني، وفق أرقام الأمم المتحدة.
لكن المعارك بين الطرفين الذي اجتاح المدينة، الجمعة الماضي، دفعت بوكالة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى تعليق أعمال الإغاثة في الولاية "حتى إشعار آخر".
وقالت نائبة ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في السودان كليمنتاين سلامي، إن السودان يواجه واحدة من أسرع الأزمات نموًا في العالم. ودعت سلامي، التي تشغل أيضًا منصب منسقة الشؤون الإنسانية في السودان، في بيان عبر "فيسبوك" طرفي الصراع في السودان إلى وقف القتال لحماية المدنيين وتمكين الوصول الإنساني الآمن إلى المحتاجين.
وحذرت الولايات المتحدة، السبت الماضي، من أن المواجهات الأخيرة بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع باتت تشكل تهديدا خطيرًا على المدنيين وجهود الإغاثة، وحضّت على تجنيب منطقة تضم مراكز مساعدات وعشرات آلاف النازحين المعارك.
12190 قتيلًا
وأودت الاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم، منذ أبريل الماضي، بحياة أكثر من 12190 شخصا، وفق تقديرات منظمة "مشروع بيانات مواقع الصراعات المسلحة وأحداثها" (أكليد).
ونزح أكثر من 5.4 ملايين شخص داخل البلاد - بحسب الأمم المتحدة- إضافة إلى قرابة 1.5 مليون آخرين فروا إلى دول مجاورة.
3 ملايين طفل معرضون للخطر
وأفادت منظمة اليونيسف، اليوم الخميس، بنزوح 150 ألف طفل في ولاية الجزيرة في السودان وانقطاع المساعدات الإنسانية عنهم.
وأشارت اليونيسف، في بيان صادر عنها، إلى أن هناك حوالي 3 ملايين طفل في ولاية الجزيرة السودانية معرضون للخطر مع تصاعد العنف.
تعليق المساعدات الغذائية
وفي وقت سابق من اليوم، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع لـ الأمم المتحدة، أنه سيضطر إلى تعليق المساعدات الغذائية مؤقتا في بعض أجزاء ولاية الجزيرة بـ السودان.
وذكرت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، أن برنامج الأغذية العالمي أوقف مساعداته لـ 800 ألف شخص في السودان بسبب المعارك التي تجري في الوقت الحالي مما يحول دون تقديم المساعدات إلى المواطنين المتضررين.